رئيس التحرير
عصام كامل

رصد الموقف الصهيوني من ثورة يناير في «مبارك كنزهم الاستراتيجي»

فيتو

أصدرت مكتبة جزيرة الورد، كتاب «مبارك.. كنزهم الاستراتيجي»، للكاتب الدكتور خالد سعيد، الباحث المتخصص في الشئون الصهيونية والترجمة من اللغة العبرية.


ومن أجواء الكتاب: منذ اللحظة الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ناصبها الكيان الصهيوني العداء، وأعلن صراحة تأييده لمحمد حسني مبارك، ودعمه الكامل «الأمني، واللوجستي، والإعلامي» لنظامه الممارس للقمع، والفساد، والاستبداد، ورفضه للثورة، ومطالب الثوار المشروعة.

فقد اتفق الصهاينة - حكومة ومستوطنون - على أن ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، ظاهرة مجتمعية مصرية جديدة وخاصة، فهي انتفاضة شعبية، وهبَّة وطنية، وحركة استثنائية، وحالة تمرد فريدة من نوعها، عجزت أجهزة المخابرات العالمية - بما فيها الأمريكية والصهيونية - عن توقعها وتفسيرها باعتبارها ثورة بدون قائد، أو رمز معروف، قام بها الشباب المصري، واحتضنها الشعب، والتف حولها وحماها بعض الجيش المصري، كما أدهشت العالم وبهرته، وجعلت من ميدان التحرير رمزًا خاصًّا واستثنائيًّا.

لقد كان الموقف الصهيوني من الثورة المصرية حالة خاصة ومختلفة تمامًا، عن غيره من المواقف الدولية، وردود الأفعال العالمية؛ فقد أعلن الكيان الصهيوني عن تأييده الكامل لنظام مبارك منذ اللحظة الأولى للثورة، وبشكل مباشر على عكس معظم المواقف الدولية التي اتبعت أسلوب المرونة والمواربة معًا، وانتظرت مآل المظاهرات التي جابت المدن والمحافظات المصرية حتى تُحدد مواقفها، وتبني عليها مستقبل العلاقات الجديدة مع القاهرة.

وما وصف "ثورة يناير بالكارثة في وسائل الإعلام الإسرائيلية" إلا دلالة على مدى تخوف الإسرائيليين على مصيرهم في المنطقة، بعد سقوط نظام مبارك، خاصة أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يرفض تمامًا فكرة الدخول في مواجهات عسكرية أخرى مع هذا الكيان، كما يمكننا القول بأن جميع وسائل الإعلام الصهيونية قد أولت اهتمامها بالثورة منذ بواكيرها؛ لأنها قد وجهت الأنظار نحو الحدود المصرية - الصهيونية للمرة الأولى منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا وتحديدًا منذ عام 1979م؛ ما استدعى بدوره إعادة التفكير في النظريات الحاكمة للإستراتيجية العسكرية الصهيونية، ومستقبل أمن الكيان الصهيوني، الداخلي والخارجي، ومدى تأثر الميزانية العسكرية الصهيونية بالثورة؛ لأن تل أبيب صارت بصدد التعامل بجد وبقوة مع الجبهة الجنوبية لها، وهي الجبهة المصرية بالطبع، للمرة الأولى، منذ توقيع معاهدة السلام المصرية - الصهيونية!

ولا عجب أن نقرأ أن وسائل الإعلام الصهيونية أعربت عن اشتياق الصهاينة إلى شخص الرئيس المخلوع مبارك؛ فقد استخدموا مصطلح "متجعجيع" غير مرة في تلك الوسائل، وعلى لسان أكثر من مسئول صهيوني، وهي كلمة تعني باللغة العبرية "نشتاق"، وهي لا تستخدم إلا من حبيب لحبيبه، وكأنها ترى مبارك حبيبًا وشريكًا للصهاينة، طوال اغتصابهم الأراضي الفلسطينية المحتلة!

لقد اهتم الكيان الصهيوني بمبارك، كما لم يهتم برئيس عربي، من قبل (باستثناء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مع الفارق)، ودارت حوله مناقشات ومباحثات كثيرة ومتباينة، ما بين استمرارية تأييده أثناء مجريات الثورة المصرية، أو البحث عن بديل لمبارك ونظامه، أو حتى الاشتياق إلى شخص مبارك؛ الذي عمل على تأمين استقرار التجمع الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة لعقود طويلة.

نظرًا لعدم صدور أي كتب أو دراسات خاصة تتعلق برؤية وسائل الإعلام الصهيونية لشخص الرئيس المصري المخلوع، محمد حسني مبارك، فإن أهمية هذه الدراسة تنبع من كونها الأولى التي تتعلق بمسار ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011م، وتداعياتها على الكيان الصهيوني عبر محور رئيسي، وهو الرئيس المخلوع.

تدور الدراسة في سبعة فصول، تناقش كيفية تناول وسائل الإعلام الصهيونية المسموعة، والمقروءة، والمرئية، شخص ونظام الرئيس المخلوع قبيل الثورة وبعدها، وحتى تولي الرئيس الدكتور/ محمد مرسي مقاليد وزمام الأمور في مصر في شهر يوليو/ تموز 2012م.

يستعرض الفصل الأول يوميات الثورة، وكيفية تعاطي مبارك معها خاصة"جمعة الغضب"، و"موقعة الجمل"، وتعييناته، وخطابيه أثناء الثورة، ومقارنة الثورة المصرية بالتونسية حتى تنحي مبارك عن الحكم.

يناقش الفصل الثاني الثورة العسكرية الناعمة على مبارك، والموقف الصهيوأمريكي منها. فيما يبدي الفصل الثالث الاهتمام بمجريات محاكمة مبارك ونجليه، ومسارات التحقيق معهم، بينما يطرح الفصل الرابع رؤية وسائل الإعلام الصهيونية للإسلام السياسي في مصر والقضية الفلسطينية، ومدى ربطهما بالرئيس المخلوع، وكيف كان مبارك أمينًا على أمن الكيان الصهيوني، وكيف بحث عن بديل سريع له وكأن تل أبيب نَهَرته، أو تركته فجأة.

أما الفصل الخامس، فيستعرض مسار الثورة المضادة، وتعامل المجلس العسكري مع مجريات الأمور في مصر بعد الثورة، ورؤية وسائل الإعلام الصهيونية لبقايا نظام مبارك، وكأنها تشتاق - في بعض الأحيان - إلى مبارك ونظامه، وهو ما يناقشه الفصل السادس؛ حيث ارتباط الكيان الصهيوني بالرئيس المخلوع حتى اهتمامه بمقار إقامة مبارك، وتنقلاته بين شرم الشيخ وسجن طرة.

نظرًا لما طرحه مسئولون صهاينة من سؤالهم عن مبارك، واشتياقهم له، والصلاة والدعاء له بالصحة والعافية، وطلبهم الرأفة به، والإفراج الصحي عنه؛ فإن الفصل السابع والأخير يدور حول مدى اهتمام الحاخام عوفاديا يوسف، وعضو الكنيست بنيامين بن اليعيزر بمبارك. في وقت ناقش الفصل الثامن والأخير سنة تولي مرسي الحكم، وثورة الثلاثين من يونيو، وتوابع مراقبة الكيان الصهيوني لشخص مبارك ونجليه.

الجريدة الرسمية