رئيس التحرير
عصام كامل

الشريك المخالف!


هل تذكرون كم كنا نطالب ونلح قبل سنوات مضت بضرورة إقامة مشروع قومي حتى تجمع ونحشد الناس حوله من أجل إعادة بناء مصر.. والآن عندما شرعنا في إقامة أكثر من مشروع قومي ارتفعت أصوات البعض منا تعترض وترفض هذه المشروعات القومية وترى أنه الأولى إصلاح الأوضاع القائمة وإقامة مشروعات صغيرة، رغم أنهم كانوا من قبل متحمسين جدًا للمشروعات القومية ويرون عدم إتمامها عيبًا كبيرًا.


هؤلاء يتصرفون مثل الشريك المخالف كما يتندر المصريون، أو يسلكون السلوك الذي ترجمه المثل الشعبي «حبيبك يبلع لك الظلط وعدوك يتمني لك الغلط» وإن كان الأدق القول إن شعارهم «عدوك يتهمك دومًا بالغلط».

وبالطبع من حق أي إنسان في مصر أن يتخذ ما يشاء من موقف سياسي بغض النظر عن صحته أو سلامته، خاصة أن المواقف السياسية للبشر هي ترجمة لمصالحهم غالبًا.. ولكن الأذكياء هم من يراعون ألا تنتاقض مواقفهم السياسية بشكل مثير للانتباه على هذا النحو أو يدفع الرأي العام لعدم تصديقهم فيما بعد.

إن ما تحقق من مشروعات قومية.. قناة السويس ومحورها وشبكة الطرق، ومحطات الكهرباء، كانت ضرورية لإقامة استثمارات سواء صغيرة أو متوسطة فلا استثمارات دون طاقة أو طرق.. أما مشروع الإسكان والمليون ونصف المليون فدان فإن هدفها المباشر هم من يحتاجون السكن والغذاء، أي أغلبية المصريين وليغفر الله لكم.
الجريدة الرسمية