رئيس التحرير
عصام كامل

صرخة سيدة في موكب الرئيس !


كنا على الهواء في الإذاعة المصرية بعد انتهاء خطاب الرئيس بقليل.. قلنا إن إعلام الشر يبحث الآن عن مأخذ على خطاب الرئيس وعلى المشهد كله.. الخطاب رائع ولابد من إفساده وإفساد هذا اليوم كله.. عقب الانتهاء من الحلقة شاهدنا وبكثافة الحديث عن قصة السيدة التي كانت تصرخ في طريق مرور موكب الرئيس السيسي تطلب علاجًا لابنها.. ويعني أن هناك من اقترب من طريق مرور موكب الرئيس دون اعتقاله ودون أن يذهب وراء الشمس بل حتى بغير اعتراض ودون معاملة خشنة أو غير لائقة.. كان النشر يلعب على مأساة السيدة التي لم يسأل فيها وفي صرخاتها أحد.. ولكن وقبل العصر كانت صرخات السيدة الجليلة قد بلغت القصر الرئاسي وبعد العصر كان مكتب الرئيس وبتكليف منه قد توصل إلى السيدة واتصل بها وعرفوا أن اسمها كريمة جاد الرب وأن ابنها يعاني مرضًا مزمنًا وخطيرًا شفاه الله وطمأنها عليه وأن الرئاسة تولت علاجه وبإشراف مباشر منها !


أفسد تصرف الرئاسة الأمر.. وبات البحث عن مصدر آخر للعكننة ولتشويه يوم انتقال سلطة التشريع رسميًا إلى مجلس نواب الشعب وإفساد يوم وجود الرئيس في البرلمان وهو يوم لم نره منذ سنوات وبدلا من اعتبار موقف الرئاسة موقفًا جيدًا يستحق الترحيب به واحترامه فكر نشطاء الشر وإعلام الشر في المبرر الآخر لتحقيق الغرض السابق فكان الهجوم على موكب الرئيس وأنه مبالغ فيه وأن الرئيس سار عكس الاتجاه!

وبعيدًا عن حالة التربص الدائم بزيارات وأنشطة الرئيس السيسي والسعي الدائم لإلهاء الناس وإشغالهم بتوافه الأمور بعيدًا عن جوهرها وخصوصًا أن مهاجميها هم من أيدوا مواكب مرسي وأردوغان وارتداءه الزي العثمانلي وكان فيه أقرب إلى مجاذيب السيدة وبعضهم يمدح فخامة مصر الملكية لكن وبعيدًا عن كل ذلك نقول ومن الآخر إننا نرحب بظهور رئيس مصر بالشكل الذي يليق بمصر وبرئيس مصر.. وهيبته من هيبة البلد الذي يرأسه وهي من هيبتنا جميعا.. شاء من شاء وأبى من أبى.. كما أنه لا يعنينا حجم ذكائهم الضحل والذي لم يمكنهم حتى من استيعاب أن التزام موكب الرئيس بخط السير الطبيعي ليس فقط سيعرضه لمخاطر أمنية وإنما أيضًا سيوسع دائرة طوارئ وإجراءات المرور الاستثنائية، أي أنه لن يكون في مصلحة التيسير على الناس إنما العكس !

علينا أن نتجاهل هؤلاء تمامًا.. العقد النفسية وكراهية الذات لها علاجها المحدد وليس مكانه هنا ويبقى الاستجابة لصرخة سيدة فقيرة تبحث في إنقاذ ابنها أجمل مشاهد الأمس.. وربما أجمل من خطاب الرئيس ذاته.. لأنه الأرقى والأجمل والأفضل والأجدد في كل مشاهد الأمس وكان التجسيد العملي والفعلي للخطاب نفسه.. فمنح الخطاب وصاحبه الصدق والمصداقية !
القافلة تسير.. وأنتم تعرفون الباقي!
الجريدة الرسمية