رئيس التحرير
عصام كامل

الأدباء يفتحون النار على رئيس الكتاب العرب.. أنور مغيث لـ«حبيب الصايغ»: لا تبحث عن ذرائع لمعاقبتنا.. منى طلبة: سجننا أمر مرفوض.. حسين حمودة: حاسبونا بالحسنى.. والشاروني يطالب بتعديل القوانين

الناقد الأدبي حسين
الناقد الأدبي حسين حمودة

 مدارات من المد والجزر تطوف حولها حرية الإبداع في الوطن العربي، فدولة تبيحها، وأخرى تسلبها، وكأنها إحدى ممتلكاتهم التي يتقاذفونها فيما بينهم دون مراعاة توجهات المبدعين وتطلعاتهم الحقيقية.


 إلا أن معظم الكتاب صُدموا في الفترة الأخيرة، عقب تصريحات الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتاب العرب، التي أدلى بها خلال حواره الصحفي مع «فيتو»، حيث أكد أن الأدباء يسيئون استخدام حريتهم بالتطاول على الدول والقيادات، وأنه لو تقدم إليه عمل مسيء لرمز بالدولة فسيعاقب كاتبه حسب قانون دولته، مؤكدًا أن الكتابة لا تمتلك «حصانة».

 سجن الأدباء

 وردًا على تلك التصريحات أكدت الناقدة الدكتورة منى طلبة، أنه لا يمكن سجن الأدباء أو الشعراء لأي أسباب، فالأدب لا يقدم إساءة، لكن يمكن نقد أو الاعتراض على أعمال كاتب ما، مشيرة إلى أن الأدباء الذين يتعرضون لأشخاص بالسخرية ليسوا أدباء.

 سعة الأفق
 فيما انتقد الناقد الأدبي حسين حمودة، تصريحات الصايغ، قائلاً: "أتصور أن حرية الإبداع تختلف حدودها ومساحاتها من بلد عربي لآخر، وهذا الاختلاف والتفاوت يرتبط بأسباب كثيرة جدًا سياسية واجتماعية وثقافية، فما ينشر في لبنان مثلًا قد يصعب نشره في السعودية وهكذا، لكن بوجه عام في البلاد العربية كلها تحتاج مزيدًا من الرحابة والتفتح وسعة الأفق".

 وأضاف "حمودة" أن هناك أشكالاً متعددة من الرقابة التي يتم فرضها على الإبداعات المتنوعة في البلاد العربية، وطبعًا من أشكال هذه الرقابة ما تقوم به بعض الجهات الرسمية، ولكن من أسوأ أشكال الرقابة تلك الضغوط التي يمارسها بعض الأفراد استنادًا على فهمهم الشخصي والفردي لبعض الأعمال الإبداعية، وتجربة نجيب محفوظ المؤسفة مع روايته «أولاد حارتنا» مثال واضح على ذلك، والتي اتهم على أساسها بأن كتاباته تدعو إلى الرذيلة.

 وأكد أن هذا التوجه الشخصي يقوم على إساءة فهم وقراءة الأعمال الأدبية التي ترتبط بقوانين فنية خاصة بها وحدها، ويجب مراعاتها عند التعامل مع الإبداع الأدبي بوجه عام.

 وقال حمودة: «التعامل مع الأعمال الأدبية والإبداعية ينبغي أن ينطلق من خصوصية هذه الأعمال، فلا يمكن أن تحاسب مؤلفًا روائيًّا مثلًا على عبارة تقولها إحدى الشخصيات في روايته أو على تصور أو فكرة تتبناها إحدى شخصياته؛ وبالتالي فمعنى الإساءة يجب التعامل معه بحذر فيما يخص الأدب والإبداع بوجه عام".

 وتابع أن المؤلف أو الشاعر أو القصاص لا يخترع مظاهر سلبية أو تبنيًا أخلاقيا عندما يتناول سلبيات أو أخلاقيات متردية أو متدنية في المجتمع، وبالتالي علينا أن نميز بين ما يتبناه ويدعو إليه المبدع من ناحية وما يتناوله في أعماله من ناحية أخرى، وحتى عندما نختلف مع ما يدعو إليه، علينا أن نناقشه أو نرد عليه بالكتابة، وأن نختلف معه بالحسنى وليس العقاب.

مصادرة الأدب

أما الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، فقال: "لا ينبغى أن نبحث عن ذرائع لمعاقبة الأدباء؛ فإن كان هناك عمل أدبي يتضمن تشهيرًا لشخصية معروفة لا بد أن تتم معاقبة صاحبه، فيكون ذلك العقاب لأسباب منطقية حتى لا يتم مصادرة الأدب".

 وأضاف "مغيث" في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الحرية الأدبية أيضًا تكفل حق الشكوى والاعتراض للشخص الذي يشعر أن الإهانة أصابته سواء كانت دولة أو أشخاصًا، وإذا تمت إهانتي شخصيًا فلابد أن أواجه.

 حقوق الإبداع
 فيما قال الكاتب يعقوب الشاروني إن الصايغ أغفل في تصريحه أن لكل دولة قانونها الخاص الذي قد لا يكون مناسبًا لحقوق إبداع الأدباء، مشيرًا إلى أن "الصايغ" كان يجب أن يطالب بتعديل القوانين ذاتها التي قد تعرض الكاتب إلى الإهانة أو الغرامات وغيرها من القوانين غير الملائمة للأدباء.
الجريدة الرسمية