رئيس هيئة الطرق والكباري: إستراتيجية جديدة لمواجهة شاحنات الموت
ليس غريبا على مصر أن تحصد مراكز متقدمة في حوادث الطرق، السبب في ذلك ينقسم بين السائق والمركبة وأيضا الطرق، خطط وإستراتيجيات وقوانين توضع لحل تلك الأزمة وإنهائها إلى حد كبير، وزارة النقل تعمل جاهدة على وضع بعض التعديلات على قانون المرور للحد من الحوادث، هيئة الطرق والكبارى ترفع من كفاءة طرقها وكباريها لتكون مصر في مراكز متأخرة ضمن إحصائيات دول حوادث الطرق، اللواء عادل ترك، رئيس هيئة الطرق والكباري، حدثنا عن أزمات نقل الركاب والنقل الثقيل وأيضا الحلول المقترحة وإستراتيجية الهيئة للحد من الحوادث، فإلى نص الحوار:
> في البداية حدثنا عن أزمات النقل الثقيل في مصر؟
الأزمة الحقيقية في مقطورات النقل الثقيل في مصر تكمن في أنه لا توجد إدارة واعية تستطيع القيادة الفكرية والمالية لمنظومة النقل الثقيل المعروف بنقل البضائع، وأيضا يجب أن يكون لأصحاب الشاحنات والمقطورات اتحاد يتحدث باسمهم وينظم حركة كل وسائل النقل الثقيل، اتحاد يكون العقل المفكر لهم ويستطيع إيجاد حلول لمشكلاتهم وأزماتهم مع الحكومة ومع الوزارة ومع الطرق ومع المواطنين أيضا، النقل الثقيل منظومة تحتاج إلى الترتيب الكامل من خلال التواصل ما بين ممثليها وبين الوزارة والحكومة، وأقل تلك الأزمات التي يواجهونها والتي من الممكن أن يكون لها حل هي أزمة أسلوب النقل للخارج، فالمقطورة تنقل للخارج بضائع ثم تعود فارغة وفى حالة وجود اتحاد ينظم عملهم من الممكن أن يتم الترتيب لهم مع الدول المسافرين لها لتعود محملة ببضائع أخرى أيضا
> هل فعلا سيأتى اليوم الذي لا نرى فيه سيارة نقل على الطريق الدائري؟
للأسف الطريق الدائرى سيئ الحظ لأنه يشهد أعلى نسبة مرور وبدأنا في البحث عن حل جذرى سريع خلال الأيام الماضية لتطويره وصيانته وسيتم الانتهاء من مشكلة الطريق الدائري، الأمر بالنسبة للنقل الثقيل والسير على الطريق الدائرى سيكون صعبا، المعروف أن هناك توقيتات لمرور النقل الثقيل للمرور على الطريق الدائرى وتلك التوقيتات تحتاج إلى النظر فيها وضبطها على الطريق الدائرى في كل منطقة، والأزمة دائما تواجهنا في تنظيم عملية التحرك على الطريق الدائرى وليس في منع سير سيارات النقل الثقيل أو غلق الطريق الدائري.
> ما المخاطر التي تقع على الطريق الدائرى بسبب النقل الثقيل؟
بالطبع هناك مخاطر كبيرة بسبب النقل الثقيل على الطريق الدائري، فالطريق الدائرى عليه أكثر من 156 عمل صناعى «كوبري» ويتحمل بحد أقصى 70 طنا ونحن نعمل في الوقت الحالى لرفع كفاءة 40 كوبرى منهم ليتم إنهاء مشكلة تدعيم الكبارى وتستطيع أن تتحمل حمولة تزيد على 100 طن وسننتهى من ذلك خلال سنة من الآن، ونعمل أيضا على إيجاد حل لتنظيم التحركات على الطريق الدائري.
> ماذا تحتاج هيئة الطرق والكبارى لحمايتها ضد مخاطر النقل الثقيل؟
بالطبع الطريق الدائرى ومعظم الطرق التابعة لهيئة الطرق والكبارى معرضة للخطر بسبب حاملات النقل الثقيل التي لا تزال غير ملتزمة بالضوابط اللازمة للمرور على الطريق، وما نحتاجه لحماية الهيئة هو تفعيل القانون وسيتم تغليظ العقوبات على المخالفين، وأيضا نحتاج 6 مليارات جنيه لصيانة الطرق سنويا، ونقوم حاليا برفع كفاءة 2400 كم من الطرق بـ 900 مليون جنيه فقط في العام المالى الجارى وسننتهى منها في حدود يونيو المقبل وفقا للموارد المتاحة من محطات الرسوم والخدمة على الطرق التي تحصلها الهيئة بنسبة 10% من إجمالى طول الطرق وتبلغ نحو 25 ألف كم.
> ما الحلول المقترحة لحل أزمة المرور في مصر غير إنشاء الكباري؟
في البداية نحن نعانى من أزمة مرورية طاحنة في مصر وأول حلولها المقترحة هي العمل بنظام النقل الجماعى في أغلب الوسائل والمناطق، فلو قمنا بتنظيم النقل الجماعى داخل القاهرة وفى المحافظات سيساعد ذلك على قلة عدد السيارات المتواجدة في الطرق وأيضا توفير المستهلك من البنزين والسولار وأيضا قلة وجود حوادث على الطرق، ونعمل على التنسيق بين كل الجهات المختصة لتطبيق ذلك النظام لأن ذلك سيكون له أثر أسرع من إنشاء 100 كوبري، وأيضا لابد أن يكون وعى قائدى المركبات بالالتزام بقواعد المرور واحترام الطريق يأتى متوافقا ومتزامنا مع توعية الضباط وأفراد المرور بالمعاملة الحسنة للمواطنين وكيفية ارشادهم قبل تسجيل المخالفة وضرورة التدقيق في منح رخصة القيادة لرفع المستوى الفنى لقائد المركبة والتزامه بآداب المرور، وأيضا تدريب وتخريج عشرات الآلاف من أمناء المرور في معاهد خاصة بتعاليم المرور ولا تزيد فترة الدراسة فيها على سنة أو سنتين يتدرب فيهما أمين المرورعلى ركوب الدراجات البخارية والمركبات وتحرير المخالفات لمن يرتكبها، كما أقترح أن تكون هناك حملة إعلامية للتوعية بقواعد المرور موجهة للسائقين عامة وسائقى النقل خاصة وإخضاع سائقى النقل لاختبارات دورية كل سنتين للتأكد من إلمامهم بقواعد وآداب المرور وسحب رخصة من تزيد مخالفاته عن أربعة كل سنة ولا ترد الرخصة إلا بعد دورة تعليمية لمدة شهر على نفقة المخالف وإجتياز اختبارات لقواعد المرور.
> ما تعليقك على قانون المرور الحالي؟
أي قانون يتم تطبيقه في البداية يكون له مميزات وعيوب وأهمها أن الغرامات المقدرة على المخالفات ربما لا تكون كفيلة بإنهاء تلك المخالفات فالانتظار الخاطئ عقوبته سحب الرخصة لمدة أيام، وأيضا السماح بارتكاب أفعال مخالفة للآداب داخل السيارة تكون عقوبته الغرامة 300 جنيه وقيادة المركبة ليلا دون إضاءة أو إشارات أمامية أو خلفية تعرضك لسحب الرخصة مدة لا تقل عن 6 شهور، وعدم وجود حقيبة إسعافات تعاقب بسحب الرخصة لمدة شهر.
> هل ترحب بعرض قانون جديد على البرلمان، وما أبرز التعديلات المنتظرة؟
نعم نرحب بالطبع، ونحن نعمل الآن على وضع بعض التعديلات على القانون الحالى لتمريرها أو عرضها على البرلمان الحالي، ونعتقد أن تلك التعديلات ربما تزيد على 10% من مواد القانون وأهمها ضبط المواد الخاصة بالحمولات، وأيضا مسافات السماح حول الطرق وعدم استغلالها وضرورة معاقبة مستغليها لإهدارهم المال العام للدولة كما نعرض في تعديلاتنا تشديد العقوبات على المخالفات التي تحدث من قبل سائقى السيارات ومصاحبة العقوبة وتحديدها بحجم الواقعة، وأيضا ننادى بضرورة تفعيل دور المجلس القومى لسلامة الطرق مع تزويده بميزانية مالية لإجراء الدراسات الفنية ومنحه صلاحيات محددة تمكنه من إلزام الجهات المعنية بالمرور بتنفيذ السياسات المرورية التي يراها مناسبة لمواجهة الحوادث.
> ما الإستراتيجية المطروحة للهيئة في الفترة المقبلة لتفادى أزمات وتهديدات النقل الثقيل؟
نحن في هيئة الطرق والكبارى نعمل بتخطيط وفكر يخص كل وسائل النقل سواء كان نقل الركاب أو النقل الثقيل أو ما يعرف بنقل البضائع، وفيما يخص نقل الركاب أن هناك 350 طريقًا لنقل الركاب ونعمل بشكل مستمر على فحص الاتوبيسات ووسائل نقل الركاب على تلك الطرق للعمل على تطويره والرفع من كفاءته، ونعمل الآن أيضا على إنشاء الاتحاد الخاص بالنقل الثقيل والترتيب مع كل الجهات الخاصة لمواجهة أزماتهم وحل مشكلاتهم في القريب العاجل.