رئيس التحرير
عصام كامل

«الحكومة تلجأ لشركات التأمين بعد فشل الداخلية».. تأسيس شركة لتأمين المباريات.. تتعاقد مع شركة إنجليزية لمراقبة المطارات.. بدأت بتجربة فالكون لتأمين الجامعات.. وخبير أمني: أمر طبيعي في كل الد

فيتو

بعد كل فشل يواجه الداخلية في تأمين المنشآت أو المؤسسات، لا تجد الحكومة حلًا غير اللجوء إلى شركات تأمين خاصة، مع أن التجربة الأولى وهي تأمين الجامعات أثبتت فشلها، إلا أنها لم تجد بديلا لتأمين المطارات والمباريات غير شركات التأمين الخاصة.


تأمين المباريات
منذ مذبحة بورسعيد في 2 فبراير 2012، وطلب الداخلية إقامة المباريات بدون جمهور، لعدم استطاعتها تأمين المباريات بحضور الجمهور، وإثبات الأيام فشل الداخلية وخاصة بعد مجزرة الدفاع الجوي وتكرار أحداث الشغب، لم يجد المسئولون عن اتحاد الكرة حلا غير اللجوء إلى شركات تأمين خاصة، بعد المطالب المتكررة بضرورة حضور الجماهير المباريات لأنها أحد مصادر التمويل للأندية.

وعقدت لجنة الأندية، اجتماعًا بحضور ممثلى أغلب الأندية، وتم الموافقة على الاستعانة بشركات تأمين خاصة، لتأمين المباريات في حضور الجمهور.

من جانبه أكد محمد عبد السلام، رئيس نادي مصر المقاصة ونائب رئيس لجنة الأندية، أن هناك عدة جلسات تمت مع عدد من شركات تأمين الجنوب أفريقية والإنجليزية، لأن هذه الشركات لها باع طويل في تأمين المباريات.

وأضاف عبد السلام أن 12 ناديًا وافقوا على فكرة تأسيس شركة أمن لتأمين المباريات، وأن الفرق الموافقة هي الأهلي والزمالك والمصرى البورسعيدى والمقاصة وأسوان والإسماعيلى وبتروجت والداخلية والمقاولون والحرس والاتحاد السكندرى.

وأوضح عبد السلام أن العاملين بهذه الشركات يتلقون دورات على أعلى مستوى في كيفية التعامل مع كل شيء خاص بالشغب وخلافه داخل الملعب، إلى جانب الاستعانة بالعنصر النسائى في هذا الأمر، مشيرًا إلى أن هذه الشركات ستوفر آلافا من فرص العمل.

تأمين المطارات
وبعد حادثة سقوط الطائرة الروسية في ديسمبر الماضي، وتصريحات الدول الغربية أن سبب السقوط هو انفجار قنبلة داخل مخزن الشنط بالطائرة، وإعلان الكثير من الدول أن المطارات المصرية مخترقة ولا يوجد بها تأمين كاف، ما دفعها إلى إعلان وقف رحلاتها السياحية إلى مصر، لجأت الحكومة المصرية إلى شركة أمن أجنية، للإشراف على تأمين المطارات ومراقبة الإجراءات الأمنية.

وأعلن هشام زعزوع، وزير السياحة، خلال مؤتمر صحفي، في 23 ديسمبر 2015، التعاقد مع الشركة الإنجليزية "كونترول ريسكس" لتأمين عدد من المطارات المصرية، مؤكدًا أن هذه الشركة ستراجع كفاءة وأمن مطاري القاهرة وشرم الشيخ، وستدرب العاملين بهما حسب المعايير الدولية.

ومن جانبه قال أندريس كارليتون سميث، المدير التنفيذي للشركة، أنها ستعمل على ضمان موافقة المطارات لمعايير الطيران العالمية، مضيفًا أن الهدف النهوض ببرامج المطارات المصرية حتى تنافس أكثر مطارات العالم تطورا وتقدما.

وأكد سيمث أن دور الشركة يتمثل في "استعراض كل العمليات والإجراءات المعمول بها قياسا بأفضل الممارسات الدولية ومعايير الإدارة العامة الرشيدة".

تأمين الجامعات
وكانت تجربة تأمين شركة "فالكون" للحراسات الخاصة، 12 جامعة حكومية في العام الدراسي 2014- 2015، هي التجربة الأولى التي تعتمد فيها الحكومة المصرية على شركة حراسات خاصة لتـأمين المؤسسات الحكومية، بعد فشل وزارة الداخلية في تأمينها عام 2013، وتكرار أحداث الشغب والعنف داخل الجامعة، وعدم استطاعة الداخلية منع مظاهرات طلاب الإخوان داخل الحرم الجامعي.

وفي 8 أكتوبر 2014، أعلن الدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي آنذاك، أنه رفض الاستعانة بقوات الشرطة بالجامعات منعًا لحدوث عنف بين الطلاب وقوات الشرطة في حالة تواجدها داخل الجامعة، مشيرًا إلى أن الوزارة وضعت خطة ورؤية مستقبلية لتأمين الجامعات، من خلال تفعيل مواد القانون، وأيضًا الاهتمام بالأنشطة الطلابية، والاستماع إلى مقترحات الطلاب.

وأكد أن «الجامعة لن تكون مقرًا للتآمر على الدولة، وأنه من واجبه الحفاظ على الجامعات، والطالب وظيفته التعلم وليس التسلح وحمل المولوتوف».

من جانبه، قال شريف خالد، العضو المنتدب لشركة «فالكون» للحراسات الخاصة: «هدفنا تأمين البوابات الجامعية فقط، وسيتم عمل كارنيهات ممغطنة للطلاب، بحيث بمجرد تمريرها بالماكينات الحديثة تظهر صورة الطالب لمسئولي الأمن من أفراد الشركة، وفي حالة مخالفة أي طالب للتعليمات سيتم إخطار الشرطة لتسليمه».

ومع مرور الوقت أثبتت التجربة فشلها، ولم تسطع الشركة وقف المظاهرات وأعمال الشغب داخل الجامعات، بل سقط عدد من الضحايا في الاشتباكات داخل الجامعات، ما دفع الحكومة إلى إنهاء هذا التعاقد مع نهاية العام الدراسي الماضي، والإعتماد مرة أخرى على الأمن الإداري وقوات الأمن.

خبير أمني
من جانبه أكد اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، أن الشرطة مهمتها حماية الأرواح والأعراض والممتلكات العامة والخاصة، وأننا الدولة الوحيدة في العالم، الذي تقوم فيها وزارة الداخلية بتأمين الجامعات والمدارس والمستشفيات ومحطات المترو والبنوك، وذلك بسبب حرص الوزراء على إدخال الشرطة في كل شيء بدافع حب السيطرة، ما أضر بالوزارة.

وأضاف نور الدين، أنه في أوروبا تقوم شركات خاصة بتأمين المستشفيات والجامعات والمباريات، وتحصل على أموالها من هذه المؤسسات.

وأشار نور الدين أن الحكومة لم تلجأ إلى شركة إنجليزية للإشراف على تأمين المطارات، إلا لطمأنة الغرب، من أجل عودة السياحة التي هي مصدر دخل مهم لمصر، بعد توقفها اثر سقوط الطائرة الروسية.

أما في حالة تأسيس شركة لتأمين المباريات، يؤكد أن مهمتها ستكون التأمين من داخل الاستاد فقط، مع تجهيز الاستاد بأحداث أساليب المراقبة، أما التأمين من الخارج فسيكون مهمة الداخلية ورجال الشرطة.
الجريدة الرسمية