رئيس التحرير
عصام كامل

«المياه الرمادية» وسيلة الحكومة لمواجهة الفقر المائي.. كمال فهمي: نسعى للاستفادة منها في كل المحافظات.. خبراء: لا يجوز استخدامها في ري الخضراوات والفواكه.. تتسبب في انتشار السرطان وتدمر خلاي

المهندس كمال فهمى،
المهندس كمال فهمى، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية

قال المهندس كمال فهمى، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية، إن الهيئة تقوم بالاشتراك مع وزارة البيئة بتطبيق فكرة "المياه الرمادية" بأول مركز ثقافى بيئى، والتي تتعلق بإعادة تدوير المياه للزراعة حتى لا نحتاج إلى مياه منقاه، وأن الهيئة تسعى إلى تعميم فكرة المياه الرمدية بكل المدن بمختلف الجمهورية.


تكلفة مرتفعة
وأكد خبراء المياه والبحوث الزراعية، أن معالجة المياه الرمادية تحتاج إلى تكاليف باهظة، وقال الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير المائي بالأمم المتحدة وأستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، أن المياه الرمادية هي مياه الصرف الصحي التي يتم معالجتها لاستخدامها في الزراعة.

وأكد في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أنه لا يحبذ استخدامها في الزراعة، إلا بعد معالجة كاملة، موضحًا أن المعالجة الجيدة تتم على 3 مراحل، مشيرًا إلى أن تكلفتها مرتفعة جدًا مقارنة بمعالجة المياه النقية التي تكون بتنقية الشوائب وإضافة المادة الكلورية فقط.

وأضاف دياب: "بالفعل تستخدم مصر المياه الرمادية في الزراعة، بخلط مياه الصرف الصحي بالمياه النقية، مشيرًا إلى أن ذلك يقلل من أضرارها، وفي حالة اختفاء المعالجة الجيدة للماء من الأفضل استخدامها في زراعة الأشجار الخشبية فقط.

الأشجار الخشبية والغابات
وأوضح سعيد خليل الأستاذ بمعهد الهندسة الوراثية، أن المقصود من المياه الرمادية مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي، مشيرًا إلى أن مياه الصرف الصحي لا يجوز استخدامها في المحاصيل الزراعية والخضراوات، والنباتات الورقية، وأن الإمكانية الوحيدة لاستغلالها في زراعة الأشجار الخشبية والغابات، لما تحتوي عليه من عناصر ثقيلة حتى بعد معالجتها لأكثر من مرة أبرزها الرصاص، مؤكدًا أنها تدمر الصحة العامة وخلايا المخ، وتسبب انتشار سرطان القولون وتدمير خلايا المخ، وبالتالي لا يجب استخدامها في زراعة المحاصيل الورقية والخضراوات والفواكه، في حين الأمر مختلف بالنسبة لمياه الصرف الزراعي والتي من الممكن معالجتها واستخدامها في صناعة المحاصيل الاستراتيجية والخضراوات والفواكه، لخلوها من هذه العناصر.

تفسير لانتشار الأمراض
وفسر خليل تفاقم ظاهرة إنتشار الأمراض في الفترة الأخيرة، وعلي رأسها فيروس C، والفشل الكلوي، أن ملايين المكعبات من مياه الصرف الصحي تصب في فرع رشيد، والتي تشرب منها 8 محافظات، وتحتوي على نحو 38 مليون فرد.

المياه الضائعة
وأوضح أن إحصاءات عام 2012، تشير إلى أن ما يعادل 12.5 مليار لتر مكعب من مياه النيل يضيع سدًا في مياه البحر المتوسط، والبحيرات الشمالية، منوهًا إلى أنه لابد من استخدام هذا الضائع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالأرز والقطن والقمح.

وأشار إلى أن ما يزيد على 55 مليار متر مكعب من المياه لا يحسن استخدامه، مؤكدًا أن مصر الآن تعاني من الشح المائي وليس الفقر المائي، لأن نصيب الفرد أصبح 611 مترا مكعبا، في حين الفقر يكون عندما يكون نصيب الفرد 1000 متر.
الجريدة الرسمية