رئيس التحرير
عصام كامل

«الوزراء» يتلقى تقرير «المركزي» عن تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي.. خطة عاجلة لتسيير حركة التجارة الخارجية.. معالجة العجز في ميزان المدفوعات وخلل الميزان التجاري.. تعزيز القوة ا

 المهندس شريف إسماعيل
المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء

تلقى اليوم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء تقريرا من محافظ البنك المركزي حول سياسات البنك لتحقيق الاستقرار النقدى والاقتصادى.

قال فيه إنه لتعزيز الاستقرار النقدي والمالي في الدولة، وفى إطار التنسيق بين السياستين النقدية والمالية، بدأت الحكومة المصرية من خلال المجموعة الوزارية الاقتصادية والبنك المركزي المصري خطة عاجلة تم البدء في تنفيذها فور التوافق عليها وتستهدف الحفاظ على مستوى أسعار السلع في الأسواق، وزيادة معدلات التنمية الاقتصادية من أجل زيادة فرص العمل وخفض معدلات البطالة.

سياسات المركزى
وأضاف التقرير أن البنك المركزى بدأ بشكل فورى في وضع سياسات من شأنها تحقيق الاستقرار النقدى والاقتصادى عبر إجراء إصلاحات هيكلية لتعزيز الثقة في العملة المحلية، ومعالجة العجز في ميزان المدفوعات الناتج عن خلل الميزان التجاري بسبب  الاستهلاك المحلي من السلع المستوردة تامة الصنع، بما أدى إلى تراجع معدلات الإنتاج المحلي أمام المنافسة الكبيرة من الخارج.
وانتهج البنك المركزى سياسات متكاملة خلال الفترة الوجيزة الماضىية استهدفت الآتى:

زيادة الأسعار
استهدف البنك المركزي في الفترة الوجيزة الماضية، وعلى المدى القصير جدا، التعامل مع مشكلة الزيادة في أسعار السلع بصورة غير منطقية والناجمة عن زيادة الطلب على النقد الأجنبي لسداد التزامات الموردين الأجانب.

وبدأ البنك المركزي والبنوك المصرية في خطة عاجلة لتسيير حركة التجارة الخارجية من أجل توفير مستلزمات الإنتاج الضرورية والسلع الأساسية الاستهلاكية للمواطن المصري.  ولقد قامت البنوك المصرية بتوفير أكثر من 14 مليار دولار في غضون ثلاثة أشهر أدت لأثر فورى في تسيير حركة  التجارة والصناعة.

وفى ذات السياق أكد البنك المركزى على توفير النقد الأجنبى من خلال البنوك بالأسعار الرسمية مستهدفًا تخفيض أسعار السلع، وخاصة الغذائية منها والتي انخفضت أسعارها فعليا ما بين 25 إلى 35%.

تعزيز القوة الشرائية للجنيه
وبالتزامن مع ذلك، عمل البنك المركزي من خلال البنوك العامة على تعزيز القوة الشرائية للجنيه المصري من خلال أدوات السياسة النقدية  برفع أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية الأساسية من 10% إلى 12.5% سنويًا،ما أدى إلى تدفق أكثر من 120 مليار جنيه في هذه الأوعية ليتم تحقيق عائد حقيقي للعملة المحلية على مدى ال3 سنوات القادمة بلغ 40%، إضافة إلى تخفيض معدلات التضخم.

وتمكنت البنوك المصرية من تحمل أعباء هذه العوائد نتيجة مراكزها المالية القوية وأرباحها المتعاظمة، والذي جاء نتيجة طبيعية لخطة إصلاح البنوك الشاملة التي تمت في الفترة من عام 2004 إلى عام 2008 والتي قادها البنك المركزي حينذاك بكفاءة كبيرة وأصبحت البنوك المصرية في مؤشراتها المالية ومراكزها تفوق مؤشرات البنوك في كثير من دول العالم.

وليس أدل على ذلك من النتائج الإيجابية لأعمال البنوك المصرية، وفى مقدمتها أكبر بنكين حكوميين من المتوقع أن يحققا أرباحا صافية - بعد الضرائب – تربو على ال10 مليارات جنيه. 

ثالثا: دعم القطاعات الإنتاجية
وإلحاقًا لذلك وضع البنك المركزي تصور لتمويل القطاعات الاقتصادية المختلفة، لدعم الاقتصاد والإنتاج المحلى عبر إعادة توجيه السيولة الفائضة بالبنوك لإقراض القطاعات الإنتاجية، وفى ذات الوقت تحجيم الإقراض الاستهلاكي الذي تفاقم في السنوات القليلة الماضية ليصل إلى 165 مليار جنيه، وذلك إيمانًا من البنك المركزى بضرورة توظيف الموارد المالية للمجتمع بأنسب السبل الاقتصادية، لتحقيق التنمية المستدامة، وخلق فرص العمل للشباب، نظرًا لتفاقم معدلات البطالة التي أصبحت ظاهرة عالمية تعاني منها أسواق عديدة حول العالم متقدمة ونامية.

مكافحة البطالة

وعلى التوالي، أصدر البنك المركزي تعليمات رقابية للبنوك فارضًا توجيه 20% من محافظةا الائتمانية لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة، وإتاحة  فرص عمل جديدة، وذلك لتوفير 200 مليار جنيه كتمويلات جديدة توجه لنحو 350 ألف مشروع جديد على مدى أربع سنوات مما يتيح نحو 4 مليون فرصة عمل جديدة، وذلك كإطار تنفيذى لمبادرة السيد رئيس الجمهورية، وتوجهات البنك المركزى بما يلبى  احتياجات المجتمع المصرى.

تعزيز الثقة في مناخ الاستثمار

وفى إطار تعزيز الثقة في الاقتصاد المصرى، ومناخ الاستثمار في مصر، استطاع البنك المركزي الحفاظ على مستوى احتياطياته الدولية بالرغم من سداد الالتزامات النقدية السابق الإشارة إليها، إضافة إلى سداد مستحقات المستثمرين الأجانب في البورصة المصرية، كما تم سداد جميع إلتزامات مصر الخارجة في مواعيدها بما يفى بالتزامات مصر الدولية.

 ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الدين الخارجي لمصر لايزيد عن 15% من الناتج القومي، في حين أن المستويات في الدول المثيلة بالأسواق الناشئة تصل إلى 50%، وهو ما يتيح للحكومة المصرية مجالًا للاقتراض الخارجي من أجل مشاريع التنمية.

 التنسيق بين السياستين المالية والنقدية

وأظهر ما سبق ضرورة التنسيق بين السياستين النقدية والمالية حيث لم  يعد بالإمكان الاستمرار على نفس النهج في إدارة الاقتصاد وميزان المدفوعات خاصة في ضوء الانفلات في العمليات الاستيرادية التي تجاوزت كل الحدود، لتخرج عن إطار أي  لوائح أو قوانين ملائمة لإدارة اقتصادية منظمة.

وفى هذا الإطار بدا واضحا أن التراخيص الاستيرادية يتم منحها بدون معايير محددة، وأن البضائع الواردة لمصر لا تخضع لأدنى المعايير الرقابية حفاظًا على صناعتنا المحلية وعلى المواطن المصري وعلى مواردنا المحدودة من النقد الأجنبي.

ولتحقيق التنسيق المطلوب بين السياستين المالية والنقدية، قامت الحكومة والبنك المركزي بتشكيل المجلس التنسيقي الاقتصادي الذي يجتمع شهريًا بحضور خبراء دوليين ومحليين، وفى ذات الوقت يشارك  محافظ البنك المركزي في اجتماعات المجموعة الوزارية الاقتصادية، بخلاف عشرات الاجتماعات التنسيقية بين قيادات البنك المركزي، والوزارات الاقتصادية المختلفة، في إطار منظومة تفاهم وتشارك غير مسبوقة.

وكان نتيجة لهذا التنسيق مجموعة من الإجراءات المهمة تمثلت في:

 1 ـ البدء في تنفيذ برنامج وطني للحفاظ على موارد مصر من العملة الصعبة لتوجيهها إلى ما يستوجب الأولوية من مستلزمات الصناعة والإنتاج والعلاج والسلع الأساسية للغالبية العظمى من المواطنين بأسعار مقبولة من خلال تدبير الموارد من النقد الأجنبى بالسعر الرسمى من  البنوك، من أجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي للغالبية العظمى من محدودي الدخل. 

توفير 14 مليار دولار
وفى هذا الإطار تم توفير نحو 14 مليار دولار للواردات السلعية منها 7 مليارت دولار للسلع الوسيطة ومستلزمات الإنتاج والخامات، و2 مليار دولار للسلع الغذائية والتموينية، و2 مليار دولار للألات ومعدات الإنتاج وقطع الغيار، ومليار دولار للأدوية والأمصال، وذلك في فترة زمنية أقل من ثلاثة أشهر.

وتم الاتفاق بين الحكومة والبنك المركزى على أن السياسات الاقتصادية هدفها جميع فئات الشعب المصري سواء من أجل توفير فرص العمل أو من أجل مكافحة التضخم للحفاظ أيضًا على قيمة الاستثمارات والأصول المحلية.

ويؤكد البنك المركزي أنه لن يتوانى عن استخدام أدواته في السياسة النقدية لكي يحافظ على القيمة الشرائية للجنيه المصري على المدى المتوسط.  وأن البنك المركزي بجانب استهدافه للتضخم فهو ايستهدف أيضًا معدلات التنمية الاقتصادية المنتجة وليس التنمية الاستهلاكية.

2 ـ وبالتنسيق مع البنك المركزي، وضعت وزارة التجارة والصناعة وضع قواعد للاستيراد ويرى البنك المركزي المصري أن تلك القواعد تحقق المصلحة العليا للاقتصاد المصري، والتي من المتوقع أن تؤدي لتعزيز الاستقرار النقدي، والتنمية الحقيقية، وتوفير موارد الدولة من النقد الأجنبي للمستلزمات الأساسية، وعدم إهدارها في إنفاق غير منتج. 

فلم يعد مقبولًا أن يتم الحصول على القروض الدولية لإنفاقها على استيراد سلع استهلاكية غير ضرورية وتحميل الأجيال القادمة مسئولية سدادها!
وفى هذا الإطار يؤكد البنك المركزى أن السياسات الاقتصادية تستهدف صالح الشعب المصرى بكل فئاته، ولا تقتصر على فئة دون الاخرى، وأن أموال الشعب المصري في البنوك يديرها البنك المركزي المصري وقيادات الجهاز المصرفي باستقلالية كاملة مدعومة من القيادة السياسية بدون تحفظ، وأن هذه الموارد التي تعد موارد الأمة المصرية من أجل صالح الشعب وفئاته غير القادرة. 

ويؤكد البنك المركزى إن مصر اليوم في حاجة إلى الدفاع عن مواردها من أجل الدفاع عن وجودها.  وأنه بالرغم من نتائج الأحداث الإرهابية على السياحة عمومًا، وبالرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي والأزمات العنيفة في البورصات العالمية التي تنذر بأزمات كبيرة وشيكة.  فإنه على يقين بقدرة الشعب المصرى على  تخطى تلك المرحلة بسلام اعتمادًا على الله ثم على أنفسنا وقيادتنا وخبراتنا ومواردنا.

إن القدرات الاقتصادية للدولة كبيرة، والبنك المركزى، متعاونا مع الحكومة المصرية، ملتزم بتحقيق آمال الشعب والحفاظ على موارده ومكتسباته والوقوف بقوة ضد أي من تسول له نفسه التعدي على تلك الحقوق والموارد".
 
الجريدة الرسمية