رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قصة نجاح لاجئ سوري من الألف إلى الياء في ألمانيا

فيتو

لم يتخيل اللاجئ السوري "مزياد علوش"، أنه يومًا من الأيام سيصبح له حسابًا خاصة بجريدة "مارل" الألمانية ليكتب فيها بشكل منتظم أعمدة عن حياته في برلين بعد رحلة مروعة من تركيا إلى أوروبا.


وبحسب موقع "فوكاتيف" الأمريكي، فإن دخول "علوش" عالم الصحافة في ألمانيا لم يكن مخططًا له، إذ كان اللاجئ السوري معلمًا في مدرسة ببلاده، ولكنه في ليلة وضحاها أصبح من شخصيات مدينة "مارل".

وكان "علوش"، 31 عامًا، قرر الفرار من الحرب الأهلية السورية قاصدًا أوروبا من تركيا مع أخويه "محمد"، 20 عامًا، و"أيهم"، 16 عامًا، وقطعوا خلال شهور الصيف الحارقة 2100 ميلًا في مياه البحر المتوسط، وغابات وجبال 5 دول.

وأثناء رحلتهم، في أغسطس وسبتمبر الماضي، هرب تجار البشر الأخوة الثلاثة في قوارب، وسيارات خاصة، وقطارات وحافلات غالبًا دون طعام، ولكنهم كانوا يسترقون من الزمن بضع ساعات تحت نجوم السماء للنوم، وبعد 15 يومًا وصلوا ألمانيا ولا يدرون ماذا تحمل لهم الأيام في المستقبل.

وحالف "علوش" الحظ منذ وصوله "مارل"، في نهاية سبتمبر الماضي، حيث وجد أصدقاء ومكان للعيش رغم عدم حصوله على تصريح باللجوء الرسمي لمدة 5 أشهر في الوقت الذي زاد فيه حنينه لأهلة في سوريا التي مزقتها الحرب.

ومر "علوش" وإخوته بجميع مظاهر الحياة العادية في "مارل"، عند وصوله أول مرة قضى وقتًا في مدرسة حولت لمخيم لاجئين، وغيرت مقابلته مع القس " أولريش مولر" حياته بأكملها.

عرض القس على "علوش" منزلًا صغيرًا مجانًا، فاجتهد الأخير في إصلاحه ولكنه فشل بتعطيره برائحة طعام والدته الشهي وصوت والده وأربعة آخرين من اخوته غير "محمد" و"أيهم" اللذان فضلا البقاء في مخيم للاجئين تحت سن الـ 18 عامًا.

وبسبب تعليق طلب لجوء "علوش"، لم يتمكن من العمل بشكل رسمي أو حتى الالتحاق بالجامعة، لكنه عمل معلمًا للاجين المراهقين.

وبدورها، قالت المحررة الألمانية "مارتينا مولر" للموقع الأمريكي: "أعتقد أن "علوش" الأقدر على وصف وضع اللاجئين أكثر منا"، مضيفةً أنها طلبت من "علوش" كتابة عمود في الجريدة بعد مقابلة أجرتها معه.
الجريدة الرسمية