«غيبوبة» رفض شعبي بالسويس وبنها ودفاع من بدير ومسرح الدولة
أثارت مسرحية "غيبوبة" للنجم أحمد بدير، التي تم منعها من العرض بالسويس وبنها حالة من الرفض شعبي لما تقدمه المسرحية، ويجسده بطل المسرحية الذي سقط في غيبوبة يوم 25 يناير بميدان التحرير، وهو ذاهب ليفر من جحيم تعيش به مصر.
وقد أفرد الإعلامي وائل الإبراشي أمس حلقة كاملة حول الأمر مستضيفا النجم أحمد بدير، والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح؛ ليتحدثا عن منع المسرحية وما نُسب إليهما من تصريحات صحفية باتهام من يعارض المسرحية بالبلطجة أو الأخونة أو العمالة.
وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن "غيبوبة" عمل رائع بكل المقاييس، فقد حضره 3 مرات، وشاهد المسرحية 6 آلاف طالب كما شاهدوا "ليلة من ألف ليلة" و"أنا الرئيس" وغيرها.
وأضاف نصار أن المسرحية منصفة لثورة يناير وتتجلى بها اللحظة التي ثار بها الشعب، وتتجاوز هذه اللحظة الصراعات التي حدثت بعدها من قوى إقليمية وداخلية.
وأضاف أنه أيا ما كان اختلافنا حول الرؤية الفنية لا يمكننا منعها من العرض إذا كان في الإمكان مقاطعتها لما تقدمه، ولا يجب تقييم مواقف أحمد بدير الشخصية ومحاسبته عليها في عرض مسرحي.
وقال الدكتور علي السويسي، أستاذ النقد والفنون بجامعة السويس، إن ما نعترض عليه هو أن تعرض المسرحية التي هي من إنتاج مسرح الدولة بتذاكر تبلغ سعر التذكرة من 100 إلى 200 جنيه، رغم أننا شاهدنا مسرحيات لعبد الله غيث وسميحة أيوب على قصر الثقافة مجانًا.
وأضاف الدكتور علي السويسي أن اعتراض المثقفين بالسويس على تصريحات الفنان أحمد بدير ضد ثورة يناير التي ولدت على أرض السويس وضحت بأول شهداءها، ولا يجوز أن يأتي بدير وهو ضد الثورة ونقبله أن يدخل السويس، فلا يأتي ليستفزنا وقد سقط بالسويس 40 شهيدا، وأهالي الشهداء هم وراء الاعتراض.
وقال الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح: اشترطت على المتعهد أن يقدم المسرحية بتذاكر تناسب الجمهور حين علمت بأن هناك مشكلة تخص ارتفاع سعر التذكرة.
وقال لي إن التذاكر بـ200 لصف واحد بالمسرح من أصل 400 كرسي، وأنه سوف يخصص كراسي بأسعار أقل، وحينما علمت أن المسألة سوف تصنع فتنة بلا داع قررت عدم عرض المسرحية بالسويس وبنها، ولم أقل: إن المسرحية سوف تعرض رغما عن أهالي السويس.
وقال الفنان أحمد بدير، مدافعا عن اتهامه بأنه بكى على مبارك: خرجت وبكيت يوم موقعة الجمل، وطالبت بإعطاء مبارك فرصة 6 أشهر، وحينما بكيت بكيت على مصر وليس على مبارك، والمسرحية تتحدث على من سرقوا الثورة من إخوان و6 أبريل وعن الفساد والتوريث وأمريكا، ولم أسئ للشرطة أو الجيش أو أمهات الشهداء والشهداء بالسويس، وذكرت شهداء مثل الحسيني أبو ضيف والشيخ عماد عفت.
وعلق الكاتب المسرحي أنور عبد المغيث في تصريح لـ"فيتو" حول فكرة المنع، بأنه ضد المصادرة بشكل عام على الأعمال الفنية، بل المقاطعة هي الحل الأمثل طوال الوقت ولكن يجب أن نراعي الظرف السياسي والاحتقان الذي يمر به المجتمع من ثورة سرقت، وإحباط عام، خاصة بالسويس التي ضحت بشهداء قبل بداية ثورة يناير وسقط منها شهداء، وهو أمر يستفز مشاعر الناس بعيدًا عن أحاديث المثقفين، والمواءمات ورفاهية المقاطعة، فالعرض في تلك اللحظة قد يؤدي لمشكلات أكبر، ولا أحد يراهن على رد فعل عنيف قد يحدث تجاه فناني العرض.