قطر وتركيا "محاولة الخلاص".. اجتماع الدوحة يكتب نهاية «مطاريد المرشد».. و«تقرير تطورات القاهرة» يحرج «أردوغان»
يبدو أن الأفق يحمل أخبارا غير سارة لقادة الإخوان المقيمين في الخارج، وتحديدا القادة المتنقلين بين قطر وتركيا.
فما يدور في الكواليس ينذر بتخلى القصر الأميرى في الدوحة والرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن الجماعة، والتوقف عن دعمها عاجلا أو آجلا.
فقد شهد الأسبوع الماضى اجتماعا ساخنا احتضنه القصر الأميرى بالدوحة، حضره ممثلون عن الأمير تميم وممثلون من المخابرات التركية اختارهم رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو بأمر مباشر من أردوغان.
وكان الموضوع الرئيسى الذي ناقشه الاجتماع يحمل عنوانا واضحا “مصير الإخوان في الدوحة وتركيا”.
وناقش هذا الاجتماع الصراعات المندلعة بين قيادات الجماعة، وناقش أيضا آخر تقرير “حالة” عن وضع الجماعة في مصر.. وهو التقرير الذي سلمه الدكتور محمود حسين لرجب طيب أردوغان منتصف يناير الماضي.
ويحمل هذا التقرير آخر تطورات أوضاع الجماعة في مصر، ومدى تقدمها، ووضعها الخططي، والمالي.
فعلى مستوى التقدم في تحقيق الأهداف جاء التقرير صادما لأردوغان، فقد ورد في التقرير أن الجماعة باتت عاجزة عن تحقيق أي من أهدافها في مصر، في ظل تعقب الأجهزة الأمنية لرجالها وكشفهم للمخططات قبل تنفيذها.
وأكد تقرير الحالة الذي أعده الدكتور محمود حسين مستعينا بالتقارير التي أرسلها له قادة الجماعة في مصر أن النظام المصرى يكسب أرضية جديدة كل يوم، ويكسب معاركه مع الجماعة الواحدة تلو الأخرى، في ظل غياب القيادة الموحدة للجماعة على الأرض، وتحولها إلى خلايا تعمل كل منها بشكل منفصل، وأن التمويل الذي تتحصل عليه هذه الخلايا لم يعد كافيا لمواجهة نظام السيسي، في ظل توجه الأجهزة الأمنية للقضاء على أي تحرك إخوانى في مهده.
وناقش المجتمعون في القصر الأميرى جدوى دعم الإخوان واستعداء نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في ظل فشل الخلايا الإخوانية في تحقيق أي نجاحات كبيرة، تمهد لخلخلة هذا النظام ومحاصرته دوليا.
واتفق الجانبان القطرى والتركى على رفع تقرير شامل للقيادتين في الدوحة وإسطنبول، بالوضع الحالي، مع التوصية بضرورة فتح مجال للتصالح مع النظام المصرى لأن استعداءه لم يعد في صالح تركيا وقطر على الإطلاق.
واتفق المجتمعون أيضا على ضرورة البحث عن مخرج آمن لقيادات الإخوان من هذه الورطة، خاصة أنه في حالة التصالح مع النظام المصرى لن يكون منطقيا السماح لهذه القيادات بالتواجد في قطر أو تركيا، وبات من الضرورى البحث لهم عن مكان آخر ينقلون إقامتهم فيه.
وقد وصل أمر هذا الاجتماع بكافة تفصيلاته إلى الدكتور محمود عزت الذي قابله بصمت مريب وقال لتابعيه: ”الله معنا”.
في حين أدرك الدكتور إبراهيم منير صعوبة الموقف، وبدأ في دعوة قادة الإخوان لاجتماع عاجل تحتضنه لندن أو أنقرة خلال الشهر الجاري، للاستعداد للمرحلة المقبلة التي فيما يبدو لن تكون في صالح الإخوان مطلقا.