تفاصيل أكبر صفقة مصرية روسية في التاريخ!
هذه بلا جدال أكبر وأهم صفقة مصرية روسية ليس بعد عودة العلاقات المصرية الروسية كما كانت في الستينيات من القرن الماضي فحسب وإنما هي الأكبر في تاريخ البلدين على الإطلاق، إذ ربما تصل عوائدها واستثماراتها إلى 200 مليار جنيه !
نعم.. نكرر الرقم لمن لا يصدق ونقول 200 مليار جنيه! هذه الصفقة لها ظلال سياسية لا تقل أهمية عن ظلالها الاقتصادية.. هذه الصفقة تمت بعد جهد كبير ومع ذلك يتجاهلها الإعلام إلى حد الريبة رغم أن بعضه يهتم بما هو أقل وما هو أصغر وأحيانا بما هو "أهيف" وأقل قيمة !
لن نُحرج من ذكر أسماء الشركات المشتركة في الصفقة ليس لأنها تستحق التحية وإنما أيضًا لأنها تتعامل في منتج اقتصادي يتم كله مع الأجانب وغير المصريين وهو أهم ما يميزها..
10 أيام كاملة تقريبًا وبالتحديد في 2 فبراير الماضي وبعد مفاوضات طويلة نؤكد أنها -وقلنا ذلك في مقال سابق- إنها بدأت قبل حادث الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء بعد أن لاحظ مسئولو شركة "إير ليجر" الخاصة للطيران أن أغلب أفواج السياحة الروسية تأتي إلى مصر عبر شركات طيران غير مصرية وتركية تحديدًا، في حين تتصاعد الأزمات بين مصر وتركيا وفي حين أيضًا أن السوق التركية هى أحد المنافسين السياحيين للسياحة المصرية وتخصم من رصيدها ففكر مسئولو الشركة بالدخول على الخط بقيام شركتهم بنقل السياح الروس وتوجيه ضربة قوية ومزدوجة للاقتصاد التركي، فتمت مفاوضات كانت بالصدفة مع شركات روسية لشراء طائرات مدنية لنقل السائحين من روسيا أو دول أخرى إلى مصر وجاء حادث الطائرة الروسية ليوقف المشروع أو يؤجله إلا أنها أيام من استيعاب الحادث وعادت المفوضات التي أخذت بعدا جديدا ليشمل الإشراف على وصول الأفواج الروسية وعودتها أيضا لضمان سلامتها..
ولذلك وقع يوم الثلاثاء 2 فبراير ما يمكن تسميته "التحالف الثلاثي المصري الروسي" الذي يضم شركة "إير ليجر" ومعها شركة "لاكي" للسياحة ومعهما شركة "سخوي" للطيران المدني الروسي عقدا يتفقون فيه على شراء التحالف المصري من الجانب الروسي على أسطول طائرات "سخوي إس إس جيه 100" المدنية لنقل الركاب تبدأ كما يقول إفجيني أندراتشنيكوف، نائب رئيس شركة سوخوي، بتسليم 5 طائرات منها قبل أبريل القادم على أن يصل عدد الطائرات خلال عامين إلى 45 طائرة بالتمام والكمال قيمتها وحدها تزيد على ملياري دولار !
ثم يطول الاتفاق ليشمل الإشراف على وصول أفواج ورحلات سياحية روسية لمدة عشر سنوات بمعدل مليون ونصف المليون سائح روسي تضمن الشركات الثلاث تأمينهم وعودتهم إلى روسيا مع تأسيس مركز لصيانة الطائرات المدنية في مصر بإشراف "سخوي" الروسية!
الخبراء يقدرون أن عدد الفنادق التي ستعمل في مصر من وراء الصفقة وحدها تبلغ أكثر من 270 فندقا ثابتا وعائما والعمالة المستفيدة ستصل في مدن مصر السياحية إلى 400 ألف عامل وموظف والاتفاق أن يبدأ العقد في الشهر التالي لوصول دفعة الطائرات الأولى أي من مايو القادم !
وبعد تهنئة الشعب المصري بالصفقة نتساءل: أين الإعلام منها ؟ وما سر عدم الاحتفاء بها رغم أن التعاقد شهده وزراء السياحة والطيران والتجارة ؟ لماذا لا يعطون من مساحاتهم واحدًا على مائة من اهتمامهم بكارثة الطائرة الروسية؟ أو بأي كارثة أخرى يصنعون منها أمسيات وسهرات في البكاء والنحيب ؟!
مبروك لمصر وللمصريين وكل الدعوات أن تتم الصفقة بأركانها بكل خير..