الإجازة الزوجية ما بين تجديد المشاعر وزيادة الفراق
بعد مرور سنوات على الزواج يصاب العديد من الأزواج بحالة من الملل والكآبة، الأمر الذي يصل مع البعض إلى حد الانفصال العاطفي، أو ما يطلق عليه «الطلاق العاطفي»، حيث يعيش الزوجان تحت سقف بيت واحد، لكن كلا منهما ينفصل تماما عن الآخر بمشاعره وأحاسيسه، وكذلك بحياته بكل تفاصيلها.
ويلجأ بعض الأزواج إلى الابتعاد قليلا في إجازة زوجية عن الطرف الآخر؛ أملا في استعادة الأشواق والحنين، وبالتالي استعادة المشاعر التي اختفت.
وتشير خبيرة العلاقات الأسرية حنان زين إلى أن الإجازة الزوجية التي تقوم على ابتعاد كل طرف عن الآخر لفترة من الوقت لتجديد مشاعر الاشتياق من الحلول الغربية، كما أنها سلاح ذو حدين.
وتضيف حنان أنه يجب في البداية أن نواجه حقيقة خاصة بمجتمعنا، وهو أنه يمكن للزوج بكل سهولة أن ينعم بإجازة زوجية وسفر سواء وحده أو مع أصدقائه، لكن الزوجة في مجتمعنا الشرقي من الصعب عليها ذلك، فأين ستترك أبنائها وتسافر وحدها، فهذا إلى حد ما صعب؛ لذلك فستكون الإجازة للزوج فقط.
وتوضح حنان أن هذه الإجازة قد تباعد بين الزوجين أكثر وأكثر، وتجعلهما يعتادا على الاستقلال عن بعضهما، كما أنهما لو ابتعدا، وأحدهما كان محملا بمشاعر سلبية فقد يزداد غضبه، وتأتي هذه الإجازة بنتائج عكسية، وفي هذه الحالات السابق ذكرها، يكون الحل لمواجهة الملل أن تكون الإجازة للزوجين سويا، بمعنى أن يتركا الأبناء عند أحد الأقارب أو عند الأهل، ويذهب الزوجان في شهر عسل جديد.
وتشير حنان إلى أن الحالة التي ينصح فيها بالفعل في الحصول على إجازة زوجية يبتعد فيها الطرفان عن بعضهما عندما تتفاقم الخلافات والمشكلات، ويصلا إلى طريق مسدود، فيمكنهما في هذه الحالة أن يتفقا أن يحصلا على إجازة من بعضهما ليعيد كل طرف فيها حساباته من جديد، ويقيم حياته الزوجية، وينظر لها بشكل أحادي منفرد، وفي نفس الوقت يختبر إحساسه، وشريكه بعيد عنه.