بالفيديو.. أزمة بين «عبد الوهاب» و«شادية» بسبب «البسبوسة»
في عام 1963 وفي أثناء وضع الخطوط الرئيسية للعمل بفيلم "زقاق المدق" لرائعة الكاتب العالمي نجيب محفوظ، تم الاتفاق على أن يكون ضمن أحداث الفيلم أغنيتان، أحدهما من تلحين محمد الموجي وهي أغنية "نو يا جوني نو" والأخرى من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب وهي "البسبوسة".
ومع قرب نهاية أحداث الفيلم، وجد المخرج أن مدة الفيلم طالت ولا بد من الاستغناء عن إحدى الأغنيتين، فعقد اجتماعا مع طاقم عمل الفيلم واقترحت "شادية" أنه من الأفضل لمصلحة الفيلم أن يتم استبعاد أغنية "بسبوسة" والإبقاء على أغنية "نو يا جوني نو"؛ لأنها تتماشى مع أحداث الفيلم.
وعندما علم "عبد الوهاب" بذلك استشاط غيظا واعتبر ذلك انتصارا "للموجي" عليه، وأعلن يومها وقف التعامل مع شادية، وبذلك ظلت أغنية البسبوسة حبيسة الأدراج ولم تر النور إلا في السبعينات من خلال ميكرفون الإذاعة، أي بعد هذا الحدث بنحو 9 سنوات.
وظل الخلاف قائما بينهما بعدما كان ملحنها المفضل ومفجر طاقاتها وإبداعاتها فهو الذي لحن أوبريت "وطني الأكبر"، والجيل الصاعد الذي شاركت فيهما، ولم تحاول شادية تقديم أي تنازلات لاحتواء الموقف، والحرص على بقاء علاقاتها مع عبد الوهاب، وبررت ذلك وقتها بأن مصلحة العمل فرق كل اعتبار حتى وإذا أدى ذلك إلى خسارتها للملحن عبد الوهاب ذو الصيت والسمعة الأشهر في الوطن العربي وبالفعل قطعت التعاملات معهما.