رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة علاقة «داعش» بـ«الإخوان».. «العربية»: التنظيم يطبق منهج «سيد قطب» التكفيرى بحذافيره.. «انتحاري الرياض» دعم معتصمى رابعة.. «البغدادى» خ

تنظيم داعش - صورة
تنظيم داعش - صورة ارشيفية

فتح موقع «العربية.نت» ملفا خاصا لشرح الارتباط بين أفكار القيادي الإخوان سيد قطب، واستلهام «داعش» له في منهجه الفكري، ونوهت «العربية» إلى أن التطرق لملف «داعش» من جديد وزواجه «القطبي» سوف ينشر في 3 أجزاء، بدءًا من حاكمية وجاهلية سيد قطب "في ظلال القرآن" و"معالم في الطريق"، واتصال "داعش" بمنظرها القطبي، وصولًا إلى رصد علاقة أحد انتحاريي الرياض بأحد المتورطين أمنيًا داخل اعتصامات رابعة العدوية في القاهرة، وأخيرًا تسليط الضوء على مؤلفات وقراءات عناصر "داعش" في الرقة والموصل.


جداريات قطب
شواهد "داعش" الجلية على الأرض في كل من سوريا والعراق بما دونه من جداريات "قطبية" على المباني والأسوار، وأدبيات مقاتلي وأنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت مبكرًا رعاية سيد قطب للجماعات المتطرفة "القاعدة" و"داعش"، وكان أبرزه ما اعترف به أمير جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في يونيو 2015 خلال حواره عبر إحدى الفضائيات، بتدريسهم كتب جماعة الإخوان لطلابهم، وخاصة فكر القيادي الراحل الإخواني سيد قطب لدعمه الجهاد وقتل الفئات الكافرة.

وأضاف «الجولاني» أنهم يرون أن جماعة الإخوان جماعة جهادية، وأن جبهة النصرة منبثقة من فكر حسن البنا، مؤسس الإخوان.

انتماء البغدادي للإخوان
وفي أكتوبر 2014، اعترف يوسف القرضاوي، خطيب جماعة الإخوان، بأن أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" ينتمى لجماعة الإخوان، وكما جاء في حديث للقرضاوي: "هذا الشاب كان من الإخوان في أول أمره، إلا أنه كان يميل إلى القيادة وأغراه هؤلاء بعد عدة سنوات".

وفي نوفمبر 2014 وكما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في لقاء لها مع الداعشي البريطاني، كبير أحمد، قبل أن يفجر نفسه في هجوم انتحاري عند مصفاة بيجي، شمال بغداد، قال الداعشي المذكور: «في السجن درست القرآن وعرفت ما يجري للمسلمين حول العالم، والمفكرون الذين تأثرت بهم وأحبهم هم سيد قطب، وأنور العولقي، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأنا أحبهم جميعًا وأحترمهم»، بحسب تصريحاته.

على خطى سيد قطب
ومن بين إحدى إصدارات "داعش" على خطى سيد قطب وما بثته حسابات التنظيم، ما كتبه المسمى أحمد طه في مقال له بعنوان "انتصارات الدولة الإسلامية.. معالم في الطريق".

أما حساب «قادمون» فآثر اقتباس إحدى عبارات سيد قطب قائلا: "إن جيلا زرعته يد الله، لن تحصده يد البشر"، وخرج حساب "جلاب الشمري" بجملة أخرى: "الجاهلية المنظمة لا يهزمها سوى إسلام منظم"، وقال "أبو عزام" في حسابه: "إن هذه الجيوش العربية التي ترونها ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين وإنما هي لقتلكم".

الحاكمية والجاهلية"
ورعت أدبيات سيد قطب، كافة الجماعات المتطرفة، فكانت العباءة الفضفاضة التي خرجت منها جماعة التكفير والهجرة والقاعدة وداعش وغيرها، وغذت وتغذت منها قياداتها، مثل أيمن الظواهري - زعيم تنظيم القاعدة - الذي انضم لجماعة الإخوان منذ أن كان في سن 15 عاما.

أسامة بن لادن
وفي تسجيل مصور للظواهرى، بثته المواقع الجهادية في يناير 2015، اعترف أن أسامة بن لادن خرج من تنظيم الإخوان، وأشار إلى أنه كان يتبع تعليمات التنظيم بحذافيرها عندما توجه إلى باكستان.

وأضاف: "كان عضوا في جماعة الإخوان، وأن التنظيم هو الذي أرسله إلى باكستان، عندما وقع الغزو السوفيتي في مهمة محددة، وهي توصيل الدعم للجماعة الإسلامية الموجودة هناك، وكانت تعليمات التنظيم إليه ألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر".

عبدالله عزام
فيما قال عبدالله عزام، الزعيم الروحي للأفغان العرب في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب": "والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم، يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه في تفكيرهم، والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار القطبيين آنذاك وفي الجيل كله فوق الأرض كلها".

ومنهم أيضا محمد المقدسي، وهو أحد الأفغان العرب المشهورين بشدة التكفير والحكم بالردة على المسلمين واستباحة دمائهم، فقد قال في كتابه "ميزان الاعتدال": بل قد أمضيت عمرا في رافد تصحيحي من روافد الإخوان الذين أرضعونا (الظلال) و(المعالم) وغيرهما من كتب سيد وأخيه والمودودي – رضاعة في طور الحضانة أعني بداية الهداية".

تكفير المجتمعات الإسلامية
خصائص التصور الإسلامي لسيد قطب ومقوماته وتحولها إلى دعائم للجماعات المتطرفة في تكفير المجتمعات الإسلامية وقتالها، كانت جلية فيما أصل له عبر أدبياته حول الحاكمية والجاهلية، فجاء في كتابه "في ظلال القرآن"(4/2122) إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي".

وقال في الظلال (3/1634): "إن المسلمين الآن لا يجاهدون، ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون، إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج اليوم إلى علاج".

وتابع في الظلال أيضا (2/1057): "لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله".

وأضاف: "إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم".

تكفير المسلمين
القرضاوي كان قد وصف "قطب" بتكفيره للمجتمعات الإسلامية، قائلا في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية"، صفحة 110: "في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة".

ميزان الحق
وعن سيد قطب، كتب فريد عبدالخالق، عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان في كتابه "الإخوان المسلمين في ميزان الحق"، صفحة 115: "إن نشأة فكرة التكفير بدأت بين بعض الشباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، وهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه (قطب) قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك".

الجريدة الرسمية