رئيس التحرير
عصام كامل

مصادر لـ«الأناضول»: تعديل طارئ في لائحة الإخوان خلال 2016.. تحكيم القرضاوي أقر أهمية إجراء انتخابات.. الاحتياجات التنظيمية السبب الرئيسي.. والتعديلات لن تطول آليات التعامل بين أفرع الجماعة

الاخوان المسلمون
الاخوان المسلمون

كشفت مصادر بجماعة الإخوان أن هناك 5 نقاط بارزة تلاحق التعديل الخامس عشر، المتوقع أن تشهده لائحة الإخوان الداخلية هذا العام، والتي وضعت في عام 1930، قبل أن يلحقها خلال 88 عامًا 14 تعديلًا جزئيًا وكليًا.


وبحسب المصادر، التي تحدثت بشكل منفصل للأناضول، متحفظة على ذكر أسمائها، فـ"جماعة الإخوان في ظرف تاريخي، وأزمات تحتاج لتدخلٍ في لائحتها الداخلية، بما يتماشى مع ظروفٍ، أبرزها تواجد عدد كبير من قياداتها وأعضائها في السجون وخارج البلاد عقب ما يسمونه "انقلابًا" تم في يوليو2013، وتلاه حظر للجماعة في أواخر العام ذاته".

لجنة منتخبة
وقال المصدر الأول، الذي يقف على مسافة واحدة بين طرفي الخلافات الأخيرة بالإخوان، عقب اختيار متحدث جديد مؤخرًا، إن "لجنة لإدارة الأزمة بمصر، كانت منتخبة في أكتوبر من العام الماضي، وكان من دورها إعداد لائحة داخلية وانتخابات جديدة، غير أن الخلافات الأخيرة أخرت عمل هذه اللجنة".

وأضاف: "جاء تحكيم الشيخ الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأواخر الشهر الماضي، ليقرّ أهمية إعداد اللائحة وإجراء انتخابات موسعة من القاعدة للقمة، مما حرك المياه الراكدة لإعادة النظر في اللائحة".

وأوضح أن طرفي الأزمة سيذهبان إلى تلقي اقتراحات فعلية لتطوير اللائحة بشكل جزئي، يمكنهم من انتخابات جديدة تأتي بمسئولين جدد خاصة مع الاعتقالات والمطاردة والسفر لكثير منهم".

تعديل اللائحة
ولفتت الأناضول إلى إعلان جماعة الإخوان المسلمين، بعد تدخل من الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أزمتها الأخيرة، أنها "شرعت بإجراء التعديل الخامس عشر للائحة الداخلية، ومن ثم تقديمها لمجلس الشورى العام لإقرارها من عدمه"، مشيرة إلى أنها "تهيب بالإخوان في الداخل والخارج سرعة التجاوب مع لجنة تطوير اللوائح، وإرسال آرائهم ومقترحاتهم بشأن التطوير وكيفية تذليل العقبات الأمنية والجغرافية من أجل إجراء انتخابات تتسق مع المؤسسية وتحقق المأمول من نهضة الجماعة"، وفق بيانين.

لائحة تنظيم
وتحدثت الوكالة التركية إلى مصدر آخر رفيع بالجماعة، أوضح أن اللائحة الداخلية للجماعة هي لائحة تنظم الأطر التنظيمية والتدريج الوظيفي والمهام والأهداف وغيرها من تلك الأمور الإدارية، وأنها خضعت لأكثر من تعديل من نشأة الجماعة حتى الشروع في تعديلها العام الحالي، سواء بإضافة لوائح جديدة جزئية أو إجراء تغيير كلي.

أسباب التعديل
وحول أسباب التوجه لتعديل لائحي، أضاف المصدر ذاته للأناضول: "هناك أماكن شاغرة في الجسد التنظيمي لجماعة الإخوان، سواء للاعتقال أو الوفاة أو السفر القسري خارج البلاد، ممن خرجوا للسودان أو تركيا أو قطر أو ماليزيا، وبالتالي هناك احتياجات تنظيمية في المكاتب الإدارية والقطاعات وصولا لمكتب الإرشاد، ولا يوجد في اللائحة شكل يتعامل مع هذه المتغيرات، فلابد من التعديل السريع".

واستبعد المصدر الثاني ذاته أن يكون المرجو من اللائحة الداخلية للجماعة أن تكون"لائحة انتقالية"، موضحًا أن "التعديلات ستحدث نظرًا للظروف الحالية، وسيتم تعديلها مرة أخرى حال تغيير الظروف، وستكون لائحة 2016 مناسبة للواقع الجديد".

وحول شكل التعديل اللائحي وآلياته، تابع المصدر قائلًا: "هناك لجنة مختارة وليست منتخبة وموكلة لإجراء تعديلات على اللائحة، وقد تكون تلك اللجنة مشكلة من الداخل والخارج، ومن المفترض أنها تستقبل من كل أعضاء الجماعة اقتراحاتهم حول التغيير المأمول في فترة زمنية محددة، وبعد تجميع الاقتراحات، تعرض على المجلس الشورى العام لإقرارها من عدمه، لأنه المختص بذلك".

نقاط بارزة
ومتطرقًا إلى 5 نقاط بارزة ستكون من أولوية التعديل اللائحي الحالي، ذكر المصدر "ستكون أبرز المقترحات عن كيفية إجراء الانتخابات بدءًا من القاعدة وتدريجيا حتى القمة، بدءًا من الشُّعب فالمناطق فالقطاعات فاللجان الفنية، وطرق تصعيد الأعضاء داخل التنظيم، ومن له حق الترشح والانتخاب، وطريقة انتخاب مجلس الشورى العام واحتمال طريقة انتخاب المرشد العام، وطريقة تيسير العمل".

واستبعد المصدر ذاته أن يطول التعديل آلية التعامل بين الجماعة الأم وفروعها ضمن التنظيم العالمي للجماعة، مشيرًا إلى أن "التعديل سيقتصر على كل ما يخص الشان المصري في الداخل والخارج فقط، حيث إن كل فرع للجماعة في أي قطر له لائحته الخاصة وارتباطه بحدود بلاده فقط، ولا تدخل للجماعة الأم في شئونه الداخلية".

وحول تأثير الخلافات الداخلية، والقول بعدم التوافق الداخلي بعد على إتمام لائحة، مضى المصدر قائلًا: "التوافق سيأتي، ولكن الجماعة لها شرعية موجودة، والطرفان المختلفان جلسوا مع الشيخ القرضاوي، وتم الاتفاق على نقاط وهناك بحث آلية تنفيذها، لكن أثق أن هناك توافق سيتم على تعديل اللائحة، لأن هناك رغبة ملحة للغاية لاتمام الانتخابات بشكل لا يطعن فيه".

من جانبه، قال محمد سودان، القيادي بالجماعة بالخارج، للأناضول، إن "لجنة تعديلات اللائحة المفترض أن تكون مختارة بطريقة شورية داخلية وخلال فترة محددة"، مشيرًا أنه "يحسب لهذه الجماعة في تلك الظروف المستحيلة أن تسعى لإقرار آليات ديمقراطية تحقق بها مساراتها المختلفة".

وتوقع الباحث عمار فايد أن يكون التعديل اللائحي جزئيا، قائلا: "ليس هناك حاليا حوار داخلي عميق يقود لتعديل جذري حول تعريف دور الجماعة وعلاقتها بالعمل السياسي التنافسي، الجميع يتحدث عن تعديلات إجرائية تمهد فقط لإجراء انتخابات".

الجريدة الرسمية