سامح قاسم يوقع «ميل إلى السعادة» بمعرض الكتاب
وقّع الكاتب سامح قاسم، كتابه «ميل إلى السعادة» الصادر حديثًا عن دار روافد للنشر والتوزيع، وذلك بجناح الدار، ضمن فعاليات الدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وشهد حفل التوقيع نخبة من الصحفيين والإعلامين والكتاب والشخصيات العامة، على رأسهم السفير محمد سعد العلمي سفير دولة المغرب بالقاهرة، والقاص أحمد الخميسي.
«ميل إلى السعادة» لا ينتمي إلى أحد الفنون الإبداعية المتعارف عليها، بل هو من الكتب التي يمكن أن تندرج تحت ما يطلق عليه «تاريخ الأفكار» لأنه يقدم إطلالة عميقة من زوايا مختلفة عن العلاقات المتشابكة التي جمعت بين الأدباء والفلاسفة الأوروبيين وأثرت في أفكارهم ورؤاهم للحياة؛ ومن أبرز من تناولهم الكاتب الكاتب التشيكي فرانس كافكا ومحبوبته الصحفية التشيكية ميلينا يسينيسكايا، والفيلسوف الألماني نيتشه، والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر والروائي الألماني برتولد أرباخ، والكاتب الفرنسي جان جينيه، والرسام الإيطالي مودلياني، والكاتب الإنجليزي أوسكار ويلز، وغيرهم.
كما لم يفت المؤلف أن يربط بين ما عاصره هؤلاء المفكرين الأوربيون الذين أثروا في العالم كله، وبين بعض الوقائع التي علقت بذهن المؤلف تتعلق ببعض الأدباء العرب، والفلاسفة على مر التاريخ، ممن تتقاطع بعض حكاياهم مع هذه الرؤية البانورامية التي تناولها الكاتب في 160 صفحة من القطع المتوسط، هي عدد صفحات الكتاب.
وفي مقدمة الكتاب ما يقودك إلى مفاتيح قراءته أو يلفت نظرك إلى ما يريد المؤلف أن يلقي الضوء عليه، وكذلك يمنحك الطريقة التي تستطيع أن تقرأ بها هذا الكتاب الذي يحتاج إلى قراءات متعددة لتسبر أغواره وتستكشف ما به من أسرار ومدلولات خلف عباراته، حيث يقول الكاتب: "الذين لا يثيرون التنازع لا يعرفون العبوس، ابتسم من حقك أن ترى وهم يرونك رائق البال، ومن حقهم أن يسعدوا ولو للحظة، لحظة عبورك أمامهم.
يضم الكتاب مجموعة من النصوص حول المنطقة الموجودة بين السعادة والحزن، في محاولة للبحث عن السعادة بأكثر من معنى، عن طريق استعراض العديد من الأمثلة والنماذج لكبار الكُتاب العالميين وتجاربهم الذاتية؛ في مزيج بين رؤية الكاتب الخاصة، والحديث عن محاولات الآخرين للبحث عن القيمة الأهم للإنسان وهي السعادة.
ويمكن لمن لا علاقة له بالأدب العالمي أن يكون هذا الكتاب هو المدخل الصحيح له للتعلق بأهداب عمالقة الكتاب العالميين، كما يمكن للمتعمق في السير الذاتية والآداب العالمية أن يجد ضالته من خلال اكتشاف العديد من الحكايات التي تمت صياغتها بلغة تتسم برقة اللفظ ودقة المعنى، وشجاعة التصدي لهذا النوع من الإصدارات، كما تبدت قدرة الكاتب، جليةً، في الاستيعاب الواعي للأفكار الفلسفية المطروحة، وكذا متابعة رحلة المؤلفيْن في الزمان والمكان، رغم تباين واختلاف الظروف والملابسات والانتقال بينها بسلاسة وفهم عميق للمعنى وببلاغة رغم خصوصية المادة وصعوبتها، في كتاب يحاول أن يُنزل بعض العمالقة من أبراجهم إلى أرض الواقع، ليصل بهم إلى مستوى القارئ العادي، ليعلن سامح قاسم في النهاية رأيه الذي اتخذه عنوانًا للكتاب، وهي أن كل هذه المحاولات على مر التاريخ لم تتعد «ميل إلى السعادة».
ومن جانبه قال الكاتب والناقد أحمد الخميسي: «كتاب ميل إلى السعادة، كتاب فريد من نوعه، فهو ليس رواية أو قصة قصيرة أو نقد فهو نوع من أنواع التأمل الأدبي والفكري في عملية الابداع من الداخل وارتباطها بكاتب معين، هو الكتاب غريب بالمعنى الجميل وهو يستمد غرابته من تفرده ولما به من قدر كبير من الجرأة، من الصعب أن تقدم عملا متفردا وهذا الكتاب من هذه الأعمال المتفردة».
وأضاف الخميسي في تصريحات خاصة: «العنوان جزء من طبيعته، فأنا تأملت عددا من العناوين بمعرض الكتاب هذا العام كلها عناوين صارخة وعجيبة وهذا العنوان يضيف تفرد جديد للكتاب، وهو بعيد عن العناوين التي تقود القاريء لفكرة ما، وأنا سعيد بصدور هذا الكتاب وأرجو أن تعقبه كتب كثيرة للكاتب المبدع سامح قاسم وأنا على يقين أنه سيقدم لنا ما هو جديد وممتع».