وصية الشهيد«حسام شريف» لشعب مصر !
«اللي يسمع خبر استشهادي يدعيلي.. واللي يسمع اسمي يدعيلي بالخير ويسامحني» بهذه الكلمات اختتم شهيد السويس حسام شريف رحلته مع صفحته على «فيس بوك»، وبهذه الكلمات كانت الوصية الأخيرة لابن السويس الباسلة!
أمس ودعته جماهير غفيرة في بلد ليس فيه له أب ولا أم، حيث سبقاه عند ربهم لتجمعهم دار الحق.. حسام بكى أمه قبل استشهاده في قصيدة من قصائده التي لم تتوقف حتى رحيله ولم يكن يعرف أنه سيلحق بها رغم أنه كاد أن ينهي خدمته ولم يتبق منها إلا أربعة أشهر فقط!
كان حسام مع زملائه الأبطال في شرف خدمة الوطن وشعبه في أرض البطولة والفداء في سيناء.. لا يعرفون إلا البطولة أو الشهادة.. تصلنا أنباء المعارك والتضحيات والشجاعة والشرف بينما تصلهم من هنا أنباء الألتراس والهتاف ضد الجيش وهتافات التهديد والوعيد ومراسل فاهيتا وشريكه واحتفال باسم يوسف بما أسماه الذكرى الثانية لجهاز علاج فيروس سي، ودعوات نشطاء القرف والغم للأجانب بعدم الحضور إلى مصر؛ لأنها وكما يزعمون ويفترون بلد غير آمن!
قصص وأساطير للبطولة والتضحية تصلنا كل يوم في حين تصلهم أنباء إغلاق مستشفى للرحمة والأمل يخدم الملايين لمشكلة سخيفة بين أطباء وأمناء شرطة والمدهش أن من يؤيد إغلاق المستشفى لحين عقاب أمناء الشرطة وتطبيق القانون عليهم هو نفسه.. نعم هو نفسه من يطالب بتجاوز القانون مع الألتراس ومراسل فاهيتا وشريكه !!
الحديث عن الملائكة أفضل جدا.. وحسام شريف البطل الذي زف إلى السماء أمس، والذي اختتم رحلته مع الشعر بقصيدته لبلده والتي قال فيها «اللي تعشق عسكري يا سعدها يا هناها.. لو كانت له زي وطنه يبقى هيموت فداها.. هيحميها زي أرضه ويطلب يتدفن جواها»! ودفن حسام شريف في أرضه التي عاش ومات فداءً لها.. ووصيته الأخيرة هي وصياه الأولى.. أن تدعو له إذا استشهد وأن تذكروا اسمه بالخير أن سمعتم خبر استشهاده.. ووصية الموتى واجبة النفاذ ووصية الشهيد فريضة.. فادعوا له بالرحمة والمغفرة واذكروه في سركم وجهركم واكتبوه في تاريخكم فهو أشرف وأطهر ملايين المرات من جرابيع كثيرة تعيش بيننا وهم ليسوا منا ولسنا منهم !!!
الفاتحة على روح شهيدكم..