رئيس التحرير
عصام كامل

مخترع علاج السرطان بـ«ذرات الأكسجين» يكشف تفاصيل سرقة اكتشافه من باحثي جامعة «زيورخ» السويسرية.. «مخلوف»: تعرضت لخديعة من السفير السويسري في القاهرة.. وأطالب الرئيس السيس

فيتو

«الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء.. هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل».. بهذه العبارة لخص الدكتور أحمد زويل أسباب التراجع في مجال البحث العلمى الذي تعاني منه كافة الدول العربية والأفريقية، وتكمن في هذه الجملة أيضًا الدوافع التي أجبرت الآلاف من علمائنا على هجرة أوطانهم، بُغية أن يجدوا في الغرب منفذًا يصدرون من خلاله عصارة أفكارهم التي أقرت لها بالفضل كافة دول العالم ما عدا أوطانهم الأم.


وهو واحد من عقول مصر الذاخرة بالعلم، قادته محنته التي تعرض لها في عام 1996 عقب وفاة شقيقته بمرض السرطان، إلى أن يوقد في الظلام مشعل نور يهتدي بأنواره الملايين من المرضى الذين يفتك بأجسادهم هذا الوحش الكاسر، ليُعلن للجميع في عام 2008 نجاحه في اكتشاف دواء يقضي بنسبة 80% على مرض السرطان، ليبدأ منذ هذا التاريخ الدكتور مخلوف محمود – الباحث الكيمائى بكلية الطب في جامعة الأزهر بالقاهرة – معاناة طويلة حاول خلالها التغلب على الروتين الحكومى الممل للحصول على موافقة بإنتاج عبوة دواء مدون فوقها «صنع في مصر»، إلا أنه فشل في تحقيق أمله حتى فوجئ في الأيام الأخيرة بسرقة اختراعه من قبل مجموعة من العلماء بجامعة زيورخ السويسرية.

باب الفضول
في البداية، يؤكد الدكتور مخلوف محمود، أنه «بعد وفاة شقيقتى في عام 1996، على أثر إصابتها بمرض السرطان، ومعرفتى من قبل الأطباء المعالجين لها إن هذا المرض ليس له علاج في أي دولة بالعالم، وكل ما يعطى للمريض مجرد مسكنات تخفف عنه الألم حتى يأتيه الموت فيستريح، بدأت القراءة باستفاضة عن مرض السرطان وأسباب الإصابة به من باب الفضول وليس أكثر».

وأضاف أنه «من خلال تدقيقى في الأبحاث التي تتناول هذا المرض، بدأ الفضول لديّ يقودني إلى طريق الدراسة الجادة، وخاصة عندما قرأت أن السبب الرئيسى الذي يؤدى لوفاة المريض به هو حدوث خلل في التوازن الطبيعى أو ما يسمى علميًا بـ«البيئة المائية الداخلية للخلايا»، ومن المعروف أن أي خلية طبيعية خلقها الله في جسم الإنسان تتكون من 90 في المائة ماء، و10 في المائة أكسجين، والسرطان يفتك بالمريض من خلال منعه وصول الأكسجين إلى الخلايا المصابة، وبالتالي يعطلها عن تأدية وظيفتها الحيوية مما يؤدى إلى وفاة المريض».

موضحًا أنه «توصلت بعد 4 سنوات من الأبحاث التي بدأت في عام 1996 واستمرت حتى عام 2000، أنه لو نجحنا في مد الخلايا المصابة بمرض السرطان بنسبة كافية من الأكسجين سيتماثل المريض إلى الشفاء، وقمت بإجراء تجارب على بعض الحيوانات المصابة بالمرض عن طريق علاجها بـ«ذرات الأكسجين المذابة في الماء»، ووجدت نسبة شفاء عالية لم أكن أتوقعاها في البداية».

وزارة الصحة
وأضاف أنه «توجهت إلى وزارة الصحة 3 مرات، أولها كان عام 2007، ورفض المسئولين وقتها الاعتراف بالعقار بسبب عدم وجود تقرير يثبت خلوه من أي آثار سلبية، وبعد حصولى على هذه التقارير ذهبت إليهم مرة أخرى في عام 2011، وإصدمت بطبيبة من مسئولى الوزارة رفضت الاكتشاف دون إبداء أسباب، والمرة الثالثة كانت منذ 3 أشهر وطلبت الوزارة إقرار نصي من جامعة الأزهر توافق فيه على إجراء تجارب إثبات فاعلية الدواء على المرضى المترددين بمستشفى الحسين الجامعي وحصلت على هذه الموافقة من الجامعة وستعرض على لجنة بالوزارة محدد لها نهاية الشهر الحالى ونأمل في الحصول على موافقة بإنتاج هذا الدواء ليصبح أول عقار طبى ينتج في مصر لنقضى بعدها على مافيا الدواء في هذا البلد».

جامعة زيورخ
موضحًا أنه «بعد تفرغي لإجراء الأبحاث بجامعة الأزهر، عرض علىَ الدكتور حسين شريبة، وهو أحد علماء مصر في الاقتصاد بجامعة ستانفورد الأمريكية، التحرك لمقابلة بعض من سفراء الدول الأوربية بمصر، وكان من ضمنهم السفير السويسري ماركوس لايتنر، الذي أبدى اهتمامه البالغ بالاكتشاف في بداية عام 2014، وأكد لى أن دولته شكلت فريق بحث علمي من الأساتذة بجامعة زيورخ، لتقرير مدى جدية الاكتشاف وفاعليته في القضاء على المرض، وبعد عدة أشهر من المخاطبات عاد وأكد لي مرة أخرى أن النتائج الإيجابية لأبحاثى متقدمة جدًا وأنهم على استعداد لإنتاج الدواء بشرط أن أتنازل لهم عن براءة الاختراع حتى يتمكنوا من تصنيعه داخل سويسرا مقابل إعطائي ما أطلبه من أموال، أو أن يصنع الدواء باسمي كعالم سويسري وليس مصريا».

الشعور بالريبة
مضيفًا أنه «حين رفضت هذين العرضين رشح لي السفير السويسري، شركة «روش» السويسرية - وهي من أكبر شركات تصنيع وإنتاج الدواء في العالم - لتقديم الدعم المادى حتى يتسنى لنا استكمال الأبحاث وإنتاج الدواء بشراكة مصرية – سويسرية، وبدأت أشعر بالريبة في نوايا هذا الرجل، خاصة أن فريق البحث العلمي الذي تم تشكيله من جامعة زيورخ يعمل جميعهم كباحثين في شركة «روش»، وبالفعل حدث ما كنت أتوقعه، حيث فوجئت في ديسمبر الماضي، بإعلان جامعة زيورخ السويسرية عن نجاح مجموعة من أساتذتها في التوصل إلى علاج السرطان عن طريق «ذرات الأكسجين المذابة في الماء»، وأنهم بصدد إنتاج الدواء خلال عام على الأكثر من الآن، وتأكدت من سرقة اختراعي».

وحول رد فعله بعد معرفته بأمر سرقة اختراعه، أكد أنه «أبلغت المسئولين في جامعة الأزهر بالأمر، وطلبوا مني إثبات صحة ما أدعيه، وبالفعل قدمت لهم تقريرا رسميا منشورا على موقع جامعة «زيورخ»، أعلنوا فيه نجاح تجارب علاج السرطان باستخدام الأكسجين المذاب في الماء، والتي أجريت بواسطة مجموعة من أساتذتها».

نداء للسيسي
وعن الخطوة التصعيدية التي ينتوون أخذها حيال هذا الأمر، قال: «أنا ومسئولو جامعة الأزهر لا نملك فعل شيء حيال هذا الأمر، لأن الخطوة الوحيدة التي تثبت حقنا في ملكية هذا الاختراع هي تفويض محامٍ دولي لإقامة قضية تحكيم بين مصر وسويسرا، والتكلفة المادية لهذه الخطوة باهظة، ولا أملك أنا كشخص أو مؤسسة كجامعة الأزهر توفيرها، لذلك أنا أتوجه بنداء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكي تتبنى الدولة هذا الأمر بصفة رسمية حتى لا يضيع حقنا ويجنى الخارج ثمار أفكارنا».

الجريدة الرسمية