«ويكيليكس» يشعل فتيل أزمة عالمية.. انتقادات حادة لاحتجاز مؤسس الموقع تعسفيا في لندن.. بريطانيا تعتزم تقديم شكوى ضد الأمم المتحدة.. و«جوليان أسانج» يعتبر مساعي اعتقاله «مؤامرة
تخرج المنظمة الدولية غير الربحية "ويكيليكس" كل فترة بتقارير ووثائق خاصة وسرية معظمها تقريبًا من مصادر مجهولة، هدفها في الغالب إشعال التوترات والأزمات بين الدول وبعضها البعض أو تشويه سمعة سياسي.
ولكن منذ سنوات، صدرت مذكرة توقيف أوربية ضد مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، فاختبأ في سفارة الإكوادور بلندن خوفًا من الخروج للشارع وإلقاء قوات الشرطة البريطانية القبض عليه وتسليمه للسويد، خاصةً بعد تعهدها بذلك أمس الخميس.
وبسبب "ويكيليكس" و"أسانج"، أدانت منظمة الأمم المتحدة بريطانيا والسويد حصار مؤسس موقع التسريبات، إذ اعتبرت مجموعة العمل الأممية المعنية بالاحتجاز التعسفي أن المختبئ في سفارة الإكوادور تعرض لاحتجاز تعسفي من قبل بريطانيا والسويد، دون أن توجه إليه تهم رسمية.
ودعت المجموعة في قرار صدر بشكل رسمي الجمعة 5 فبراير السلطات البريطانية والسويدية إلى الكف عن تجريد جوليان أسانج من حريته الشخصية واحترام حقه في حرية التنقل ومنحه الحق في طلب التعويضات.
وكان أسانج تعرض في البداية للاحتجاز في سجن بريطاني ومن ثم لإقامة جبرية في لندن، قبل أن يلجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن عام 2012، بعد أن خسر استئنافه أمام المحكمة البريطانية العليا ضد قرار ترحيله للسويد، حيث بدأت السلطات تحقيقا ضده للاشتباه بارتكابه جرائم جنسية.
شكوى ضد الأمم المتحدة
وبكل تأكيد خرجت بريطانيا، لإعلان رفضها للقرار الأممي بشأن "أسانج"، مؤكدةً بأنها ملزَمة قانونيا ليس بهذا القرار، بل بترحيل مؤسس "ويكيليكس" إلى السويد.
وجدد المتحدث باسم الحكومة البريطانية عزم بريطانيا تقديم شكوى ضد قرار مجموعة العمل الأممية المعنية بالاعتقال التعسفي.
أما السويد قالت في بيان لها إن أي قرار يصدر في البلاد بشأن فتح تحقيقات أولية، بما في ذلك قرارات بشأن الاعتقال غيابيا، يُتخذ من قبل السلطات القضائية المستقلة.
مؤامرة أمريكية
وفي حواره مع إذاعة "فرانس إنتر"، رأى "أسانج"، الصحفي الأسترالي، أن القضية الجنائية المتعلقة بعدة حالات من التحرش الجنسي، والتي فتحت ضده في السويد، ومساعي الشرطة البريطانية لإلقاء القبض عليه، كلها تأتي في سياق المؤامرة الأمريكية ضده، وذلك بسبب تسريب موقع "ويكيليكس" لعشرات آلاف الوثائق الأمريكية السرية.
ربما يعتقد "أسانج" أن الولايات المتحدة تريد الانتقام منه، لنشره الكثير من الوثائق الفاضحة لأعمالها مثل وثيقة سرية، نشرها في 7 نوفمبر 2007، تكشف إجراءات تشغيل معسكر دلتا بخليج «جوانتامو» وكانت هذه الوثيقة تحتوي على معلومات بخصوص فرض بعض أشكال الحظر على بعض المعتقلين وإخفائهم بعيدًا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما نفاه الجيش الأمريكي حينها.
وبث شريط فيديو تابع للجيش الأمريكي للهجمات الجوية في بغداد في 2 أبريل 2010، يؤكد مقتل 12 مدنيًا بواسطة طائرة هيلوكوبتر.
وفي 25 يوليو2010 نشر "ويكيليكس" ما يسمى بـ"سجلات الحرب"، وهي وثائق لسجلات داخلية لجيش الولايات المتحدة بخصوص الحرب في أفغانستان والغزو الأمريكي للعراق، ويصل عدد هذه الوثائق لأكثر من 91 ألف وثيقة مختلفة، لتغطي فترة ما بين يناير 2004 وديسمبر 2009، وتعد هذه الحادثة الأضخم في تاريخ جيش الولايات المتحدة الأمريكية، حيث صنفت معظم هذه الوثائق إلى "سري" نظرًا لخطورة ما تحتويه من معلومات عسكرية وحربية.