خطاب إلى محامي الشعب
سيادة المستشار نائب عام عموم مصر.. محامى الشعب
تحية طيبة وبعد..
حضرت ولم أجدك.. حضرت في جمع من الزملاء نستغيث بك أن تحمينا مما أصابنا وأن تدافع عنا أمام من يكيدون لنا.. اعتدوا علينا..أهانونا..انتهكوا إنسانيتنا..أهدروا كرامتنا.. هددونا وخطفونا وحبسونا وكادوا يقتلوننا لولا أن ساق الله إلينا ضابطا شريفا لينقذ أرواحنا.
هل تصدق يا محامى الشعب أن يحدث ذلك كله لأطباء يعملون أناء الليل أملا في تخفيف آلام المرضى وإنقاذ حياة الجرحى.. لم نعد نبحث عن استعادة الاحترام والكرامة بل وصل بنا الحال أن تصبح غايتنا هي الحفاظ على ما تبقى من آدميتنا وربما مجرد الحفاظ على أرواحنا.
يا محامى الشعب.. مر أسبوع كامل منذ وقعت الواقعة..اعتداء..إرهاب..خطف..احتجاز..أمام مرأى ومسمع من عشرات من شهود العيان ومنهم نواب برلمانيون..قدمنا البلاغات العديدة ومن جهات مختلفة وحتى الآن لم يصلنا أنه تم ضبط وإحضار المتهمين بالقيام بتلك الجرائم رغم ما نراه من سرعة تحرك النيابة في قضايا أقل كثيرا في الخطورة عن قضيتنا.
قضيتنا يا محامى الشعب ليست قضية مجموعة من الأطباء ولكنها قضية مواطنين مصريين انتهكت آدميتهم أثناء تأدية واجبهم ويخشون أن هناك أيادى خفية تحاول تسوية الموضوع وديا وكأنه خطأ إدارى يمكن أن يسوى بخصم بضعة جنيهات أو نقل بعيدا عن مسرح الجريمة مما قد يرسل رسالة شديدة الخطورة تشجع الخروج على القانون وتقوض مبدأ سيادة القانون على الجميع.
يا محامى الشعب..أعلم أنك أقسمت أن تصون الدستور الذي ينص على أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون وأن كرامة المواطن مصونة وأن الموظف العام تكفل الدولة حمايته وأنه لا يجوز تقييد حرية أي مواطن إلا بموجب مسوغ قانونى وفي مكان قانونى ورقابة قضائية...تعرف من القانون حتما أكثر منا جميعا وتحيط بأن كل تلك المخالفات جرائم يعاقب عليها القانون وربما تصل في الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد إلى مستوى الإرهاب.
يا محامى الشعب.. أملى كبير في أن تؤكد لنا كما تفعل دائما أنه لا أحد فوق القانون.. إننى يمكن أن آمن على نفسى في عملى وفي بيتى وأن أعلم أن في بلدى يحاسب كل من خرج على القانون وأننا نرسل رسالة مع كل من ندين على جريمة أننا لا نبغى بالحكم عليك الانتقام وإنما نبغى أن نرسل رسالة لكل مواطن بأن الجريمة لا تفيد وأنه إذا كانت الجريمة هي وجه عمله فإن وجهها الآخر لن يكون أبدا إلا ما يعاقب به القانون.
يا محامى الشعب أكتب هذه السطور وأنا أحلم أننى سأرى وأسمع منك أو عنك ما يعيد لنا الأمل في أن مصر المستقبل تلفظ كل فاسد وأن السيادة فيها ليست إلا للقانون الذي يتساوى أمامه الجميع.
وختامًا أدعو الله أن يوفقك في مهامك الثقيلة ومسئوليتك الكبيرة وأن تكون دائمًا بارا بقسمك نصيرًا لكل مظلوم ورادعًا لكل ظالم.