رئيس التحرير
عصام كامل

«الصراحة سيدة الموقف».. رؤساء اتحادات الكتاب العرب يكشفون الستار عن أزماتهم.. الصايغ: قطر والسعودية يرفضان تأسيسها.. والوطن العربي لا يملك «الحرية».. سلماوي: نتعرض لتهديدات عالمية

الكاتب محمد سلماوي
الكاتب محمد سلماوي رئيس الاتحاد السابق

استضافت القاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السابعة والأربعين منذ قليل، ندوة "اللقاء الفكري" بحضور الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء العرب، والكاتب محمد سلماوي رئيس الاتحاد السابق.


مرحلة انتقالية
وبدأ محمد سلماوي كلمته بالترحيب بضيف القاهرة حبيب الصايغ، مشيرًا إلى أن الوطن العربي يمر بمرحلة انتقالية بدأ فيها صوت الشعب العربي بفرض إرادته في مختلف أنحاء الوطن، وصوت الشعب يتكون من صوت المثقفين الممثل والصوت الأول لإرادة الشعوب في أي مكان.

تهديدات كبرى
أضاف سلماوي: "الاتحاد العام للكتاب العرب يواجه موقفا مزدوجا فمن ناحية يتعرض الاتحاد لتهديدات كبرى مثلها مثل التهديدات التي يتعرض لها الوطن العربي بأكمله، فعلى سبيل المثال فقدنا في الاتحاد أحد الأعضاء المميزين وهو اتحاد كتاب ليبيا الذي ناله التمزق الذي لحق بالوطن نفسه، وخلا مقعد ليبيا من الاتحاد العام.

ولولا تماسك الاتحادات العربية ورفضها لما يحدث على الساحة السياسية، لامتدت تلك التمزقات والتقاتلات إلى الساحة الثقافية".

وأكد سلماوي أنه في ظل أصعب الظروف التي يمر بها الوطن العربي، فإن اتحاد كتاب العرب كان دائما يخرج برأي موحد يعبر عن رأي الشارع دون الزج بالصراعات السياسية، مؤكدًا أن مهمة الصايغ صعبة للغاية فهو مطالب بالحفاظ على تعاون ووحدة الاتحادات العربية والسير بها في وجه العاصفة.

رفض الأنظمة
وأشار سلماوي إلى أن هناك حقيقة مؤسفة وهي أن بعض الدول لا يوجد بها اتحاد للكتاب والأدباء، بل إن هناك مجموعة من الأنظمة العربية ترفض إقامة مثل هذه الاتحادات وتعتبرها خطرا على دولهم.

فيما قال حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتاب العرب إن هذه الدول هي قطر والسعودية، فقطر أعطت لأدبائها مقرا لإقامة اتحاد لهم ثم سحبت التصريح، وعندما دعونا أدباء قطر لحضور المؤتمرات بشكل فردي، رفضوا خوفًا من حكوماتهم.

وأبدى الصايغ سعادة كبيرة بتواجده في القاهرة، قائلا: "عندما هبطت الطائرة اليوم على أرض القاهرة، قفز قلبي من مكانه، وقلت لنفسي "لك يا منازل في القلوب منازل" فأنا أحب مصر بدون مناسبة وكتبت فيها أجمل قصائدي".

حب وتقدير
أضاف الصايغ: "مصر أرادت أن تكون الإمارات امتدادا لها، في ظل علاقات استراتيجية تعتبر النموذج الأمثل للعلاقة العربية، مؤكدًا أن الإمارات لن تحيد عن حب وتقدير مصر، وأن ما أشيع حول أن حلمي النمنم وزير الثقافة سلم مفتاح الاتحاد من مصر إلى الإمارات دون وجه حق وهو كلام لا أساس له من الصحة.

تكملة الدور
فالحقيقة هي أنه حان الوقت لتكمل الإمارات دور مصر الرائد بسبب تقدمها السياسي والاقتصادي والثقافي، فالإمارات تحتوي على 90 جائزة دولية وهي بلد المبادرات الأول، لذا فهي مؤهلة تمامًا لإكمال دور مصر".

تابع الصايغ أن الاتحاد يمتلك خطة واستراتيجية كبرى في الفترة المقبلة، منها إنشاء موقع إلكتروني موحد لجميع الاتحادات العربية، إضافة إلى إعادة هيكلة الاتحاد، وإنشاء مجلة ثقافية عربية كبرى تهتم بالمثقفين العرب بشكل كامل.

سقف الحرية
أضاف الصايغ: "الحريات موضوع إشكالي من الدرجة الأولى، فالكتاب العرب يدافعون عن الكاتب سواء أخطأ أو أصاب، وأتمنى أن يتم "غربلة" الأمر فلا يمكن أن نحصل على الحرية بشكل كامل، ولكن يجب أن يدرك الكاتب أن الحرية مسئولية وأن ينتبهوا إلى الإساءة، مشددًا على أن الاتحاد طالب بالإفراج عن الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، وأصدرت السعودية قرارا بتخفيف الحكم إلا أننا ما زلنا نطالب بالإفراج عنه بشكل كامل".

وقال: "هناك الكثير من المثقفين والأدباء يسيئون بدون وجه الحق، على سبيل المثال قناة الجزيرة التي ما زالت تصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب، مشيرا إلى أنه تكلم معهم مؤكدا أن "ما حدث في مصر لنفرض أنه انقلاب وأنه ترتب عليه وضع جديد.. فما شأنكم أنتم بهذا الأمر؟"، مضيفا أن ما حدث في مصر ثورتان مجيدتان لا يمكن التشكيك فيهما".

الاحتكام إلى القانون
تابع الصايغ: "لا بد أن نحتكم إلى القانون في مسألة حريات الإبداع.. فالحرية بدون إطار تبدو مدمرة ولا يمكن كبحها، فالكاتب حين يتناول رمزا أو قائدا خليجيا على سبيل المثال، كيف لي أن أراعي حرية الكاتب وألا أراعي حرية ذلك الرمز والقائد.. هذا غير منطقي".
الجريدة الرسمية