رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وهزيمة يونيو ٦٧ «١»


ما نعاني منه من مشاكل وأزمات كادت أن تودي بكيان دولتنا الوطنية وتؤدي إلى انهيارها لم تبدأ منذ ثلاثين عاما كما يشاع ويرون وإنما بدأت منذ نحو خمسين عاما وتحديدا منذ هزيمة يونيو ١٩٦٧.


هذا ما قاله الرئيس السيسي خلال مداخلته التليفزيونية الأخيرة في أعقاب ما قام به ألتراس أهلاوي في ذكرى حادث استاد بورسعيد وأثار استنكارًا واسعًا داخل النادي الأهلي وخارجه لإساءته للشرطة وقيادات للقوات المسلحة.. وما قاله الرئيس كان من الطبيعي أن يثير شهية البعض للجدل والأهم الاعتراض، خاصة من محبي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومن أنصار الرئيس الراحل أنور السادات، ناهيك بالطبع عن أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك... فإن الناصريين يرون أن الأزمات بدأت برحيل عبدالناصر وتولي السادات السلطة وإن السادئيين يرون أن الانهيار بدأ مع حكم مبارك أما أنصار مبارك فإنهم يعتقدون أن الكوارث بدأت مع ٢٥ يناير ٢٠١١.

وبعيدًا عن الأهواء والانحيازات السياسية، ومع قناعتي الشخصية بأن كل من عبدالناصر والسادات ومبارك هم رؤساء وطنيون.. الأول كان منحازا للفقراء والغلابة والثاني كان يراهن علي أمريكا في زمن صعودها والثالث اعتمد على تثبيت الأوضاع.. ولكل منهم أخطاؤه.. فإنني أعتقد تمامًا أن هزيمة يونيو كانت حادثًا فارقًا في حياة المصريين وكان لها تداعياتها السلبية الضخمة والعميقة على بلدنا، فهي كانت بمثابة زلزال عنيف هز الكيان المصري.. وهذا ما نوضحه غدا.
الجريدة الرسمية