رئيس التحرير
عصام كامل

«دماء على الطرقات».. القتل عقوبة التعاون مع الأمن بسيناء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أصبح العثور على الجثث بمدن رفح والشيخ زويد والعريش أمرا معتادا، ويحدث بصفة يومية بالنسبة لأهالي تلك المدن، سواء صباحًا أو مساءً، بعد أن يتم خطفهم على أيدي مسلحين تابعين لجماعة أنصار بيت المقدس بزعم تعاونهم مع قوات الأمن.


تهمة الضحية أنه يتعامل مع الأجهزة الأمنية في حربها ضد الإرهاب، وحتى إذا لم تثبت التهمة يقتل الضحية وتلقى جثته في الطرقات.

معاناه حقيقية يعيشها أهالي مدينتي رفح والشيخ زويد، فهم بين نار الإرهاب وسقوط القذائف على رءوسهم تارة وما بين شبح التعامل مع الأجهزة الأمنية تارة أخرى، ففي النهار يرون بأعينهم الحرب الدائرة على الإرهاب كما يرون الاشتبكات العنيفة الذي تدور بين قوات الجيش والعناصر المسلحة التابعة لجماعة أنصار بيت المقدس، وبعد أن تغيب الشمس يرون بأعينهم الطائرات الحربية ودوي الانفجارات الناتجة عن القصف المتواصل على معاقل التكفيرين بجنوب مدينة الشيخ زويد، قصه حقيقية بطلها أهالي مدينتي رفح والشيخ زويد الذين جعلتهم الحرب على الإرهاب بين نار الحرب واتهام الجماعات المسلحة لهم بالخيانة كونهم يتعاملون مع الأجهزة الأمنية للقضاء عليهم.

في البداية، قال محمد السويركي إن الجماعات المسلحة ترصد وبعناية كل من يتعامل مع الأجهزة الأمنية، لدرجة أنهم يرون تحركاتهم منذ الخروج من منازلهم وحتى دخولهم المعسكرات وحتى ركوبهم لمدرعات الجيش أثناء الخروج معهم لإرشادهم وتحديد مواقع وهوية أعضاء الجماعات التكفيرية بشمال سيناء التابعين لجماعة أنصار بيت المقدس.

ويضيف أن الجماعات المسلحة إذا تأكدت أنك تتعامل مع الأجهزة الأمنية تكون صيدا سهلا وثمينا لهم فيقوموا بإيقافك أثناء سيرك في أحد الشوارع وأمام مرأى ومسمع جميع المارة والمتواجدين بالشارع دون التدخل ويقتادونك إلى جهة غير معلومة ويتم التحقيق معك عن طريق أجهزة أمنية تابعة لهم يعلمون عنك كل شيء.

ويصف الشاب المعاناة الحقيقية الذي يعانيها أهالي مدينة الشيخ زويد، بسبب الظروف المادية القاسية، وعدم القدرة على توفير مستلزمات الحياة، نتيجة عدم وجود فرصة عمل حقيقية.

ويشير إلى أن الجماعات المسلحة تستقطب الموالين لها عن طريق عملاء لهم يتواجدون بوسط الأهالي ويتم تجنيد الشخص عن طريق نقطة ضعفه من أموال هائلة، وبما أن شباب المدينتين لا يوجد لهم عمل فيكونون صيدا سهلا للجماعات التكفيرية أن تضم عددا كبيرا منهم.

ويقول "ا. م. ا"، أحد أقارب "سامح صبري صويلح"، 27 عاما، ضحية أنصار بيت المقدس الذي قتلته العناصر المسلحة بزعم التعاون مع الأجهزة الأمنية، إن الجماعات المسلحة قامت بخطف "سامح" من منزله الكائن بحي أبو رفاعي جنوب مدينة الشيخ زويد، ويعمل مدرس "حاسب آلي" في مدرسة السكة الحديد بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، ولديه طفل رضيع لم يتجاوز عمره العام.

ولم يلتفتوا إلى مناشدة الأم المسكينة المكلوبة على ولدها، وطالبت استعطاف خاطفية لإنقاذ ابنها من القتل المحقق، فلم تجد والدة الشاب أمامها غير أن تناشد عناصر بيت المقدس على أمل أن يعود، وجلست الأم البالغة من العمر 54 عاما، منذ أن تم اختطاف نجلها الوحيد، أمام منزلها منتظرة أن تقع عينها على ابنها ولو للمرة الأخيرة، فيما أكدت أن ابنها "لم يتعامل مع الأجهزة الأمنية ولا يؤذي أي شخص".

ويضيف أن الجماعات المسلحة لم تكترث إلى مناشدة الأم المكلوبة وبعد عدة أيام وجد أهالي مدينة الشيخ زويد جثة "سامح" ملقاة بجانب إحدى الطرق الرئيسية ورأسه مفصولا عن جسده.

وقال "س. ا"، أحد أبناء قبيلة السواركة، إن منطقة قرى جنوب الشيخ زويد ورفح تحتاج إلى إنقاذ حقيقي من الجماعات المسلحة بعد أن اتسعت رقعة الأماكن الذي يتواجدون بها، ولا بد من الجميع أن يقف أمام ضميره الإنساني اتجاه هذه المنطقة وأهلها التي أصبحت منطقة منكوبة بفعل العمليات الإرهابية التي تتبناها جماعة أنصار بيت المقدس والمناوشات الدائرة يوميا بين الأمن والجماعات المسلحة بتلك المنطقة، وأننا كل ما نريده هو إنقاذ ما تبقى من أهل سيناء على قيد الحياة.

وكان أهالي مدينة رفح قد عثروا على ثلاث جثث مذبوحة بمنطقة حي الرسم بمدينة رفح، بعد أن اختطفتهم جماعة أنصار بيت المقدس بدعوى التعاون مع الأجهزة الأمنية وتم اقتيادهم إلى مكان غير معلوم وبعدها عثر الأهالي على جثثهم بعد أيام من اختطافهم.

الجريدة الرسمية