رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب الانهيار


ثلاثة أسباب لما نحن فيه من انتشار الفوضى والإرهاب والفقر والجهل والكسل وقلة الضمير وانحدار الأخلاق والتخلف وعدم القدرة على التعايش مع البعض وتقبل الآخر المختلف وزيادة الفجوة بين الغني والفقير وما يتبعها من حقد وغل وحسد بين أفراد الشعب.


أولًا: عوار الخطاب الديني.

ثانيًا: التعليم بما فيه من مشكلات في جميع عناصر المنظومة من مدرس لمنهج لسياسة تعليمية لمدارس وجامعات.

ثالثا: الإعلام وتأثيره المدمر بما يفعله من عمليات غسيل للعقول وتشكيل الاتجاهات وتغيير المعتقدات وتحديد الأولويات وترسيخ المعلومات طبقا لمصالح الوسيلة الإعلامية والقائم بالاتصال.

فلنبدأ اليوم بتحليل أول أسباب ما نحن فيه وهو:

عوار الخطاب الديني:
دائما نقول نحن شعب متدين.. للأسف هذا خطأ شائع تديننا تدين شكلي فقط يركز على العبادات والمظاهر الدينية والتي مليئة بالرياء والنفاق والتفاخر ومراقبة الفرد للآخر وليس مراقبة الفرد ربه في سلوكه وأخلاقياته ونادرًا ما نجد من يعلمنا أهم عناصر التدين الحقيقي ويشرح لنا كيف نستطيع قياس أفعالنا بمدى ارتباطها بصحيح الدين وسؤالنا لأنفسنا قبل فعل أي شيء.. هل هذا يرضي المولى عز وجل أم هو تصرف أناني يرضي شهوتنا ورغباتنا وهوانا وشيطاننا حتى خطبة الجمعة.

وهي من المفروض أن تكون الاجتماع الأسبوعي للمسلمين لمناقشة المستجدات التي تحدث في الحياة اليومية وربطها بجوهر الإسلام والتذكرة بنواهي المولى عز وجل وكيفية اتباع تعاليم الإسلام الصحيح في جميع أحوالنا وكل هذا يجب أن يكون بأسلوب مبسط يفهمه أقل الناس تعليمًا وثقافة وفكرًا..

للأسف كثيرًا ما نجد السياسيين هم من يختارون ويعينون ويحددون مواضيع الخطبة والخطباء ومعظم خطب الجمعة الآن ليس لها طعم ولا نخرج منها بشيء بل أحيانًا تكون ضارة لما تحتويها من قصص وأحاديث ضعيفة غير منطقية وغير مفيدة لا مرجعية لها هذا بالإضافة للأسلوب لا يصلح لهذا الزمان والله أعلم.. نحن شعب لم نجد من يخبرنا أن الإنسان مطلوب منه عمارة الأرض لا خرابها والعمل وليس الكسل وأن المسلم الحق قوي متعلم نظيف ذو أخلاق متعاون صانع ماهر عالم مفكر زارع أرضه يأكل من عمل يده أي لا يعتمد على استيراد طعامه واحتياجاته من الغرب ينقصنا خطاب ديني واعٍ يظهر جوهر التدين وكيفية مراقبة المولى عز وجل في أفعالنا وسلوكنا.

إن شيوخنا، أفكارهم بالية، أسلوبهم عقيم، علمهم ناقص، إدراكهم صحيح الدين معوج ( إلا من رحم ربي).. إن الخطاب الديني في بلدنا يحتاج تغييرًا ونسفًا لما سبق وإعادة تقييم للمنهج والقائمين على توصيله وتعليمه للأجيال القادمة.
الجريدة الرسمية