تصريحات الرئيس الإريتري عن سد النهضة تثير الجدل.. «آسياس أفوقي»: زيناوي أراد معاقبة المصريين.. الخلاف بين إثيوبيا وإريتريا أبرز الدوافع.. «ديسالين» يهاجم الحكومة الإريترية.. وخبراء
«زيناوي يريد معاقبة المصريين من خلال سد النهضة»، تصريحات أدلى بها الرئيس الإريتري «اسياس أفورقي» خلال حواره السنوي مع قناة «eri tv» الرسمية لبلاده، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الراحل زيناوي اعترف له بذلك في عام 1993.
ووفقًا لما رواه الرئيس الإريتري، فإن رئيس الوزراء الأسبق أراد أن يفتح ملف تعديل حصص مياه النيل عام 1993 أثناء اجتماعات القمة الأفريقية، وقتها كان سد النهضة مشروعا على الورق تحت مسمى سد الألفية وكانت السعة التخزينية له 14 مليار متر مكعب عكس الوقت الحالي 74 مليار متر مكعب.
تصريح «أفورقي» جاء في الوقت الذي أصبح ملف سد النهضة هو الشغل الشاغل للجميع ولم يكن ليمر مرور الكرام، فمن ناحية اعتبر المصريون أن تصريحا مثل ذلك كفيل بكشف نوايا أديس أبابا التي طالما وارتها خلف تصريحات «ديسالين» الدبلوماسية أكثر من أي شيء آخر، ومن ناحية أخرى تساءل البعض لماذا يصرح رئيس دولة بتلك الأسرار وهل إريتريا تدعم مصر في ملف حوض النيل؟
الحقيقة أن تصريح «أفورقي» يشير إلى العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا التي وصلت إلى أسوا حالاتها بعد الاتفاق الذي تم بين البلدين عام 1998 لوقف إطلاق النيران في أعقاب انتصار القوات الإثيوبية، وتم توقيعها في الجزائر.
العلاقة بين البلدين هي علاقة تمرد وقتال مسلح منذ أن أرادت أريتريا التي كانت جزءا من إثيوبيا أن تستقل في عام 1961 وخاضت من أجل ذلك حربًا استمرت 30 عامًا كان ضحيتها مائة ألف نسمة وانتهت عام 1991.
التوترات عادت مع مطلع الألفية الثانية وكان لعام 2015 نصيب كبير بعد أن شن رئيس الوزراء الأثيوبي هجومًا على أريتريا متهمًا إياها بزعزعة استقرار البلاد، داعيًا المجتمع الدولي أن يقف ضد الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإريترية في بلاده وفق قوله.
زعزعة الاستقرار
لم يقف الأمر عند هذا الحد ففي يوليو 2015 أكدت وكالة الأناضول أن الشرطة الإثيوبية قتلت 30 مسلحًا إريتريا حاولوا التسلل إلى البلاد، وتعتقد الحكومة الأثوبية «وفق الأناضول» أن المسلحين مدعومون من الحكومة الإريترية لزعزعة الاستقرار في البلاد وبث الفوضى.
الدكتور نادر نور الدين خبير المياه الدولي يرى أن تصريحات الرئيس الإريتري، وإن كان لها أغراض خاصة لكنها صحيحة 100%، مشيرًا إلى أن جميع من تعاملوا مع رئيس الوزراء الأثيوبي الأسبق أكدوا أنه كان عدائيًا تجاه القاهرة.
دولة غير صديقة
وأضاف «نورالدين» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن على الفريق المصري في سد النهضة أن لا يتعامل مع إثيوبيا على أنها دولة صديقة، خاصة أنها اخترقت القوانين الدولية في وضع حجر أساس السد دون إذن مصر رغم أن النيل نهر مشترك يخضع للقوانين الدولية في البناء.
اللعب بالورقة
أما الدكتور محمود أبوزيد فيدعو إلى اللعب بتلك الورقة في التفاوض مع إثيوبيا خلال الجولات المقبلة لإنجاز الدراسات الفنية للسد، مشيرًا إلى إنه مهما كانت أغراض الرئيس الإريتري فإننا أمام تصريح رئيس لابد أن يؤخذ على محمل الجد.
وتابع أن الجميع يعرف رأي رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل، لكن كلام الرئيس الإريتري يحمل وقائع محددة المكان والزمان وهو ما يجعله أمرًا جديد لابد أن تتم الاستفادة منه.