رئيس التحرير
عصام كامل

عودة عظات «تواضروس» في أول زيارة لإيبارشية الجيزة.. «الدالي» يهديه درع المحافظة.. وشعب الكنيسة يستقبله بالتصفيق والزغاريد.. البطريرك يتحدث عن الوداعة ويؤكد: العامر قلبه بـ«الن

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

 عقب توقف العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية نحو شهرًا نظرا لظروف الأعياد وانشغاله في سيمينار الراهبات بدير الأنبا بيشوي وغيره من الخدمات، استأنف البابا عظاته مساء أمس الأربعاء بكنيسة مارجرجس بالجيزة، وذلك في إطار زياراته المختلفة للإيباراشيات وإلقاء العظة بها.


 أساقفة يشاركون

 وسط حضور غفير من أبناء الكنيسة شارك الأساقفة صلاة العشية، ومن بينهم الأنبا ثيؤدوسيوس أسقف عام وسط الجيزة والواسطى، والأنبا آرميا الأسقف العام، والأنبا دانيال أسقف المعادي ورئيس المجلس الإكليريكي بالقاهرة، والأنبا مكسيموس الأسقف العام، والأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة.

 درع المحافظة
 كما شارك بالحضور محافظ الجيزة اللواء محمد كمال الدالي، ونواب المحافظ، اللواء أحمد حجازي مدير أمن الجيزة، وعدد من قيادات جهاز الأمن الوطني منهم العقيد حسام نبيل، وآخرون، وتبادل الهدايا مع البابا، كما أهدت المحافظة درعها للبطريرك.

 رحب أسقف الجيزة الأنبا ثيؤدوسيوس بالحضور، وسرد الألقاب التي تطلقها الكنيسة على البطريرك ومنها «الأسد المرقسي»، و«الرسول ال13»، وكان ترحاب الحضور حارًا بالتصفيق، والنساء استقبلته بالزغاريد.

 مواقف باباوية
 وعدد أسقف الجيزة، مواقف البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في الظروف الصعبة التي شهدها الوطن، في الأونة الأخيرة، وأظهر خلالها البابا مدى وطنيته.

 وقال أسقف الجيزة، إن البابا أعطى درسًا في الوطنية خلال مشاركته في بيان 3 يوليو، الخاص بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

 رفض دعوة المعزول
 وكشف ثيؤدوسيوس خلال كلمتة بكنيسة مارجرجس بالجيزة، أن البابا تواضروس رفض دعوة الرئيس الإخواني محمد مرسي، بعد الاعتداءات التي تعرضت لها الكنائس وقت حكم الإخوان.

 وأوضح أنه رغم محاولات الكثيرين إقناع البابا بالاستجابة للدعوة، لكنه أبى بشدة، رغم أن الأقباط كانوا يعيشون فترة اضطهاد وتدمير.

 وأثنى على قرار البابا بالسفر للأراضي المحتلة في فلسطين للصلاة على جثمان الراحل الأنبا أبراهام مطران القدس، خاصة أنه دليل أصالة أبوية أبهر الجميع، واختتم قائلاً: "دمت علمًا للوطنية يخفق بالمسكونة كلها".

 سعادة البطريرك
 فيما أعرب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن سعادته لزيارة إيبارشية الجيزة، ولقائه بالكهنة والأراخنة والشعب كافة، وقدم الشكر للأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف وسط الجيزة، على كلمات الترحيب.

 وقال البابا تواضروس في مقتبل عظته الأسبوعية، والتي يلقيها بكنيسة مارجرجس بالجيزة وسط حضور عدد من الأساقفة والمسئولين ورجال الدولة، إننا توقفنا عن العظة خلال الشهر الماضي نظرًا للأعياد، ونزور كل أسبوع إيبارشية لتفقد الرعية والشعب.

 وأضاف بابا الكرازة المرقسية، أن خلال الأيام الماضية احتفلت الكنيسة بعيد نياحة الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، ونفتخر بأنه مصري، وبعد أيام سنحتفل بعيد نياحة الأنبا بولا رئيس السواح.

 الرهبان والوداعة

 وأشار إلى أن آباء البرية "الرهبان والمتوحدين" الذين عاشوا بالصحراء ووسط الرمال، نتوقع بأنهم يكتسبوا خشونة نظرًا للبيئة المحيطة بهم، إلا أننا نجدهم عاشوا قمة الوداعة.

 المصريين الطيبين
 وقال إن المصريين "طيبين"، اكتسبوا الصفة لحياتهم على ضفاف نهر النيل، ولذا يتأثر الإنسان بالطبيعة المحيطة به، ورغم وحدة الرهبان والآباء بالبراري ولم يروا وجه إنسان لسنوات نجدهم اكتسبوا الوداعة.

 حديث المسيح
 وتابع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية: "إن المسيح حدثنا مباشرة عن الوداعة.. تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، بتذوق الكلمات التي علمنا المسيح إياها، فإنها الصفة الأولى التي يجب أن يمتاز بها الإنسان المسيحي، فإنها دعوة من فم المسيح مباشرة، وهي ثمرة لعمل روح الله في الإنسان».

 الوديع يلفظ العنف
 وأكد بابا الكنيسة القبطية، خلال كلمتة بالعظة الأسبوعية بكنيسة مارجرجس بالجيزة، أن الإنسان الوديع يتجنب كل عنف، ويخلو قلبه من الحقد والانتقام، ولا يعرف الخصام طريقه، وإنما يرى دائمًا أن الله ضابط الكل وهو القادر على تدبير كل شيء.

 قلبه عمران بالله
 وتابع: "إن الإنسان الوديع يملك سلامًا وهدوءًا وحنية وشفقة، دائمًا تجده يعيش في سلام ولو قامت الأمواج تجدون داخله سلامًا؛ فإنه صاحب سلام، لأن قلبه عمران، حياته عامرة بربنا ملك السلام، تجدوا سلامًا مع نفسه، ولا تجدوا صراعات نفسية، وتجده صاحب الروح الهادئ الوديع، ويصنع سلامًا مع الآخرين".

 الحاقد ينكوي
 وأشار إلى أن الإنسان العامر قلبة بالنت والـT.V، تجد دائمًا اضطرابه وتخوفه من أمور الحياة، ولاسيما بان الخَطية تنزع السلام من داخل الإنسان، أو تجد أناسً يحملون دائمًا الأخبار السيئة، أما الإنسان الحاقد فإنه يكتوي بناره، لأنها تكون بقلبه وداخله.

 وأكد أن العنف المستشري دلالة لفقدان الوداعة، فإن الإنسان الوديع لا يعرف العنف أبدًا، محذرًا الحضور بأن العنف لا يُصلح إنسانًا، وعلى الآباء والأمهات تعليم أولادهم الشفقة والودعة.

 الوديع لا يعرف الخبث
 وقال: "إن هناك سمات تشير إلى أن الإنسان بعيد عن الوداعة وهي الخبث والدهاء والمكر وصناعة الفخاخ، احذروا أن تتسرب داخلكم وتضيع مكانكم بالسماء"، مؤكدًا أن أحيانًا "نجد حيوانًا مفترسًا ولكنه يتسم بالشفقة والوداعة، في حين أنها تغيب عن بعض البشر، وهو أمر مؤسف؛ فإن هناك من يتلذذ بمضايقة الآخرين، وعليكم أن تدركوا أن الحياة كالبنك، تسحب منه ما سبق أن أودعته فيه، وسيأتي يوم يحصدها".

الجريدة الرسمية