وائل غنيم يحارب أعداء حرية الرأي بـ«بيرليو»
أصبح من المعتاد أن يطارد أصحاب الرأي والفكر في مصر بقضايا تنتهي بأحكام قضائية سالبة للحرية، في مخالفة واضحة للدستور المصري، وآخرها تأكيد الحكم بحبس إسلام بحيري، ومن قبله الحكم بسجن الكاتبة فاطمة ناعوت، ثم الحديث عن القبض على إسلام جاويش بسبب رسوم كارتونية ذات إسقاطات سياسية، ثم اختفاء التهمة والإفراج عنه.
ورغم أنه تم الإفراج عن إسلام جاويش، بعد أن وجدت النيابة أن "المتهم" – وفقا لما نشرته جريدة الوفد - لا يدير موقعا خاصا به على شبكة المعلومات الدولية دون ترخيص، في مخالفة لقانون تنظيم الاتصالات، كما صرح مسئول الإعلام الأمني، فإن التهمة التي توصلت إليها أجهزة الأمن تذكرني بالعبارة الشهيرة للفنان عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، والتي وضح فيها لماذا لم يعزّل من العمارة التي تقطنها راقصة، في إشارة إلى حسن سمعة الراقصة، فقال: "لو كل واحد عزل علشان ساكنه تحته واحدة راقصة، البلد كلها هتبات في الشارع يا بيه". ولو كانت أجهزة المصنفات جادة في التهمة التي اتهمت بها إسلام جاويش، فلتجهز مدينة أو محافظة لسجن ملايين من شباب مصر، فالكثير من الشباب لديهم مواقع بعضها مجاني، ولم يحصلوا على تراخيص ولا يعرفون أنهم يخالفون القانون.
لم ينعم الشباب في مصر بعد ثورتين، حيث يمكن أن يتم القبض عليك، دونما أن تعرف أنك تخالف القانون، وأنت ترى ملايين يفعلون ما تفعله، لكن لا يتم القبض عليهم، والسؤال الذي كان على الإدارة العامة لمباحث المصنفات الفنية الإجابة عليه قبل القبض على إسلام جاويش: هل كانت الإدارة ستقوم بالقبض على إسلام جاويش بالتهمة نفسها لو كانت رسومه تطبّل وتنافق الرئيس؟
من المؤسف أن يظل الفكر المصري قيد الأجهزة الأمنية التي لا نعرف إن كانت تنفذ تعليمات أم تتصرف من تلقاء نفسها، وإذا كانت الأجهزة الأمنية تتصرف بتعليمات، فمن هو الطرف الثالث الذي يعطي هذه التعليمات، طالما أن الرئيس خرج على الهواء ليقول بشكل غير مباشر إنه لم يعط تعليمات بهذا الشأن.
ومن المؤسف أيضًا أن يظل الفكر المصري حبيس أعداء حرية الرأي والتعبير، وفي مصر وزارة للثقافة وأزهر شريف قال إنه لم يسع لحبس الباحث إسلام بحيري، فأين وزير الثقافة مما يحدث؟ ولماذا لم يتم تفعيل مقولة شيخ الأزهر "بأن الفكر يُحارب بالكفر وليس بالبلاغات"؟، ولماذا لم يتواصل الأزهر وشيخه مع محاميي إسلام بحيري وفاطمة ناعوت للشهادة بأن إسلام بحيري وفاطمة ناعوت باحث وكاتبة، وأن باب الاجتهاد مفتوح، وأنه إذا كان كتاب الله يقول: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فلا يجب حبس باحث يجتهد وإن أخطأ، وكاتبة قالت رأيا وإن أخطأت؟
وبعيدا عن الملاحقات الفكرية والمطاردات الأمنية والحبوسات والإفراجات، نجد وائل غنيم يظهر في مقابلة مع موقع "تك كرنش" TechCrunsh ليدشن موقعا جديدا "لتفعيل حرية الرأي والنقاش" بين المفكرين والقراء، موقع "بيرليو" Parlio يضم مجموعة من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات في مجالات شتى، بعضها تقني وبعضها اقتصادي، الموقع يقوم بإرسال دعوات للكثير من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات في مجالات شتى لعرض أفكارهم، ويمكن للقراء أن يقوموا بالرد على هذه الآراء ومناقشتها، تقييمها وتصنيفها. الموقع يجمع بين مواصفات شبكات التواصل الاجتماعي وبين المنتديات، حيث يمكن للقراء أن يتابعوا الكتّاب والمفكرين، ويمكنهم إرسال النصوص لأصدقائهم، ويمكنهم إبداء إعجابهم بالآراء، وهو في الوقت نفسه يسمح للقراء بإرسال أسئلة ليجيب عنها الكتّاب والمفكرون.
الموقع يضم مئات الموضوعات التي يمكن للقارئ متابعتها، منها موضوعات عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، ودونالد ترامب، والمرأة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتحرش الجنسي، والثقافة والفنون، والسياسة، والتكنولجيا، والولايات المتحد، وكوبا، ومصر، والإدارة والأعمال، والعلاقات الدولية، والإنترنت، والشرق الأوسط، والتعليم، وحتى علم النفس الاجتماعي.
ورغم أن وائل غنيم ترك مصر، وقال إنه يشعر بأن مثله من الشباب لم يعد مرحبا به في بلده، فإنه لم يسلم من إعلام مصري يتهمه بالخيانة، وإنشائه صفحة على فيس بوك تهدف إلى "إسقاط مصر". استهداف وائل غنيم بتهمة إسقاط مصر، جاء بعد أيام قليلة بعد نشر تصريح له يتحدث عن المئات من الشباب المحبوسين في مصر.
الغريب أن بعض الإعلاميين في مصر يتحدثون عن مؤامرة وهم يحيكونها. اتهام وائل غنيم بإسقاط مصر، تزامن والتصريح الذي أدلى به عن الشباب المصري المحبوس في عهد الرئيس عدلي منصور بسبب إلغاء القانون الذي يحدد مدة الحبس الاحتياطي – حسب قوله - وإطلاق موقع "بيرليو"، وطالما طل وظهر اسم وائل غنيم محليا وعالميا، فلا بد من تشويهه محليًّا، وعالميًا إن أمكن.
على موقع "بيرليو" مناقشات عن الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يخطط وائل غنيم لإسقاط الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك مناقشات عن كوبا، فهل يخطط وائل غنيم لإسقاط كوبا؟ وهناك مناقشات عن الصين، فهل يخطط وائل غنيم لإسقاط الصين؟
موقع "بيرليو" يضم أكثر من 65 موضوعًا حتى كتابة هذه السطور، في شتى المجالات، من البيئة إلى التاريخ مرورًا بالعلوم السياسية. وائل غنيم ترك مصر بعد أن ضاقت به، وحاله حال الكثير ممن تركوا مصر وما زال هناك إعلام مصري يطارد أفكارهم في الخارج، ويسكت عن حبس مفكرين في الداخل، ويصفق لتكميم أفواه وتخويف كتّاب في الداخل، لأنه إعلام لا يعرف غير لغة التطبيل والتصفيق، والتهليل، وكل من يخالف ذلك ولا يرقص معه يصبح خائنًا.
ألم يأنِ لبعض من الإعلام في مصر أن يتوقف عن الاستخفاف بعقول الناس وغسل أدمغتهم وتشويه سمعة من يكره من الشباب أوالكتّاب أو الناشطين السياسيين؟ لا، لم يأنِ، وفي مصر حبسجيّة فكر ودعاة تخوين.
أصبح من المعتاد أن يطارد أصحاب الرأي والفكر في مصر بقضايا تنتهي بأحكام قضائية سالبة للحرية، في مخالفة واضحة للدستور المصري، وآخرها تأكيد الحكم بحبس إسلام بحيري، ومن قبله الحكم بسجن الكاتبة فاطمة ناعوت، ثم الحديث عن القبض على إسلام جاويش بسبب رسوم كارتونية ذات إسقاطات سياسية، ثم اختفاء التهمة والإفراج عنه.
ورغم أنه تم الإفراج عن إسلام جاويش، بعد أن وجدت النيابة أن "المتهم" – وفقا لما نشرته جريدة الوفد - لا يدير موقعا خاصا به على شبكة المعلومات الدولية دون ترخيص، في مخالفة لقانون تنظيم الاتصالات، كما صرح مسئول الإعلام الأمني، فإن التهمة التي توصلت إليها أجهزة الأمن تذكرني بالعبارة الشهيرة للفنان عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، والتي وضح فيها لماذا لم يعزّل من العمارة التي تقطنها راقصة، في إشارة إلى حسن سمعة الراقصة، فقال: "لو كل واحد عزل علشان ساكنه تحته واحدة راقصة، البلد كلها هتبات في الشارع يا بيه". ولو كانت أجهزة المصنفات جادة في التهمة التي اتهمت بها إسلام جاويش، فلتجهز مدينة أو محافظة لسجن ملايين من شباب مصر، فالكثير من الشباب لديهم مواقع بعضها مجاني، ولم يحصلوا على تراخيص ولا يعرفون أنهم يخالفون القانون.
لم ينعم الشباب في مصر بعد ثورتين، حيث يمكن أن يتم القبض عليك، دونما أن تعرف أنك تخالف القانون، وأنت ترى ملايين يفعلون ما تفعله، لكن لا يتم القبض عليهم، والسؤال الذي كان على الإدارة العامة لمباحث المصنفات الفنية الإجابة عليه قبل القبض على إسلام جاويش: هل كانت الإدارة ستقوم بالقبض على إسلام جاويش بالتهمة نفسها لو كانت رسومه تطبّل وتنافق الرئيس؟
من المؤسف أن يظل الفكر المصري قيد الأجهزة الأمنية التي لا نعرف إن كانت تنفذ تعليمات أم تتصرف من تلقاء نفسها، وإذا كانت الأجهزة الأمنية تتصرف بتعليمات، فمن هو الطرف الثالث الذي يعطي هذه التعليمات، طالما أن الرئيس خرج على الهواء ليقول بشكل غير مباشر إنه لم يعط تعليمات بهذا الشأن.
ومن المؤسف أيضًا أن يظل الفكر المصري حبيس أعداء حرية الرأي والتعبير، وفي مصر وزارة للثقافة وأزهر شريف قال إنه لم يسع لحبس الباحث إسلام بحيري، فأين وزير الثقافة مما يحدث؟ ولماذا لم يتم تفعيل مقولة شيخ الأزهر "بأن الفكر يُحارب بالكفر وليس بالبلاغات"؟، ولماذا لم يتواصل الأزهر وشيخه مع محاميي إسلام بحيري وفاطمة ناعوت للشهادة بأن إسلام بحيري وفاطمة ناعوت باحث وكاتبة، وأن باب الاجتهاد مفتوح، وأنه إذا كان كتاب الله يقول: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فلا يجب حبس باحث يجتهد وإن أخطأ، وكاتبة قالت رأيا وإن أخطأت؟
وبعيدا عن الملاحقات الفكرية والمطاردات الأمنية والحبوسات والإفراجات، نجد وائل غنيم يظهر في مقابلة مع موقع "تك كرنش" TechCrunsh ليدشن موقعا جديدا "لتفعيل حرية الرأي والنقاش" بين المفكرين والقراء، موقع "بيرليو" Parlio يضم مجموعة من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات في مجالات شتى، بعضها تقني وبعضها اقتصادي، الموقع يقوم بإرسال دعوات للكثير من الكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات في مجالات شتى لعرض أفكارهم، ويمكن للقراء أن يقوموا بالرد على هذه الآراء ومناقشتها، تقييمها وتصنيفها. الموقع يجمع بين مواصفات شبكات التواصل الاجتماعي وبين المنتديات، حيث يمكن للقراء أن يتابعوا الكتّاب والمفكرين، ويمكنهم إرسال النصوص لأصدقائهم، ويمكنهم إبداء إعجابهم بالآراء، وهو في الوقت نفسه يسمح للقراء بإرسال أسئلة ليجيب عنها الكتّاب والمفكرون.
الموقع يضم مئات الموضوعات التي يمكن للقارئ متابعتها، منها موضوعات عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، ودونالد ترامب، والمرأة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتحرش الجنسي، والثقافة والفنون، والسياسة، والتكنولجيا، والولايات المتحد، وكوبا، ومصر، والإدارة والأعمال، والعلاقات الدولية، والإنترنت، والشرق الأوسط، والتعليم، وحتى علم النفس الاجتماعي.
ورغم أن وائل غنيم ترك مصر، وقال إنه يشعر بأن مثله من الشباب لم يعد مرحبا به في بلده، فإنه لم يسلم من إعلام مصري يتهمه بالخيانة، وإنشائه صفحة على فيس بوك تهدف إلى "إسقاط مصر". استهداف وائل غنيم بتهمة إسقاط مصر، جاء بعد أيام قليلة بعد نشر تصريح له يتحدث عن المئات من الشباب المحبوسين في مصر.
الغريب أن بعض الإعلاميين في مصر يتحدثون عن مؤامرة وهم يحيكونها. اتهام وائل غنيم بإسقاط مصر، تزامن والتصريح الذي أدلى به عن الشباب المصري المحبوس في عهد الرئيس عدلي منصور بسبب إلغاء القانون الذي يحدد مدة الحبس الاحتياطي – حسب قوله - وإطلاق موقع "بيرليو"، وطالما طل وظهر اسم وائل غنيم محليا وعالميا، فلا بد من تشويهه محليًّا، وعالميًا إن أمكن.
على موقع "بيرليو" مناقشات عن الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يخطط وائل غنيم لإسقاط الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك مناقشات عن كوبا، فهل يخطط وائل غنيم لإسقاط كوبا؟ وهناك مناقشات عن الصين، فهل يخطط وائل غنيم لإسقاط الصين؟
موقع "بيرليو" يضم أكثر من 65 موضوعًا حتى كتابة هذه السطور، في شتى المجالات، من البيئة إلى التاريخ مرورًا بالعلوم السياسية. وائل غنيم ترك مصر بعد أن ضاقت به، وحاله حال الكثير ممن تركوا مصر وما زال هناك إعلام مصري يطارد أفكارهم في الخارج، ويسكت عن حبس مفكرين في الداخل، ويصفق لتكميم أفواه وتخويف كتّاب في الداخل، لأنه إعلام لا يعرف غير لغة التطبيل والتصفيق، والتهليل، وكل من يخالف ذلك ولا يرقص معه يصبح خائنًا.
ألم يأنِ لبعض من الإعلام في مصر أن يتوقف عن الاستخفاف بعقول الناس وغسل أدمغتهم وتشويه سمعة من يكره من الشباب أوالكتّاب أو الناشطين السياسيين؟ لا، لم يأنِ، وفي مصر حبسجيّة فكر ودعاة تخوين.