رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو موسى في ندوة بمعرض الكتاب: على الحكومة البعد عن الفوضى.. «داعش» منظمة «مخلوقة» وعلى مصر استرداد صحتها.. «اللي يقول المصريين مبسوطين غشاش».. وحل القضية الفلسطينية الط

عمرو موسى
عمرو موسى

استضافت القاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، اليوم الثلاثاء، ندوة "اللقاء الفكري" في سابع أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السابعة والأربعين بحضور السياسي الكبير عمرو موسى، وتقديم الإعلامي محمود الرواش.


وبدأ "موسى" حديثه قائلا: "لا بد أن أقول ملاحظة في أول الأمر، وهي أنني لم أذهب إلى مكان أتحدث فيه إلى الجمهور إلا وكان هناك مشكلة مع الميكروفون، وبدأت أتساءل: إذا لم نكن قادرين على ضبط الميكروفون فكيف نستطيع حل مشكلات الوطن برمته".

فرصة لتبادل الآراء
أضاف موسى: "يقدم معرض الكتاب فرصة فريدة لتبادل الرأي والاستماع إلى السؤال والجواب عن أحوالنا وتوقعاتنا، وعن أمورنا في المنطقة والعالم.. وأنا لا أمل من تكرار أن مصر حدث بها خلل كبير وخلل نشعر به في كل أركان الوطن وملفاته، والمعايير التي كانت تضبط إيقاع هذا البلد.. وقد كنت استبشر خيرًا أن هناك خارطة اتفقنا عليها للعمل والتحرك من خلال اعتماد دستور وانتخاب رئيس ومجلس للنواب، وقد أتممنا هذا كله.. ليس رغبة في أن ننفذ الخريطة فقط بحذافيرها، ولكن لكي نعد الوطن للتعامل مع المستقبل".

وتابع موسى: "لا شك أن الذي حدث في مصر خلال العقود الماضية شكل خسارة فادحة لمصر، وأنا كشخص يدرس هذه الأمور أرى أن الخلل في مصر بدء في التراكم منذ آخر سنوات حكم الملك فاروق إلى هزيمة 67 إلى انعدام التخطيط الذي أدى إلى انفجار واندلاع ثورة 25 يناير".

توفير فرص العمل
وأشار موسى: "كنت في لجنة الخمسين دائم التذكير أننا في القرن الواحد والعشرين ونصوغ دستورا يتماشى مع هذا القرن ومتطلباته، إضافة إلى أن الشعب المصري معظمه الآن من الشباب، لذا لا بد أن يؤخذ هذا في الحسبان عند التخطيط للوطن، من خلال فرص عمل مناسبة ولا أقصد وظيفة وإنما توفير فرص فقط".

وأضاف موسى: "مصر ستصبح 100 مليون نسمة خلال سنوات قليلة مع حلول عام 2020، وهذا يعني أنها سوف تنتمى إلى الدول كثيفة السكان، لذا فالحكومة عليها أن تعالج الوضع اليوم وأن ترسم سياسة تتماشى مع احتياجات اليوم، ولكن لا بد أن تعد الوطن إلى اليوم الذي سنبلغ فيه هذا الرقم، وهو تحدى يتطلب الرسانة في الفكر والبعد عن الارتجال والفوضى، من خلال عدم إهمال أموال طائلة نحن أولى بها؛ لأنه لا وقت للهزل والمزاح".

وتابع موسى: "لا شك أن المزاج المصري متعكر ومحبط ومن يقول غير ذلك فهو مخادع وغشاش، لذا يجب أن يحل التفاؤل محل هذا التشاؤم الجاثم على قلوب المصريين، لذا على النظام أن يعمل على ذلك من خلال الشعور بالمسئولية وأن يتشارك الجميع في صنع الأمل".

مصر وريادة المنطقة
واستطرد قائلا: "من الواضح أن صحة وعافية مصر يرتبط بها الوضع الإقليمي وكثير من الفوضى القائمة بمنطقة الشرق الأوسط هي نتيجة غياب مصر عن ريادتها؛ لأن استرداد الريادة المصرية مرتبط بعافيتها وصحتها وأن يكون لدينا برنامج محدد نسير عليه ويسير خلفنا الشرق كله، فنحن نحتاج إلى إنجازات حقيقية في الصحة والتعليم والبنية التحتية المصرية".

وشدد على أن مصر والوطن العربي يحتاجان إلى نظام جديد قادر على استيعاب العناصر الجديدة في المنطقة.

القضية الفلسطينية
وتحدث موسى عن القضية الفلسطينية قائلا: "لا يمكن ضبط الأمور في المنطقة العربية بدون حل القضية الفلسطينية، فلا بد من طرح مبادرات جدية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بدون احتلال، ومن يقول أن القضية الفلسطينية تبخرت وانتهت فهو خاطئ تمامًا، والجامعة العربية هي المكلفة بتحمل هذا الأمر ومتابعته".

أما عن تنظيم "داعش" الإرهابي، فقال موسى: "داعش الذي يتمدد في الوطن العربي كله، ليس إلا منظمة خُلقت خلقًا والدليل على ذلك هو انتقال قوات داعش وتمددها من سوريا إلى ليبيا على الرغم من أنه لو دبانة عدت فوق البحر المتوسط بتتصور وتتقتل، فالأمر يضج بالعديد من الأسئلة المحيرة وعلامات الاستفهام حول تلك المنظمة الإرهابية".
الجريدة الرسمية