رئيس التحرير
عصام كامل

الثقافة في غرفة الإنعاش.. تراجع دور الكتاب في عيون المهتمين.. «مغيث»: الإنترنت والقنوات الفضائية «السبب».. بهاء طاهر يتهم النظام التعليمى.. ومطالب بإبراز أهمية القراءة في الأعمال ا

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب - صورة ارشيفية

عام بعد عام، ويرفرف علينا معرض الكتاب بأجنحته، متحديًا الواقع الذي نحياه، معلنًا كفاح الثقافة العنيد من أجل البقاء في واقع متداعٍ، فرغم أنه جاء هذا العام تحت عنوان «الثقافة في المواجهة»، إلا أنه كشف لنا مقدار الفجوة الثقافية والفكرية التي يعاني منها المجتمع، فضلًا عن تدني الثراء العلمي في نفوس الكثير، ومقدار الحصار الذي يعانيه الكاتب والقارئ، فكثيرًا ما تطارقت على الأذهان أنباء القبض على أشخاص بتهمة حيازة كتاب!.


وطبقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد الأميين في الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر نحو 17.2 مليون نسمة عام 2014، منهم 11 مليونًا من الإناث، كما بلغ معدل الأمية للسكان (15 سنة فأكثر) 29.2% منهم (20.5% للذكور مقابل 38.1% للإناث).

الفضائيات والإنترنت
في البداية قال كمال مغيث، الخبير التربوي، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية: إن فكرة تدهور وضع الكتاب جزء طبيعي وموضعي، مشيرًا إلى أن الكتاب كان يحتل مركز الصدارة في كونه مصدرا للمعرفة والثقافة، وذلك في القرون الماضية، في إشارة إلى أن ظهور الراديو أدى إلى انتقاص أهمية الكتاب، فضلًا عن ظهور التليفاز، وإن كان يغلب عليه الأعمال الدرامية والسينمائية.

وأضاف «مغيث»: "إنه رغم وجود أكثر من مصدر للثقافة إلا أنها لم تمحِ أهمية الكتاب كمصدر أساسي لتناول الفنون والعلوم"، متابعًا:" أن مصادر الثقافة تعددت الآن في ظل آلاف القنوات الفضائية، فضلًا عن محركات البحث على شبكة الإنترنت، لكونه سريع البحث ورخيص الثمن، فضلًا عن إخراج المعلومات في شكل متميز".

قيمة الكتاب
ولكى نرفع قيمة الكتاب، قال الخبير التربوي، إنه لا بد من البحث عن المهارات التي تتعامل مع الكتب، مشيرًا إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية والثقافية، والعمل على إعادة أهمية القراءة والكتابة في المؤسسة، مشيرًا إلى أن النظام التعليمي قائم على فكرة التلقين الأمر الذي أدى إلى تدهور الناحية التعليمية برمتها، فضلًا عن اقتصار عقول الطلاب على الحفظ، وعدم الانفتاح، متابعًا:"المدرسة مفتاح العلم، أما العلم مفتاحه المكتبة.

النظام التعليمى
وفي سياق متصل رأى بهاء طاهر، الروائي، أن الكتاب يعاني من عام لآخر من تدني الأهمية في نفوس القراء، فقليل ما نجد هواة لاقتناء الكتب العلمية والفلسفية، مرجعًا ذلك للنظام التعليمي السائد في مصر.

وأضاف «طاهر»، أن النظام التعليمي هو السبب في كافة الكوارث التي نحياها، بداية من تدني الأخلاقيات وحتى الثراء الفكري واللغوي، مشددًا على ضرورة تغيير النظام التعليمى بشكل يشجع الطلاب على الإطلاع، وبهذا يتحول التعليم من نظام التلقين إلى المفيد الذي يصلح حال المجتمع.

وأشار الروائي إلى أن السينما عليها دور كبير في إنماء أهمية الكتاب في نفوس الجميع بداية من الأطفال وحتى كبار السن، موضحا أن كثيرا من المشاهد السينمائية كانت تحتوى على أبطال حريصين على اقتناء الكتب، وكان المشاهدون يحتذون بهم ويقلدوهم، أما في العصر الذي نحياه فأغلب الأدوار السينمائية تعمل على الانحطاط الفكرى، فضلًا عن التسبب في تدني الأخلاقيات.

الأعمال الروائية
وعلى الصعيد الآخر، قال عصام يوسف، الروائي، وصاحب كتاب "ربع جرام"، إن الفترة الراهنة تشهد إقبالا ملحوظا على القراءة، والإطلاع، وخاصة الكتب الروائية، مشيرًا إلى أن معرض الكتاب شهد إقبالا شديدا، خاصة على الروايات أكثر من الكتب العلمية، في إشارة إلى كتاب «ربع جرام» الذي طبع 42 مرة.
الجريدة الرسمية