رئيس التحرير
عصام كامل

جنيف (3).. متى تتوقف أمريكا عن دعم الإرهاب؟!


كلاكيت ثالث مرة المعارضة السورية المزعومة التي لا تمتلك من أمرها شيء تشد الرحال هذه المرة من الرياض مباشرة وليس من إسطنبول أو الدوحة كما حدث في المرات السابقة، وبأوامر من حكام آل سعود الذين يتلقون أوامرهم المباشرة أيضا من أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، فالسيد الأمريكى ما زال يمسك بأطراف الدمى ويلاعبها بين أصابعه ويوجهها لتقوم بما يريد مقابل حفنة من الدولارات وإقامة فاخرة في فنادق الخمس نجوم في كل عواصم العالم، دون أن تلتفت الدمى أن ما تتقاضاه من دولارات وما تنعم به من إقامة يتم على حساب تمزيق الوطن وعلى أشلاء جثث الأبرياء الذين يعانون ويلات الحرب الدائرة رحها بالداخل السورى منذ ما يقرب من خمسة أعوام.


وكما ذهبت هذه الدمى-التي يطلق عليها تجاوزا معارضة- إلى جنيف ( 1 ) ثم جنيف ( 2 ) دون قدرة على توحيد كلمتها لأنها لا تعبر عن موقف مبدئي تجاه الوطن بل تبحث عن مصالحها، وتتلقى تعليماتها ممن يدفع لها ويحتضنها في فنادق بلاده، وتدفع أيضا للجماعات الإرهابية التي تخوض الحرب على الأرض السورية، ولأنها لا تتعامل مع السيد الأمريكى مباشرة بل تتعامل مع ذيوله في إسطنبول أو الدوحة أو الرياض الذين يلقنونهم أن المطلوب منهم فقط هو إحداث ضجيج وصراخ وعويل والتمسك بكلمة واحدة هي ضرورة رحيل الرئيس الأسد الذي يشكل عقبة في طريق أحلام السيد الأمريكى وحليفه الصهيونى والذي يكشف بقاءه ووجوده مدى العمالة والخيانة التي تشكلها الرجعية العربية التي تنفذ دون وعى الأجندة الأمريكية الصهيونية التي تريد تقسيم المقسم وتفتيت المفتت داخل أمتنا العربية.

أما الجديد هذه المرة وفى جنيف (3) هو ذهاب الدمي للحوار دون وسطاء، فقد تم الاتفاق على أن يكون الحوار سورى، لكن هيهات أن يحدث ذلك فالوفد الرسمي الذي يترأسه أسد الدبلوماسية العربية السورية الدكتور بشار الجعفرى الذي هزم أمريكا وحلفاءها الغربيين في كل المعارك عبر السنوات الخمس الماضية من خلال موقعه كمندوب دائم لسورية بالأمم المتحدة واستطاع أن يفضحهم ويكشفهم أمام العالم أجمع هو الذي سيقود الحوار على مائدة المفاوضات وإذا كان الأسد قد استطاع التهام فريسته الأمريكية الثمينة فهل يعجز عن اتهام هذه الدمي، فالأسد الجعفرى يمثل موقف الدولة السورية الواضح منذ اللحظة الأولى فهو يدافع عن وطنه ضد التقسيم والتفتيت ويخوض الحرب ضد الجماعات الإرهابية التي تخوض الحرب على الأرض السورية بالوكالة..

في حين تأتى الدمي السورية– اسما– إلى جنيف لتدافع عن مصالح مموليها وهذه المرة تراجع موقفهم خطوة للوراء بعد أن تلقوا تعليمات بعدم الحديث عن رحيل الرئيس الأسد، حيث تم استبدال هذا المطلب بمطلب آخر هو ضرورة رحيل الحكومة السورية وتشكيل حكومة انتقالية برئاستهم قبل بدء المفاوضات، وبالطبع يثير هذا الحديث كثيرا من السخرية ذلك لأن من بين هذه الدمي من لم تطأ قدميه الأرض السورية منذ ميلاده ولا يعرف عنها شيء غير أنه يحمل جواز سفرها وفى نفس الوقت يطالب بحكم وطن لا يعلم عنه أي شيء ولا يعلم ماذا فعلت بأرضه وشعبه هذه الكائنات الإرهابية من تدمير وتشريد تنفيذا لتعليمات هذا السيد الأمريكى الذي يدير الحرب على سورية المقاومة والممانعة.

وبناء على ذلك فجنيف (3) مثلها مثل جنيف (1) وجنيف (2) لا يمكن أن تخرج بجديد لأن الدمى لا تمتلك من أمرها شيء كما لا يمتلك مموليها وممولى الإرهاب على الأرض السورية في إسطنبول والدوحة من أمرهم شيء أيضا، فالكرة أصبحت الآن في ملعب السيد الأمريكى وعليه أن ينزل لملاقاة الأسد مباشرة ودون وسطاء ودون دمى، فالرئيس الأسد أطلقها منذ اللحظة الأولى أنه لن يجلس ولن يتحدث مع الوسطاء والدمى بل سيجلس ويتحدث مباشرة مع السيد الذي يدير الحرب على سورية من وراء الستار..

كما أكد أيضا أنه على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات لكن دون أن يترك ساحة القتال فالمعركة مستمرة مع الإرهاب من خلال الجيش العربي السورى الذي يجفف منابع الإرهاب ويحصد يوميا مئات الأرواح من التكفيريين الذين آتوا إلى سورية من كل بقاع الأرض، ولولا نجاحات الجيش العربي السورى على الأرض ما كانت هناك مفاوضات، وما كانت هناك جنيف (1) أو (2) أو (3) أو (10)..

لكن على الولايات المتحدة أن تعلم أن كل هذه المفاوضات بواسطة الدمى لن تأتى بأى جديد، فقط تطيل أمد الحرب، وإذا كانت أمريكا بالفعل تريد إنهاء الأزمة فعليها أن تتوقف فورا عن دعم الجماعات الإرهابية على الأرض وتعطى أوامرها لذيولها في إسطنبول والدوحة والرياض بالتوقف فورا عن دعم وتمويل واحتضان الدمى، لقد أسدل الستار ولابد للسيد أن يصعد مباشرة فوق خشبة المسرح ليواجه الأسد وجها لوجه دون وسطاء أو دمى حتى تنتهى المعركة بشكل نهائي بعد أن نجح الجيش في حسمها على الأرض، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية