توليد كهرباء سد النهضة يهدد بتعطيش مصر.. تأخر إثيوبيا في مشروعات تصدير الكهرباء يثير قلق القاهرة.. 5 سنوات أقل مدة للتصدير.. مليار دولار عائدات أديس أبابا.. و«الري»: لا اتفاقيات حتى الآن
الغرض من وراء سد النهضة هو توليد الكهرباء، كلمات أكد عليها أكثر من مرة «زيناوي» رئيس الوزراء الأثيوبي السابق، وسار على نفس الدرب رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي«ديسالين»، فإثيوبيا التي تعتمد على مياه الأمطار لسد أكثر من 50% من احتياجاتها المائية لم تكن لتريد تخزين المياه.
وفق تلك الرؤية نصت اتفاقية المبادئ أن تكون هناك أسعار خاصة لمصر والسودان في استيراد تلك الكهرباء المولدة من السد وهو الأمر الذي وافقت عليه أديس أبابا.
موافقة مصر لم تكن فقط من أجل استيراد الكهرباء، ولكن لضمان وصول حصتها المائية أثناء بدء تشغيل السد، فلكي يتم مرور تلك المياه يجب تشغيل كافة توربينات السد، وهو ما يعني أنه في حالة عدم قدرة إثيوبيا على تصدير كل كهرباء السد ستكون هناك توربينات لا تعمل؛ مما يمنع مرور المياه إلى دولتي المصب «مصر والسودان»، وهو ما دفع القاهرة إلى اقتراح زيادة فتحات سد النهضة حتى يكون هناك فتحات بدون توربينات تسمح بمرور المياه وهو ما رفضه "ديسالين".
المشكلة التي بدأت إثارتها الآن هي أن تصدير الكهرباء يستلزم الكثير من المشروعات التي لم تبدأ فيها أديس أبابا رغم أن بدء توليد الكهرباء سيتم خلال الشهور الماضية.
5 سنوات على الأقل
الدكتور مغاوري شحاتة، مستشار وزير الري للمياه الجوفية، قال إن المتوقع توليد الكهرباء من سد النهضة 2017 وفقًا للدراسات الإثيوبية، وهو ما يعني عدم الاستفادة بشكل كامل من الطاقة الكهرومائية المولدة من سد النهضة في ظل عدم استعداد إثيوبيا فنيًا لتصدير الكهرباء.
وأضاف «شحاتة» في تصريحات خاصة لـ «فيتو» أن أديس أبابا ستحتاج إلى بيع الكهرباء في الأسواق الإقليمية خارج إثيوبيا، وهو ما يتطلب توقيع اتفاقيات لتجارة الطاقة، وبناء خطوط نقل لتوصيل الطاقة الكهرومائية من السد، مشيرًا إلى أن بناء خطوط نقل التيار الكهربائي المستمر إلى كينيا مثلًا يستغرق 3 سنوات، وإلى مصر والسودان 5 سنوات، وأن هناك دعما دوليا سيقدم لأديس أبابا من أجل توليد سرعة تصدير الكهرباء حتى يتم الاستفادة من السد.
فيما يرى الدكتور محمود أبوزيد، وزير الري الأسبق، أن عائدات الطاقة الكهرومائية من سد النهضة تصل إلى مليار دولار أمريكي سنويًا، مشيرًا إلى أن المتوقع هو بيع 15 جيجاوات ساعة من الكهرباء بقيمة 7 سنت أمريكي لكل كيلو وات وهو ما سيحدث طفرة اقتصادية في أديس أبابا.
وأضاف «أبوزيد» أن إثيوبيا قد تخطط للاستفادة من كهرباء السد في التصدير على أن تجد بدائل لأن تكفي الاستهلاك المحلي وهو أمر لا يمكن حدوثه خلال السنوات المقبلية، مشيرًا إلى أن التأخير في توليد السد سيكون مكلفًا، بجانب أن في حالة عدم تشغيل كافة التوربينات سيكون هناك عجز في الماء الواصل لمصر والسودان، وهو ما يستلزم استعداد إثيوبيا جدًا خلال العام الحالي.
وزارة الري
من ناحية أخرى قال الدكتور علاء ياسين، المتحدث الرسمي باسم سد النهضة، إنه لم يتم التفاوض حتى الآن بشأن كهرباء سد النهضة، ونتيجة لذلك لم يتم إنشاء خطوط نقل التيار الكهربائي حتى الآن.
وأضاف «ياسين» في تصريحات خاصة لـ «فيتو» أن من مصلحة إثيوبيا والسودان ومصر أن يتم التفاوض بشأن اتفاق لتجارة الطاقة في أقرب وقت ممكن حتى لو يتم بيع الطاقة في الوقت الحالي، حتى لا نتأثر بحصة المياه، مؤكدًا أن القاهرة تسعى في الوقت الحالي إلى إبرام تلك الاتفاقيات.