الساخرون تحت رحمة الدولة.. الكاريكاتير يدين إسلام جاويش.. وإيقاف برنامج باسم يوسف.. أزمة بين التليفزيون المصري و«MBC» بسبب «أبوحفيظة».. خبراء إعلام: الشعب المصري ساخر بطبعه
شهدت الفترة الأخيرة أزمة بين الساخرين والدولة، والتي تتمثل في عدم قدرة الدولة على التفرقة بين السخرية والإهانة، فضلًا عن عدم تقبل فن الإعلام الساخر الذي سرعان ما تنامى في كافة الدول الأوربية، لكنه أخفق في مصر.
وقادت السخرية بعض الفنانين إلى الحبس، كما حدث مع رسام الكاريكاتير إسلام جاويش صاحب صفحة الورقة، بتهمة إدارة موقع بدون ترخيص أو إغلاق البرنامج كما حدث مع الإعلامي الساخر باسم يوسف.
أكرم حسني
تعرض الإعلامي الكوميدي، أكرم حسني، الشهير بـ"أبو حفيظة"، لانتقاد شديد من قبل عدد من الإعلاميين، مطالبينه بالاعتذار بعد عرضه في حلقة من برنامجه "أسعد الله مساءكم"، على قناة "mbc مصر"، في أكتوبر الماضي، عدد من اللقطات الطريفة لبرامج متنوعة للتليفزيون المصري، باتت مادة للسخرية لعدد كبير من المتابعين.
وقال حسني: "البلد اللي فيها محافظة بتغرق كل سنة وفيها خط سكة حديد كامل يتسرق منطقي يكون ده التليفزيون بتعها.. لما يكون في كأس عالم وتلاقي بطولة أطلنطا 1996 يبقي أكيد بتتفرج على التليفزيون المصري".
وتسببت الحلقة في إثارة أزمة بين التليفزيون المصري والقناة، وأعلن عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون آنذاك، عن تقديمه شكوى ضد القناة، معتبرا أن ما جاء على الهواء في برنامج أبو حفيظة سخرية من التليفزيون المصري وتاريخه.
باسم يوسف
وفي واقعة أخرى، أمر النائب العام السابق المستشار هشام بركات، بالتحقيق مع مقدم برنامج «البرنامج» الساخر باسم يوسف ومدير قناة «إم بي سي مصر» التي تبث البرنامج بتهمة «إهانة القوات المسلحة والرئيس عدلي منصور ووزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي في ذلك الوقت، ما يهدد أمن البلاد واستقرارها»، في فبراير 2014م.
واضطر باسم يوسف إلى إيقاف البرنامج الساخر بسبب ضغوط سياسية قوية، مارستها بعض القيادات السياسية المصرية على مسئولى MBC السعودية، بعد الانتقاد اللاذع للحكومة والسخرية من بعض مقدمي البرنامج.
المصري ساخر
وفي هذا السياق يقول ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي إن الشعب المصري ساخر بطبعه، يحب السخرية ويتعلق بها ويقبلها، مشيرًا إلى أنه يقبل السخرية في مجمعه العام من أعدائه وخصومه، ولا يقبلها من حلفائه الذين يثق بهم.
المعايير الانتقائية
وقال عبد العزيز: "الأزمة الحقيقية بين الساخرين والشعب المصري فيما يطلق عليه المعايير الانتقائية في التعامل مع السخرية، مفسرًا أن تقييمها عند المصريين يتم على أساس الموقف الاجتماعي، وليس على أساس القدر الفني".
الأعداء وليس الذات
ونوه عبد العزيز إلى أن المصريين يقبلون السخرية على الاعداء وليس الذات، مستشهدًا بأن البرامج التي سخرت من الرئيس السابق محمد مرسي شهدت قبولا جماهيريا عريضا، في حين أن نفس البرامج تعرضت للهجوم الشديد بسبب السخرية من السيسي، كما هو الحال بقبولنا السخرية من إسرائيل، ورفضها إذا كانت موجهة لشيوخ من الأزهر.
وانتقد عدم التفريق بين السخرية والإهانة، قائلًا: "هناك فرق بين الشخص العمومي والشخصية الخاصة، لأن ما يجوز على الشخصية العمومية لا يجوز على الخاصة".
أزمة مجتمع
وقال هشام قاسم، الخبير الإعلامي، إن سبب الصراع بين الساخرين والمجتمع وجود مدرسة إدارية مختلفة لا تحمل فكرة النقد الساخر، وتنظر إلى من يسخر منها أنه تطاول عليها، في إشارة إلى أنه لابد لأي شخص تعرض للحياة العامة أن يتقبل فكرة السخرية.
الإهانة والسخرية
وفرق قاسم بين الإهانة والسخرية، قائلًا: "الإهانة تتماثل في سب شخص أم السخرية فهي انتقاد لأدائه فقط"، مؤكدًا
أنها لا تختلف من شخص لشخص فمعاييرها واحدة تطبق على الجميع.
الاعتراف العالمي
وعن مدي الاعتراف العالمي بالسخرية، أشار إلى أن المكتبات الموجودة في الدول الأجنبية بها قسم خاص للسخرية من الحاكم، مستشهدًا بأن صورة طلاب المدرسة في أمريكا عندما صنعوا قرنان لأوباما عند تصوريرهم معه، وانتشرت الصورة في مواقع التواصل، واعتبرها النظام شقاوة وسخرية أطفال، ولم يتم توجهها في مجال الإهانة.