أبو زيد: سد النهضة يتحكم في 68% من حصة مصر والسودان
أكد الدكتور خالد أبو زيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوربا "سيداري"، أن نصيب الفرد بمصر من الموارد المائية المتجددة في تناقص مستمر، مضيفًا أنه بلغ عام 1950 نحو 2500 متر مكعب بينما اليوم 650 متر مكعب، مشيرًا إلى أن مصر المصدر الرئيسي للمياه في مصر هو نهر النيل.
وأضاف "أبو زيد" خلال الندوة التي عقدتها جمعية رجال الأعمال المصريين تحت عنوان المخاطر المائية وفرص الاستثمار، اليوم الأحد، أن حد الفقر المالي هو 1000 متر مكعب للفرد، موضحًا أن استخدمات هذا الحد تدخل في الصناعة والزراعة والمنزلية، وهذا الحد مطلوب كي تكون الدولة مكتفية ذاتيًا، بينما وصلت مصر لما دون حد الفقر المائي.
وأوضح أن دول حوض البالغ عددها 11 دولة لديها غناء بالأمطار طوال العام بما فيهم جنوب السودان، بينما تفتقر مصر والسودان لهذه الامطار، مشيرًا إلى أن حجم الأمطار المتساقطة بدول الحوض تبلغ سنويًا نحو 7 آلاف مليار متر مكعب، فيما يبلغ نصيب الحوض ذاته 1660 مليار متر مكعب يساعدوا على جريان نهر النيل.
وأردف أن دول حوض النيل تنظر إلى نصيب مصر والسودان البالغ 74 مليار متر مكعب بينما تتجاهل الكميات الهائلة التي تسقط على الحوض نفسه إذ لاتمثل هذه الحصة سوى 3% من الأمطار المتساقطة بالحوض بخلاف باقي الكميات المتساقطة داخل هذه الدول، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تمتلك 14 حوض نهري منهم نهر النيل ويسقط عليها 420 مليار متر مكعب من الأمطار سنويا فيما يسقط بجنوب السودان نحو 600 مليار مترمكعب.
وأشار إلى أن سد النهضة المبني على النيل الأزرق يبلغ حجم تصرفه 50 مليار متر مكعب تمثل 68% من حصة مصر والسودان نظرًا لكونه أكبر رافد من روافد نهر النيل، موضحًا أن 85% من مياه مصر تأتي من الهضبة الإثيوبية و15% من الاستوائية.
وحول الإدعاءات بأن مصر تستخدم كل مياه النيل، أكد أن هناك زراعات بالفعل قائمة على النيل الأزرق داخل حوض نهر النيل وهو ما يعني أنها تستمد المياه من الأمطار المتساقطة على حوض النيل، كما أن هناك عمليات تنمية زراعية في السودان وإثيوبيا ودول أخرى إضافة للتنمية العمرانية والسكنية بمحيط الحوض.
وأضاف أن دول الحوض ومنها إثيوبيا وجنوب السودان تمتلك كثير من المساحات الخضراء التي تستهلك كثير من المياه، موضحًا أن الزراعات المطرية بإثيوبيا تستخدم 49 مليار متر مكعب من المياه أي ما يساوي حصة مصر إضافة إلى 152 مليار متر مكعب لمساحات المراعي و24 مليار متر مكعب للغابات، بينما مصر لا تستهلك مياه في مثل هذه الأراضي نظرًا لكونها لا تملك تلك الأنواع من الزراعات، لافتًا إلى أن اديس أبابا تمتلك أكثر عدد رءوس حيوانات على مستوى أفريقيا يفوق عدد سكانها المحليين.
وقال إن إثيوبيا سبق وتشاورت مع مصر قبل بناء سد تكيزي في السابق بخلاف ما حدث مع سد النهضة، وإثيوبيا نفسها لم تلتزم حتى ببنود اتفاقية عنتيبي التي لم توقعها مصر، مشيرًا إلى أن نحو 207 مليون طن من الطمي سيتم اعتراضها سنويا بوجود سد النهضة وهو ما يهدد سلامة السد مستقبلا، كما أن هذه الكمية الكبيرة ربما تتسبب في تحول مسار النهر إلا أن ذلك يظل حتمالا بحاجة لدراسة.
ونوه إلى إثيوبيا تعمل على بناء سد مساعد لتبلغ السعة التخزينية الكاملة لسد النهضة 74 مليار متر مكعب أي ما يساوي حصة مصر والسودان من مياه النيل، مشيرًا إلى أن عجز الكهرباء في إثيوبيا يصل 86% وهو ما يثير الشكوك حول ما أشاعوه بأنهم سيقوموا ببيع الكهرباء المولدة من السد.
وحو الآثار المترتبة على بناء السد أوضح أبوزيد أن عملية التخزين الأول لبحيرة السد ستبلغ 14.8 مليار مترمكعب وهذا الحجم سيتم استقطاعه من التخزين الإستراتيجي في بحيرة السد العالي على مدى سنوات الملأ ويتركز العبء على مصر في مرحلة التخزين الأول، إضافة إلى انخفاض الطاقة المولدة من السد العالي بنسب تصل إلى 40% نتيجة تشغيل السد على مناسيب أقل.
وأستطرد أن ملأ البحيرة يحتاج لتسرب المياه وتشبع تربة بحيرة سد النهضة جيدًا وهو ما يطيل فترة الإمتلأ، وسيكون هناك مشكلة حقيقية إذا ما قررت إثيوبيا سحب مياه البحيرة لاغراض استهلاكية أخرى وليست استخدامية كتوليد الكهرباء وهو ما يؤثر بدوره على نصيب مصر والسودان دون شك.