وداعًا المعجزة !
عرفت الشاشة العربية في أفلامها أكثر من طفل يشاركون في أعمال مهمة منهم أحمد فرحات وأشهر أدواره كانت في "سر طاقية الإخفاء" مع عبد المنعم إبراهيم وكذلك الطفل أحمد يحيي-المخرج الكبير فيما بعد- وأشهر أدواره كان الأخ الطفل في فيلم "حكاية حب" مع عبد الحليم حافظ ومريم فخر الدين والطفل وقتها سليمان الجندي ابن وحش الشاشة فريد شوقي في فيلم "رصيف نمرة 5 " مع فريد شوقي وكذلك وجدي العربي وأشهر أعماله الابن الطفل في ثلاثية نجيب محفوظ وشاهدنا عفاريت الشاشة مع عمرو دياب ومديحة كامل وأشهرهم هديل التي اختطفتها الكتعة أو نعيمة الصغير وعرفنا مدحت جمال ودينا عبدالله أبطال فيلم الحفيد وكذلك عمرو سهم بطل مسلسل "أوراق الورد" مع وردة هو ومدحت جمال أيضًا ثم بطلا في الباطنية مع نادية الجندي..
كما عرفنا نيللي ولبلبة أطفالًا مع المخرج الكبير محمود ذو الفقار وعرفنا ممدوح عبد العليم طفلا في "وليد وراندا في الفضاء" وشاهدنا رانيا عاطف في "هالة حبيبتي" مع فؤاد المهندس وشاهدنا إكرام عزو وأشهر أعمالها طبعا الطفل في "عائلة زيزي" مع سعاد حسني وأحمد رمزي وعقيلة راتب وشاهدنا إيمان ذو الفقار في فيلم "ملاك وشيطان" التي اختطفها رشدي أباظة وتضامنت معها نجوى فؤاد وغيرهم وغيرهم.. وجميعهم مواهب مهمة ولافتة، لكن نتوقف ويجب أن نتوقف عند المعجزة الحقيقية فيروز..
فلم تكن مجرد طفلة مطلوبة لفيلم سينمائي إنما كان العكس هو الصحيح فمن أجل موهبتها صنعت عدة أفلام.. كانت موهبة غير عادية في التمثيل والغناء والاستعراض والتقليد وبشكل لم يسبق له مثيل ولم نر مثله حتى الآن.. وبعض تفاصيل الأداء يؤكد أن المخرج لم يبذل مجهودًا كبيرًا في تحريكها خصوصًا أن بصمتها على أعمالها تؤكد ذلك.. فما تضيفه على أدوارها وعدم الاكتفاء بالنص المكتوب ولا المشهد المطلوب أداؤه إنما تضيف إلى أدوارها أبعادا وأبعادا من حركات الأيدي والعيون والشفاه، بما يعطي لأدوارها بعدًا آخر يؤكد مصداقية العمل وموهبة بطلته الطفلة الصغيرة المعجزة بإحساس لا يمكن أن نتخيله ممن في هذه السن حتى أن نتخيل أنها شيطانة صغيرة تتمثل في طفلة!
رحلت فيروز.. وقد اختارت الابتعاد عن الأضواء تمامًا وارتضت أن تبقى ذكرى جميلة تركت أثرها وبقوة في تاريخ سينما كبيرة هي السينما العربية.. وستبقى طويلا في ذاكرة الشاشة وفي ذاكرة مشاهديها ومتابعيها إلى أن يشاء الله أن تبقى..
أمس سقطت زهرة جميلة من بستان جميل.. أمس رحلت المعجزة !