القتل باسم النائب العام
فى زمن الفتوات وعصر الغابة يردد المرء حقى بدراعى وما حدث فى الغربية لم يكن قتل لصيْن بهذه الطريقة البشعة حقا، ولن يكون قتل الناس حتى لو كانوا لصوصا حقا ولن تكون القوة البدنية هى صاحبة القول الفصل إلا إذا استمر الإخوان فى مواضعهم من الحكم.
والحقيقة أن المتورطين فى قتل هذين المتهمين أوسع من دائرة هؤلاء الذين أمسكوا بأحجار ليقذفوها عليهما حتى الموت ثم تعليق الجثتين فى مشهد لم نره فى العصور الحجرية، ورأيناه فى عصر محمد مرسى الذى دعا الناس لتقتيل بعضهم بعضا.
أحد المتورطين هو نائب مرسى الخاص المستشار طلعت عبد الله فقد كان أول من ألقى أحجارا على المتهمين وسيكون هو المتهم الرئيسى فى كل حادث من هذا النوع فالناس صدقوا أن من حقهم القبض على بعضهم البعض وزادوا الطين بلة بأن اعتبروا أنفسهم قضاة فقبضوا على المتهمين وأدانوهما وأصدروا عليهما حكما بالإعدام.
المتورط الثانى فى جريمة القتل هو محمد مرسى رئيس مصر السابق فقد أوحى للناس بأن من حقهم معاقبة المجرمين والمجرم هنا هو لفظ غير محدد المعنى، بل إن الرئيس السابق تورط بأن قال صراحة: إن على الناس أن يقوموا بما لا تقوم به أجهزة الدولة، وبالتالى فقد المواطن إحساسه بالانتماء إلى مجتمع تطور منذ نظرية الحاكم الإله ليعود مرة أخرى عصر القوة فمن يمتلك تلك القوة يصبح دولة وحده.
هل تذكرون عزت حنفى صاحب دولة النخيلة؟ فى مصر الآن يمكنك إنشاء نخيلة وإقامة سجون ومقصلة للإعدام ويمكنك أيضا أن تلقى القبض على النائب الخاص، وأيضا يمكنك القبض على الرئيس السابق محمد مرسى ومن حقك أن تعلقه كالذبيحة وتصوره؛ لكى يراه الناس وهو جثة هامدة والتهم جاهزة، فإذا كان متهما سمنود قد سرقا «توك توك» فإن مرسى سارق وطن نظن أن حجمه أكبر بكثير من التوك توك.