رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الموسيقار سليم سحاب صاحب فكرة «كورال أطفال الشوارع» لـ«فيتو»: أتمنى الوصول بـ «أولاد مصر» للعالمية

الموسيقار سليم سحاب
الموسيقار سليم سحاب

"فنان عاشق سارح في الملكوت".. جملة بسيطة تلخص سيرة ومسيرة المايسترو العالمى سليم سحاب فحبه وعشقه للموسيقى أوصله للعالمية بسرعة الصاروخ، حتى أصبح علامة مسجلة في تاريخ الأوبرا المصرية.

ولد سليم سحاب في فلسطين عام 1941، ودرس الموسيقى في معاهد روسيا العريقة حيث حصل على دبلوم قيادة أوركسترا سيمفونى من معهد تشيكوفسكى الشهير وأسس فرقا عديدة في لبنان للكبار والصغار قبل أن يوظّف عقله الموسيقى وقلبه لخدمة الفرقة القومية للموسيقى العربية التي أسسها ويشرف عليها في القاهرة.

ووسط نجاحه وانشغاله بحفلاته في مختلف بلدان العالم، كان يراوده حلم جميل من آن لآخر وهو إنشاء أوركسترا خاصة من أطفال دور الأيتام والأطفال الذين لم ينالوا حقهم في الحياة، وبالفعل حينما حانت الفرصة لتشكيل تلك الأوركسترا لم يتوان لحظة واحدة في البحث عن الأطفال ذوى المواهب ليكونوا لوحة فنية غاية في الروعة، ولسان حاله يردد "نفسى أصل بهم للعالمية".
"فيتو" حاورت المايسترو سليم سحاب عن تجربته في تشكيل أوركسترا "أولاد مصر" وعن الصعوبات التي واجهته خلال تشكيل الفرقة.

> بداية كيف جاءت لك فكرة "كورال أطفال الشوارع"؟
أولًا- أنا متحفظ جدًا جدًا على كلمة أطفال الشوارع فهم أطفال دور رعاية وليسوا أطفال شوارع، ولكنهم حرموا من الفرصة التي أعطيت لغيرهم فأنا دائمًا أفكر في أن الدكتور أحمد زويل إذا لم تأته الفرصة لكى يتعلم كان من الممكن أن يكون مثلهم، فأنا طوال عمرى يحز في نفسى أن أرى هؤلاء الأطفال المساكين في الشوارع يبيعون المناديل أواللبان ويسرحون في الشوارع لكى يقتاتوا الفتات ليسدوا جوعهم به، فكنت طول الوقت مشغولًا بهؤلاء الأطفال وحالهم وكيفية مساعدتهم إلى أن ذهبت إلى عمان لإحياء حفل هناك في عام 2007 وتحدثت مع صديقى الدكتور عصام الملاح وهو المسئول عن البرامج الموسيقية في أوبرا عمان وحكى لى عن فرقة متميزة جدًا " كسرت الدنيا " والفرقة كانت عبارة عن أوكسترا من فنزويلا مكونة من أطفال الشوارع. وبالفعل لمعت الفكرة في ذهنى وكأنى وجدت حلمى ومشروعى الكبير بمصر ولم أكذب خبرًا ففور رجوعى لمصر أجريت اتصالاتى بالعديد من الأصدقاء والصحفيين لرعاية الأيتام والأطفال والذين يتراوح عمرهم مابين 6 سنوات وحتى عشرة، وبالفعل تحمست جدًا للفكرة، وقمنا بعمل جولة للعديد من دور الرعاية لاختيار الأطفال الذين سيشكلون الأوركسترا، وجمعنا نحو 60 طفلا وأقمنا معسكرا للأطفال بدار الفسطاط لمدة عشرة أيام وكانت مدة التدريب تتجاوز الـ«٦» ساعات يوميًا ودربناهم على أكثر من 20 أغنية.

> ما الصعوبات التي واجهتها أثناء تشكيل الكورال؟
في الحقيقة من أهم الصعوبات التي واجهتنا في البداية هي كانت الدعم المادى للكورال، فكرنا في وزارة الشباب لكى تتعاون معنا في تحقيق ذلك الحلم حيث إن الأطفال في سن المراهقة وعلى أبواب الشباب، وتحمس الوزير خالد عبدالعزيز للفكرة وقال لى عايز إيه للأطفال؟ فجاوبته فورًا " أنا عايز أطولهم السما"، فرد عليا الوزير فورًا وقال للموظفين الحاضرين اللقاء "شايفين هنبدأ منين هنبدأ من السما".
وسألنى متى تكون جاهزا لإحياء حفل فجاوبته فورًا غدًا، فالكورال جاهز والأطفال مستعدون، لا نحتاج إلا لبعض الماديات لتحقيق حلمنا، كما دخل على نفس الخط الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى وتحمست جدًا وأبرمت معنا بروتوكولات تعاون، كما أبرم الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة عدة بروتوكولات معنا واتفقنا على كورال أطفال مصر سينظم كل شهر حفل على مسرح الجامعة وبداية الأطفال كان على مسرح جامعة القاهرة لمدة سنة كاملة، كما تواصلنا مع فنانين عرب كهانى شاكر وسمير صبرى ومدحت صالح، لدعم الأطفال معنويًا حيث إنهم يشعرون بقيمتهم حينما يقفون بجانب المطربين الكبار.
ولكن الآن يتواصل معى الفنانون من الوطن العربى لكى يحيوا حفلًا مع كورال أطفال مصر، مجانا، آخرهم المطربة أحلام التي أصرت على أحياء حفل مع الكورال وأعلنت تبرعها بإنشاء مدينة للأطفال بعنوان مدينة " الأحلام"، لكى يسهل جمعهم في مكان واحد ورعايتهم بشكل صحيح، كما تبرعت مؤسسة البابطين الكويتية بمبلغ مليون جنيه لصالح الكورال.

> ما آخر المشروعات التي تقدمها مؤسسة سليم سحاب للمبدع العربى؟
لقد قمت بزيارة عدة محافظات وأجريت اختبارات للعشرات من أطفال دور الرعاية ولكن للأسف الشديد واجهت صعوبة شديدة في جمعهم كل أسبوع لحضور البروفات حيث إنها مرهقة عليهم بدنيًا وماديًا، مما جعلنى اضطر بالالتزام بأطفال دور الرعاية بالقاهرة فقط لحين إنشاء مدينة الأحلام. وحضر لمكتبى مؤخرًا أسر من سكان المقابر يريدون أن ينضم أولادهم للكورال خوفًا منهم على أولادهم من المجتمع الذي يعيشون فيه، ولكنى رفضت أن أستلم أي طفل دون مخاطبة وزارة التضامن الاجتماعى بخصوصهم.

> هل وجدت تفاعلا مع الأطفال منذ البداية؟
واجهتنى صعوبات عديدة في البداية بخصوص الأطفال حيث إنهم لم يكونوا يفقهوا شيئًا عن الغناء، مما اضطرنى للبدء معهم من نقطة الصفر واتبعت معهم نفس الطرق التي تعلمت بها الفن ومع ذلك لم أجد نتيجة فورية، إلى أن وصلت لمرحلة شديدة من اليأس.
ولكنى استجمعت قواى بعد ذلك وقلت لنفسي: إن أنا الذي سأتحداهم ولن يتحدونى هم، فعكفت على المثابرة والمعافرة معهم وابتكرت طريقة جديدة مبسطة لتعليم الأطفال الغناء حتى استوعبوا أساسيات الفن.

> كيف ساعدتك وزارة التضامن الاجتماعى بمشروعك؟
رحبت الدكتورة غادة والى بفكرة المشروع جدًا وكلفت طاقمًا مخصصًا بمباشرة أعمال واحتياجات الفرقة فورًا، فبمجرد أن نراسلها بأن هناك طفلا في مكان ما نريد أن نضمه للكورال ترسل الطاقم فورًا لإحضار الطفل.

> كيف كان شعور الأطفال وهم يغنون في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة؟
كانوا مبسوطين للغاية بتلك المبادرة، وأرجع للأطفال ثقتهم بأنفسهم فهم يغنون أمام رئيس الجمهورية وأمام عدد كبير من الوزراء وغيرهم.

> كم تبلغ تكلفة الطفل لتحويله من طفل يعانى التشرد إلى طفل فنان؟ وهل يتلقى الكورال إسهامات مادية أو عينية من مؤسسات معينة؟
لا أعرف ميزانية تحويل طفل يعانى التشرد لطفل فنان تقدر بكام فأنا وكل ما يهمنا أن كل ما أطلبه للأطفال من وزارتى التضامن الاجتماعى والشباب يتم توفيره فورًا، بالإضافة إلى دعم الدكتور خالد الطوخى رئيس مجلس إدارة جامعة مصر لكورال مصر حيث إنه وفر للأطفال أماكن لتدريبهم وإمكانية تطبيبهم داخل مستشفى سعاد كفافى التابع للجامعة كما ينتسب الأطفال فور تخرجهم لجامعة مصر لاستكمال دراستهم بالمجان، كما انتسب أحد أبنائنا بالكورال لمعهد الموسيقى العربية فور تخرجه.
الجريدة الرسمية