كاتب سعودي: الجهل انتشر في المنطقة ومصر كانت مليئة بعمالقة الأدب
انتقد الكاتب السعودي تركي بن عبدالله السديري، الواقع العربي المتردي على المستوى الثقافي وانتشار الجهل والتطرف الذي شوه صورة الإسلام وواقع المنطقة.
وفي مقال له نُشر بصحيفة «الرياض» السعودية، جاء تحت تحت عنوان «في العالم العربي.. إيجابيات لم تتواصل»، ذكَّر "السديري" بماضي العالم العربي الذي اعتبره أفضل من حاضره.
وأكد أن معظم دول العالم الثالث انطلقت من ضعف واقع ماضيها، في حدود الستين عامًا الماضية تقريبًاـ إلى الاتجاه نحو مزيد من الانفتاح.. وأمامنا في تلك الانطلاقة مجموعة من دول العالم العربي آنذاك في مقدمتها مصر الأكثر حداثة، ثم العراق والشام ولبنان والمغرب العربي..
وأضاف: "في مصر بدأ نجيب محفوظ الكتابة منذ بداية الأربعينيات الميلادية، وكانت أولى رواياته «عبث الأقدار» ثم «رادوبيس»، حيث كانت روايات تخيّلية عن زمن الفراعنة.. ثم تطور بعد ذلك في رواياته، رغم أنه توقف لسنوات، حيث عمل كاتبًا سينمائيًّا (سيناريست) بعد أن اكتشف موهبته وزير الثقافة السابق ثروت عكاشة، وهو شخصية مثقفة ونشيطة، حيث تبنى بدايات نجيب محفوظ عبر مؤسسة السينما المصرية، في وقت كانت مصر تمتلئ بالأدباء والكتّاب الكبار.
ولفت "السديري" إلى أنه كان من أبرز كتّاب تلك الفترة يوسف إدريس الذي اشتهر بجرأة كتاباته، وإحسان عبدالقدوس الذي كانت المرأة قضيته الأدبية، ويوسف السباعي صاحب النهايات الحزينة، لكن نجيب محفوظ كان يختلف عنهم بسلاسة أسلوبه حين يأخذك معه إلى وصف المكان والناس في ملبسهم وملمحهم وأسلوبهم.. والأهم تعمّقه في تعقّد الشخصيات وتضاربها واختلافها؛ حتى ترى المجتمع كلوحة فنية متجانسة عبره.. ولذلك أُعجب به العالم، وزاره الكاتب الأمريكي آرثر ميلر، ثم فاز بجائزة نوبل للآداب، واعترف نجيب محفوظ بأن فوزه كان نتاج بيئة تعليمية وثقافية عالية عاصرها في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
وأنهى الكاتب السعودي مقاله بقوله: "فعلًا، كانت النخبة المتعلمة في العالم العربي في تلك الفترة لا تقل عن نظيرتها الأوربية من تعليم وصحافة ومسرح وسينما".