رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب وراء الانشقاقات في صفوف «داعش».. «مرصد الأزهر»: الاقتتال الداخلى على رأس القائمة.. الوحشية ضد السنة تفزع المجندين.. المهام القتالية للجدد مملة.. وتدنى مستوى المعيشة وفساد ا

تنظيم داعش -صورة
تنظيم داعش -صورة ارشيفية

أصدر مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، تقريرا فند فيه أسباب الانشقاقات التي تحدث في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابى، مستعينا ببعض الروايات التي سردها العائدون إلى بلادهم خلال فترة وجودهم داخل التنظيم.


الاقتتال الداخلى
وقال المرصد في تقريره، إن السبب الأول، هو الاقتتال الداخلي، حيث إن من أهم الانتقادات التي أوردها المنشقون كانت انخراط داعش في معارك ضد جماعات المعارضة السنّية، فبينما ترى قيادة تنظيم داعش أن الجيش السوري الحر وأحرار الشام وجبهة النصرة أعداءً وأنها خاضت معارك شرسة ضدهم، فإن بعضًا من صغار أتباع التنظيم أقل عدائية لهذه المجموعات، ويرى كثير من المنشقين أن القتال مع الجماعات السنّية الأخرى أمر خاطئ، وله أثر سلبي ولا يصح شرعًا، ويرى كثير منهم أن الاقتتال الداخلي فتنة.

الوحشية ضد المسلمين السنّة
وأوضح المرصد أن السبب الثاني، هو الوحشية ضد المسلمين السنّة، حيث تتناول رواية منشق آخر وحشية داعش المتمثلة في عمليات القتل المروعة للمدنيين الأبرياء، وقد أفادت شهاداتهم أن العمليات العسكرية التي لم تكن تأبه بالأضرار المصاحبة قد أودت بحياة العديد من النساء والأطفال، كما ذكروا أيضا القتل العشوائي للرهائن، والمعاملة السيئة الممنهجة لأهالي القرى، وإعدام القادة العسكريين لمقاتلين في التنظيم.

فساد السلوك
ولفت إلى أن السبب الثالث، هو فساد وسلوك غير إسلامي، حيث رأى المنشقون عن التنظيم أن الفساد بداخله ممنهج وله مظاهر عديدة، وأنه يرتبط -تحديدا- بقادة التنظيم وأمرائه الذين يعقدون صفقات بترولية وتجارية مع من يدعون أن قتالهم أهداف رئيسية للتنظيم، ليس هذا فحسب، فقد لاحظ بعض المنشقين أن هؤلاء القادة يتعاملون بعنصرية واستعلاء مع أعضاء التنظيم ويفضلون المقاتلين الغربيين على السوريين والعرب، حتى إن أحد المنشقين وصف قيادات التنظيم بـأنهم (ليسوا سوى عصابة من المرتزقة).
ونوه مرصد الأزهر، إلى بعض المقاتلين اعتبروا هذا السلوك ظلمًا وأنانيةً، فضلا عن تعارضه مع "مُثل الجماعة وأخلاقياتها"، بل مخالفته لتعاليم الإسلام، وهكذا لم يجد هؤلاء الشباب المجتمع الإسلامي المثالي الذي وعدهم التنظيم به، وبالرغم من أن العديد منهم كانوا على استعداد لتحمل مشاق الحرب، إلا أنهم لم يتحملوا الظلم وعدم المساواة والعنصرية التي اتسم بها سلوك قادة داعش فقرروا الانشقاق والهروب إلى وطنهم.

روايات العائدين
وأوضح، أنه في هذا الإطار أثبتت دراسة كانت قد أعدتها مجلة دراسات السلام Journal of Peace Research حول بعض العائدين من داعش أن السبب الرئيسي لانفصالهم عن التنظيم هو أنهم صدموا بمعرفة حقيقة قادة التنظيم.

مستوى المعيشة
وتابع المرصد، السبب الرابع وهو مستوى المعيشة، حيث أظهر عدد كبير من المنشقين عن الجماعة -خاصة ممن انضموا لأسباب مادية- استياءهم واعتراضهم على ظروف المعيشة القاسية ونوعية الحياة داخل التنظيم، حيث أدرك هؤلاء بعد انضمامهم للتنظيم الإرهابي أنهم لن يحصلوا على الرفاهية والسيارات التي وُعدوا بها، ويبدو أن المقاتلين الغربيين -على وجه الخصوص- قد واجهوا صعوبات معيشية عديدة، منها انقطاع الكهرباء ونقص السلع الأساسية، علما بأنه لم يعترف سوى عدد قليل منهم بأن هذا هو سبب انشقاقهم.

خبرة المنشقين
وأردف، أن مظهرا آخر له صلة بهذا السبب وهو خبرة المنشقين بالقتال، والتي فشلت في كثير من الأحيان في تلبية ما توقعوه من تحقيق بطولات يتفاخرون بها، فأحد هؤلاء أشار إلى مهامه داخل التنظيم بأنها "مملة".

وأوضح المرصد، أنه رأى أن حالات الانشقاق في صفوف داعش لا تقتصر فقط على العدد المذكور في هذا التقرير بل يتعدى ذلك بكثير، خاصة على مستوى الكفر بأفكار داعش، فكثير من المنضمين لداعش يرغبون في العودة إلى أوطانهم بعد أن خاب أملهم في التنظيم المتطرف، لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك بسبب تخوفهم من أمرين رئيسين: أولهما، إقدام داعش على قتلهم بتهمة الخيانة إذا علمت برغبتهم في الانشقاق والعودة إلى أوطانهم. وهذا بالفعل ما حدث مع الملاكم التايلاندي الألماني فاديلت جاشي الذي انضم للتنظيم في أكتوبر 2014، وفي يونيو 2015 قرر التنظيم الإرهابي إعدامه، بعد علمهم رغبته بالهروب وإعلانه عن ذلك لأحد السياسيين الألمان على فيس بوك.

الحبس والتنكيل
وذكر أن الأمر الثاني الذي يتخوفون منه هو التحقيق معهم حال عودتهم إلى أوطانهم وتعرضهم للسجن بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، وهو ما حدث بالفعل لجل أصدقائهم الذين قرروا العودة فوجدوا السلطات الأمنية في انتظارهم لإلقاء القبض عليهم واعتقالهم.
الجريدة الرسمية