رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب وراء تراجع أسعار الذهب الأسود في السوق العالمية.. ركود الطلب في الدول الصناعية.. طفرة استخراج النفط الصخري في أمريكا.. ومنافسة شرسة للسعودية للإبقاء على معدلات الإنتاج

فيتو

انخفض سعر البترول مطلع عام 2016 بمستوى قياسي كبير، لعدة أسباب، يتصدرها وجود كميات هائلة من النفط بالأسواق العالمية، الخبراء يعتقدون أن سوق النفط ستعمل من تلقاء نفسها على تصحيح هذا التوجه.

داخل مقر بورصة المواد الخام بنيويورك، تواجد جيفري جروسمان، الذي يبدو منشغلا جدا، وهو يرد على الهاتف الذي يرن باستمرار، ويقول جروسمان: "النفط كان دوما تجارة صعبة"، ملاحظا أن الأمر يختلف هذه المرة.

انخفاض سعر النفط
في الأيام الأولى لعام 2016 انخفض سعر النفط في بعض الأحيان إلى ما تحت 30 دولارا للبرميل، في حين يباع لتر من الحليب في بورصة المواد الخام بشيكاغو بضعفي سعر اللتر الواحد من النفط، وهذه خسارة كبيرة في القيمة لم يكن يتوقعها أحد، فحتى متعاملون محنكون مثل جيفري فوجئوا بذلك، بحيث إن وتيرة التحول كانت سريعة وقوية في اتجاه الأسفل.

أسباب الخلل
أسباب انعدام التوازن في السوق العالمية مختلفة، فالطلب راكد حتى في الدول الصناعية مثل الصين حديثا، وأمريكا غطت حاجياتها من خلال الزيادة في استخراج النفط الصخري، ولم تصبح مجبرة على الاستيراد.

كما أن الاستهلاك العالمي للنفط سيرتفع بشكل باهت هذه السنة مقارنة مع عام 2015، أي بمعدل 1.3 في المائة مقابل 1.7 في المائة في السنة الماضية، كما توقعت وكالة الطاقة الدولية.

النفط الصخري
وحتى طفرة استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، تلعب دورا في هذا الإطار، لأن هذا الأسلوب السائر في التطور يسمح باستغلال حقول، قيل قبل سنوات إنه من الصعب الوصول إليها، كما أن تقنية استخراج النفط الصخري ما تزال مكلفة، إلا أن تلك التكلفة تتقلص باستمرار.

وفي الوقت نفسه، تشتد المنافسة، فالنفط الصخري يمكن أن يساهم في أن تبقى أمريكا قادرة على المنافسة، كما يعتقد مارك ميلس من معهد مانهاتن.

منافسة شديدة
ويعود اشتداد المنافسة إلى العربية السعودية التي تزخر بثاني أكبر موارد نفطية في العالم، حيث إنها تغرق السوق العالمية بالنفط، وتنهج الرياض هذه السياسة أولا من أجل مواجهة تقنية النفط الصخري، وثانيا من أجل عرقلة دخول إيران للسوق النفطية. وقد عرضت إيران خلال هذه السنة الجارية بين 300 ألف و600 ألف برميل يوميا على الأسواق.

إمكانيات العائدات
ومع انخفاض السعر تتقلص إمكانيات العائدات، فشركة بي بي البريطانية تتوقع خسارات بملايير الدولارات والنتيجة هي تسريح الآلاف من العاملين في هذا القطاع. فخلال الثمانية عشر شهرا الماضية فقد نحو 250 ألف عامل في صناعة النفط أماكن عملهم، والعديد من الولايات الأمريكية مثل تكساس ولويزيانا وألاسكا تأثرت بتراجع سعر النفط، لأن تمويلها يتم بشكل كبير من خلال عائدات الضرائب على المتجارة بالنفط.

حسابات السعوديين
يمكن وقف تراجع سعر النفط من خلال التقليص من كميات استخراجه، لكن الكثيرين يستبعدون لجوء العربية السعودية لهذا التوجه، فالسعوديون سيدافعون عن حصصهم في سوق النفط أمام إيران، كما يرى خبراء في أمريكا وأوربا.

لكن أنتوان هالف من جامعة كولومبيا بنيويورك لا يعتقد أن تكون هناك استراتيجية وراء النهج السعودي، ويقول: "قرارهم بيع مزيد من النفط أمر عقلاني"، موضحا أنه إذا انخفض السعر وجب زيادة الإنتاج للحصول على نفس الأرباح حتى ولو زاد السعر انخفاضا.

وفي هذا السياق سبق لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن صرح في مقابلة مع سي إن إن الأمريكية: "ما نعايشه حاليا هو العمل على إحداث توازن في الأسواق وأسعارها".

إستراتيجية سياسية
وكيفما كان ذلك يعبر عن إستراتيجية سياسية أو عن هدف من أجل البحث عن توازن في سوق النفط، فالنتيجة واحدة، فجهات المنافسة الصغيرة سيتم إبعادها عن السوق.

ويعتقد البعض أن السوق ستصحح نفسها على المدى الطويل، فالعربية السعودية تتأثر مثل دول أوبك الأخرى بالأسعار المنخفضة.

ويعتقد الخبراء أن تدني الأسعار وصل الآن إلى حده الأقصى، والتوجه يسير حاليا باتجاه ارتفاع جديد للأسعار ولو بزيادة بعض الدولارات، وسعر النفط الحالي يؤكد هذا التوجه، فيوم الخميس قبل الماضي، شهد ارتفاع سعره لأول مرة في هذا العام، ليتجاوز مستوى 30 دولارا للبرميل الواحد.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية