رئيس التحرير
عصام كامل

« الكنيسة القبطية بالمنيا» في بيان المكاشفة: نحترم المتألمين لعدم الصلاة على المتوفى الرسولي.. نحافظ على الإيمان القويم ولولاه لانقرضت الأرثوذكسية..عرضنا المكان للصلاة على المتوفاة دون كاهن

الكنيسة القبطية بالمنيا
الكنيسة القبطية بالمنيا

أصدر المجلس الإكليريكي بإيبارشية المنيا وأبوقرقاص، بيانا توضيحيا بشأن ماحدث بقرية إتليدم، من رفض الكنيسة القبطية قداس الجنازة على جثمان زوجين وافتهم المنية.


وقال المجلس في بيانه، "يعزّ علينا كثيرًا وفاة هذين الابنين وهما في مقتبل حياتهما الزوجية، ونتفهّم جيدًا مشاعر الذين تألموا لاعتذار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن عدم الصلاة على أحدهما".

وأعرب "الإكليريكي"، عن احترامه لآراء الجميع ما قيل في الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي، أو ما صدر من إهانات عن بعض المسئولين، منا كل الحب والتقدير، مهما كان ما قيل أو الطريقة التي قيل بها".

واستشهد البيان بآية من الكتاب المقدس وهي«يا تيموثاوُسُ، احفَظِ الوَديعَةَ، مُعرِضًا عن الكلامِ الباطِلِ الدَّنِسِ، ومُخالَفاتِ العِلمِ الكاذِبِ الِاسمِ» (1تي6: 20)

وأوضح البيان، شقّي الأمر"عقائديا وإنسانيا"، مشيرا إلى أن الجانب العقائدي هو أن الكاهن سلك قانون الكنيسة، مع عرضه استعداده لتقديم شيء من المرونة على قدر المساحة المتاحة.

الموت على إيمانها
وأكد البيان أن الكنيسة ملتزمة بالصلاة عن جميع الناس -مهما كان معتقدهم- ما داموا أحياء، ولكنها عند الوفاة تصلي لأجل المنتقل على إيمانها وعقيدتها.

وأضاف الإكليريكي بالمنيا وأبوقرقاص، أن الصلاة على المتوفين تحوي داخلها صلوات خاصة بالعقيدة الأرثوذكسية، وتطلب الكنيسة من الله في صلواتها، على المتوفين بأن يثبتهم الله على الإيمان الأرثوذكسي ".

مشددًا على أن أي كاهن أرثوذكسي يلتزم بالثبات على الإيمان الأرثوذكسي حال رسامته، ولاسيما بأنه حال الصلاة على المتوفى يقول"عبيدك المسيحيين الأرثوذكسيين".

وأكد "أن الشخص يُعمّد في الكنيسة، ويمارس فيها الأسرار، ويتلقّى التعليم، ويتزوج فيها ويعمد أولاده وهكذا، ومتى توفي يُصلّى عليه فيها، فالإيمان والعقيدة لا يتجزّآن".

في إشارة إلى أن المتوفى – الذي رُفض الصلاة عليه - كان ينتمى للكنيسة الرسولية، عاش فيها وتزوج فيها، أمر طبيعي أن يُصلّى عليه فيها حال وفاته.

واستطرد:" إذا احتج البعض بأن الكنيسة الرسولية صغيرة، فكيف تزوج بها ولم يطلب أن يتزوج في الكنيسة الأرثوذكسية، أم أن الأمر في الزواج عقيدة وفي الوفاة إنساني، مؤكدين أن الزواج عقيدة، والصلاة على الأموات عقيدة أيضًا".

وأشار المجلس الإكليريكي، أن الكنيسة الرسولية ليست بعيدة عن المشيّعين؛ لأنها على بعد أمتار من الكنيسة القبطية بذات القرية، وإذا كان القسيس في إجازة فهناك دائمًا من يحل محله في مثل تلك الظروف.

الصلاة على الزوجة بكنيستها

وكشف البيان، عن أن الزوجة المتوفاة صلى أهلها عليها في الكنيسة الرسولية في بلدتها بقرية شوشة التابعة لمركز سمالوط، دون أيّ ضجّة أو مشكلة، كما يحدث دائمًا دون متاجرة بالحدث، أن يُصلّى على كل شخص في الكنيسة أو المعبد الذي ينتمي إليه – بحسب نص البيان.

تناقض واضح
وتابع:«إن إخوتنا البروتستانت لا يؤمنون بجدوى الصلاة على الراقدين، ويهاجمون الكنيسة القبطية فيها ويرفضون تعليم الأرثوذكسية، فكيف يهاجمونها لأنها لم تصلِّ على شخص رسولي توفي وهو يتبعهم في معتقده، ما ينم عن تناقض واضح».

طقوسنا لايؤمن بها البروتستانت
وفند البيان أسلوب صلوات الجنازة بالكنيسة القبطية وهى أمور عقائدية لا يؤمن بها البروتستانت، أولها أن يتلى قانون الإيمان ويتعين بأن يكون المتوفى أرثوذكسي، ويصلى الكاهن صلاة التحليل والبروتستانت لا يؤمنون بذلك، وأيضا يُرفع فيها بخور وهم يهاجمون البخور، بالإضافة لرفضهم للكهنوت من الأساس.

وزاد "إن الصلاة على الراقدين ليست لتعزية الأسرة والشعب ووعظهم فقط وإنما تشارك الأعضاء جميعًا، فالذين انتقلوا نطلب لهم راحة ونياحًا ونطلب من الله أن يغفر لهم ما فعلوه من هفوات وجهالات، مثلما طلب القديس بولس الصلاة لأجل أنيسفورس وبيته ليعطيه الرب راحة - (2تي1: 16).

المتوفى رسوليا
وأكد المجلس الإكليريكي، أن المتوفى كانت كنيسته وهو حي وحتى قبيل انتقاله بيوم واحد هي الكنيسة الرسولية، والآن وهو متوفى نُدخله رغمًا عنه في كنيسة كان قد رفضها! أم أن الأمر يخص عائلته وليس هو، وإذا كان الأمر كذلك فأين كانت عائلته وهو مصرٌّ على الزواج في كنيسة أخرى –بحسب البيان.

حرمان المتزوجين خارجها

زاد: "إن الكنيسة لا تزوِّج إلّا من كان مُعمدًا فيها وله أب اعتراف وتناوله من الأفخارستيا، وتحذّر كل من سيتزوج خارجها بأنه لن يستطيع الخدمة فيها أو التناول لا هو ولا زوجته؛ فإن سر الزيجة المقدس يتم داخل الكنيسة أيضًا".


البعد الإنساني

أكد المجلس الإكليريكي، أن كاهن الكنيسة باتليدم عرض على أسرة المتوفى حلًا وسطًا يرضيهم وفي الوقت ذاته لا يخالف به القوانين الكنسية، ولكنهم رفضوا، وعرض عليهم استقبال العزاء في قاعة الكنيسة القبطية ولكنهم رفضوا ذلك أيضًا.

علاقتهم طيبة

وأشار إلى أن الكهنة قدموا العزاء لأسرة المتوفى وستظل رعايتهم لهم جميعًا في جميع نواحي حياتهم أمرًا لا مزايدة عليه، ولاسيما بأن أسرة المتوفى تربطها علاقة طيبة ومتينة بالكهنة هناك.

الحفاظ على الإيمان

وأكدوا أن القديس يوحنا الحبيب -وهو أكثر من تكلم من الرسل عن المحبة- طلب عدم التفريط في العقيدة، ولولا محافظة الكنيسة على إيمانها وعدم تفريطها فيه لانقرضت منذ زمن بعيد.

عرضنا المكان
أضاف، أن المشكلة تتلخص في الاعتذار عن القيام بشعائر أرثوذكسية ومن خلال الكاهن الأرثوذكسي، وبخلاف ذلك لا توجد مشكلة في استخدام المكان، وليصلِّ فيه القسيس الرسولي، إن أراد ولم يكن هناك من بديل.

إيمان قويم

وأكد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة التي لم تحد عن الإيمان القويم، منذ جاء إليها القديس مارمرقس في القرن الأول وحتى الآن.

متمسكون بالعقيدة

وأوضح أنهم يحترمون الآخرين، لكن نتمسك بالعقيدة الأرثوذكسية، وندافع عنها ونشرحها، مسامحين كل من يتطاول علينا أو يسيء إلينا باسم التسامح والمرونة والحب.

وتابع: إن كان هناك كثيرون ممن أساؤوا لا تهمهم في الحقيقة لا الكنائس ولا المتوفى نفسه.. ولو كانت الإساءة والتطاول يمكنها أن تجعل الكنيسة تتخلّى عن إيمانها أو تتفاوض فيه، لحدث ذلك منذ قرون حين كان السجن والنفي والقتل «كُنْ أمينًا إلَى الموتِ فسأُعطيكَ إكليلَ الحياةِ» (رؤ2: 10)".
الجريدة الرسمية