سر زيارة عبدالله غيث «الأخيرة» لمسجد الحسين
يتردد بين العامة مقولة تؤكد أن الإنسان يشعر بقرب وفاته قبلها بأربعين يومًا، وربما هذا ما جعل الفنان الراحل عبدالله غيث، يطلب من شقيقه حمدي غيث أن يسافر للقاهرة لسبب لم يعرفه إلا حمدي غيث ومحمد صفاء عامر، كاتب مسلسل ذئاب الجبل.
وأفصح الكاتب محمد صفاء عامر في سهرة حوارية جمعته مع الناقد رفيق الصبان، في ندوة تأبين لمخرج فيلم الرسالة مصطفى العقاد أن عبد الله غيث مثل 55 مشهدا من مسلسل ذئاب الجبل وكان يتبقى له نحو 10 مشاهد كان تصويرها يتم في الصعيد.
وهنا تعلل "عبد الله" بأنه يريد أن يذهب إلى القاهرة لمناقشة المخرج أحمد طنطاوي في ميعاد عرض مسلسل الصمت، والاطمئنان على نتائج مسرحية آه يا غجر.
وطلب عبد الله غيث من شقيقه حمدي هاتفيًا أن يأتيه إلى الصعيد لمرافقته إلى القاهرة، ولاقى طلب عبد الله غيث استغراب الجميع، خاصةً أنه متزن ومرتب جدًا في تصرفاته، لكن لتمسكه بطلبه وافق صفاء عامر على ذلك دون أن يعلم أحد سوى المخرج والذي علم بأن عبد الله غيث مريض.
عند وصول الشقيقين إلى محطة مصر، طلب عبدالله غيث من شقيقه حمدي أن يذهبا إلى الجامع الأزهر وأديا فيه صلاة الظهر، ثم توجها إلى الأزهر وبعد الصلاة طلب عبد الله غيث من شقيقه أن يزور مسجد الحسين كون أن نسب عائلة غيث ينتهي إلى الإمام الحسين.
وهناك عند مسجد الإمام الحسين أحس عبدالله بتعب شديد، وتوجه مع شقيقه إلى المستشفى وهناك علم بالجميع مرض عبد الله غيث وأن سرطاني الرئة والكبد يستفحلان في جسده، ولم تمض أيام إلا ورحل عبد الله غيث عن الدنيا في يوم الأربعاء الموافق 13 من شهر مارس عام 1993.