رئيس التحرير
عصام كامل

«قلب ولدي عليا حجر».. ابنة ماجدة الصباحي تحجر عليها..المحكمة تندب طبيبا نفسيا لتوقيع الكشف الطبي عليها.. الفنانة: «محدش بلغني بالحكم وبنتي مش ممكن تعمل كده».. وفقيه ديني: الرسول أو

فيتو

«يمكن الحجر على البالغ للجنون أو للعته أو للسفه» كان هذا نص المادة 5 من القانون رقم 119 لعام 1952 التي تعتبر هي المفوض الأساسي لكافة قضايا حجر الأبناء على الآباء، ما يثبت صحة المقولة الشهيرة «قلبى على ولدى انفطر، وقلب ولدى عليا حجر».


قضية ماجدة الصباحي
وكان آخر هذه الوقائع أن أودعت محكمة الأسرة بالجيزة حيثيات حكم الحجر على الفنانة ماجدة الصباحي، 79 عامًا، والتي أقامتها نجلتها الفنانة غادة نافع، من أجل التصرف في أموالها وشركاتها، نظرا لمرض والدتها بـ«الزهايمر».

وقررت محكمة الجيزة، اليوم الأربعاء، ندب أحد أطباء مستشفى الصحة النفسية بالعباسية لتوقيع الكشف الطبي على المطلوب التعيين عليه، وورد تقرير وحدة الطب النفسي الشرعي، الذي انتهى إلى أن المطلوب الحجر عليها عفاف على كامل الصباحي «ماجدة» تعاني من خرف الزهايمر ذي البداية المتأخرة، وهو آفة عقلية تجعلها غير قادرة على إدارة أموالها بنفسها.

وأودعت النيابة العامة مذكرة بالرأي، خلصت إلى توقيع الحجر على عفاف على كامل الصباحي «ماجدة»، وتعيين غادة إيهاب نافع قيّمًا عليها لإدارة أموالها بلا أجر، فقررت المحكمة حجز الطلب لإصدار حكمها لاصابتها بأمراض لا تمكنها من اتخاذ قرارات بشأن ممتلكاتها وشركاتها، وغير قادرة على التصرف في أموالها وإدارة ممتلكاتها.

لم يبلغها أحد
وقالت الفنانة ماجدة الصباحي إنه لم يبلغها أحد بحكم الحجر عليها وعلى أملاكها حتى الآن، ولم تخطرها أي جهة رسمية بهذا الأمر.

وأضافت «ماجدة»، أن ابنتها غادة نافع من الصعب أن تفعل ذلك، خاصة أن علاقتها بها جيدة ولا توجد أي مشكلات بينهما، كما أنها على اتصال دائم بها.

وأوضحت الفنانة أنها لم تمنع أي شيء من أموالها عن ابنتها، ولم تختلف معها يوما من الأيام على أي أمور شخصية أو عامة.

وتساءلت: «لماذا تفعل غادة ابنتي ذلك وليس لي في الدنيا غيرها؟!»، ولن أصدق مهما كان حتى وإن تم الحجر عليَّ بالفعل.

أنت ومالك لأبيك
من جانبه، أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، إنه لا يجوز للابن أن يحجر على والديه إلا لأسباب يقرها الشرع والقانون، منوها إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أنت ومالك لأبيك».

وأضاف «فؤاد»، أنه لا يوجد شخص يحجر على والديه في الدنيا من أجل الإرث، والشريعة تنص أيضا على ذلك، مشددا على أن الأمر جائز في حالة ما إذا أقر القانون وأعطى الحق للولد أن يحجر على أبيه، وصدق على ذلك ولي الأمر.

كما تدين تدان
وأشار عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين إلى أن إقدام الولد من الحجر على أبيه يعد مصيبة، وتشبها بالغرب، وهو بذلك يحفر لنفسه حفرة لن ينهض منها، وسيفعل أبناؤه معه نفس الفعلة فيما بعد، فكما تدين تُدان.

وحذر «فؤاد» الأبناء من الحجر على والديهم، وتجنب الدعاء عليهم، لافتا إلى أن كل دعاء يؤخر إلى ما بعد الموت، إلا دعاء الأبوين يعجل المولي عز وجل به في الدنيا قبل الآخرة.

وكشف أن الابن إذا وجد أبيه يسرف ماله ويضيعه، عليه أن يقدم طلبا لولي الأمر بالحجر عليه، وهو الذي يحدد ذلك، مطالبا جميع الأبناء بالتريث قبل التفكير في الحجر على أموال والديهم، طمعا في رضاهم، الذي هو من رضا المولي عز وجل.
الجريدة الرسمية