عندما يدافع باسم وعطية عن شادي ومالك!
ليس غريبا لصاحب المشاهد المخنثة الخليعة، في برنامجه الشهير، إسقاطا على جيش مصر العظيم، أن يتعاطف مع شادي وأحمد مالك صاحبي فضيحة إهانة جنود الشرطة.. وليس غريبا للمروج الأول للثقافة الأمريكية في الملبس والسلوك والأداء والإسقاطات البذيئة إلى الأغاني والبرامج أن يدافع عن ابني الثقافة نفسها.. وهكذا الأمر منطقيا عند باسم يوسف!
وليس غريبا لواحد من أهم إفرازات عصر الانحراف الفني والسقوط القيمي أن يقف داعما لأحمد مالك.. فهذا رمز لذاك والثاني على درب الأول!
والمأساة الحقيقيه لا تتوقف عند ما ارتكبه "مالك" بنفسه ويحاول التملص منه والاعتذار عنه، إنما عن نتائجه غير المباشرة، وهي لا تقل خطورة عن الفعل الأصلي.. فكما اخترقت مشاهد الخلاعة والميوعة والإفيهات الوقحة الجارحة للبيوت المصرية، ولعقول وعيون وآذان جيل كامل، تحت غطاء الضحكات والقهقهات الساذجة، في برنامج باسم، وكما اخترقت الموضة الجديدة والنموذج المستهدف للشباب المصري العصري، من خلال زي وتسريحة محمد عطية، يتم اختراق جديد للبيت المصري مرة أخرى.. الأطفال بلغهم بشكل مباشر مصطلحات غير جاهزين لها بحكم السن.. الآن يسمعون عن "الواقي الذكري"، ومنهم من سيفتش عن استخداماته وعن دوره وفوائده، والآن وبعد أن اخترق مجال الإعلان المصري حواجز عديدة وأزالها وضربها في مقتل حتى قبل الانتشار الكبير للإنترنت تكتمل دوائر الاختراق بكل ما هو جديد!
المدهش أن باسم يوسف ساند شادي وأحمد مالك، بلا تفسير، في حين قدَّم محمد عطية تفسيراته من أن باب التعبير عن الرأي غير موجود! وكأن الانحطاط رأي وقلة الأدب حرية! كما أنه يتجاهل أن برنامج "فاهيتا"، ورغم كل ما تردد حوله وهو مثير وخطير، لم يتوقف ولم يتدخل أحد لتغيير مضمونه أو تعديله، كما أن باسم يوسف نفسه قدم نفسه لأول مرة من خلال الإنترنت، كما أن محمد عطية، الذي يتحدث عن الحرية لا يترك مناسبة إلا ليؤكد معارضته للنظام، مثله مثل المئات من ضيوف الفضائيات وكتاب الأعمدة في الصحف، دون أن يقترب منهم أحد، بل إن منهم من أهان الرئيس والمخابرات والحكومة والبرلمان والداخلية في مقال واحد ولم يمسسه أحد!
لا نقول ذلك كأنه منَّة أو تفضل من أحد، إنما هي الذكرى التي تنفع المؤمنين، لمن يتحدثون عن دولة القمع وغياب مساحة التعبير عن الرأي!
الأمر، يا سادة، خطير، ومسلسل التربص بقيم البلد يحتاج إلى وقفة.