رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. كنيسة «العهد الجديد» واستقالة كاهن بواشنطن تكشف إحياء أفكار عاطف عزيز.. مؤسس الجماعة يزعم أنه الممثل الحقيقى للكنيسة.. حاول نشر أفكاره بأسيوط.. واتجه إلى أمريكا للمزايدة على الأرث

فيتو

عقب فزاعة ما يسمى بـ «كنيسة الكواكرز»، التي تحظر استخدام الكتاب المقدس، ولا تدين بديانة وتتبع عددا من الطقوس أبرزها الصمت والتأمل، ظهرت مجددا على السطح بنوع آخر من الفرقعات إنها «كنيسة العهد الجديد»، التي تزعم أنها كنيسة الآباء وليست الأرثوذكسية.


ظهرت بذرة تلك الأفكار بمحافظة أسيوط أواخر الثمانينات، وقادها خادم بالكنيسة آنذاك يدعى عاطف عزيز ميخائيل، الذي انتقل إلى القاهرة في التسعينات لمحاولة نشر أفكاره، التي لم تصل للمستوى المأمول، فكانت أرض الولايات المتحدة بذرة خصبة لإعادة إحياء كنيسته المزعومة من جديد.

استقالة كاهن الكنيسة القبطية
أرسل القمص بيشوي أندراوس، كاهن الكنيسة القبطية مارمرقس بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، استقالته للبابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية، والكرازة المرقسية، وأيضًا النائب الباباوي لكنائس أمريكا الشمالية الأنبا كاراس، عقب صلاة عيد الميلاد المجيد في مطلع الشهر الجاري.

وبرر الكاهن استقالته من سلك الكهنوت «الإكليروس»، بأنه يسعى للحصول على الراحة نظرا لمعاناته مرض الروماتيزم، والذي يؤثرا سلبًا على خدمته، رغم كثرة محبيه ومؤيديه بالكنيسة، حاول بابا الكنيسة القبطية، والنائب الباباوي لأمريكا الشمالية التواصل معه لمعرفة أبعاد الاستقالة - خاصة باعتبارها أمرًا غريبًا، ولكنه لم يستجب بالرد.

وحاول عدد من الكهنة والخدام الوصول للكاهن المستقيل بمنزله، ولم يتسن نظرا لتغييره محل سكنه، ورغم إرسال البابا طلبا لعودته هو وزوجته تاسونى إيريني للقاهرة ليتعرف على أبعاد الأمر لم يستجب.

وشكل البابا لجنة لبحث أمر الاستقالة، مكون من 3 كهنة هم: «القمص أنجيلوس سعد، كاهن كنيسة العذراء والبابا أثناسيوس في ميسيساجا بكندا، والقمص موسيس بغدادي الكاهن بالمقر الباباوي في نيوجرسي، والقمص يوحنا نصيف، كاهن كنيسة العذراء بشيكاغو»، بدأت عملها يوم الأحد 17 يناير الجاري، وأعدت تقريرا بشأن الأمر المخول إليها، مقرر وصوله المقر الباباوي اليوم.

الاتهامات
وتحوم عدد من الاتهامات بين أروقة كنيسة مارمرقس بواشنطن، بأن الكاهن المستقيل اتبع نهج الدكتور عاطف عزيز ميخائيل، مؤسس جماعة« العهد الجديد» في أسلوب اللتورجية ( تسبحة وصلوات وماشابه)، وأقحم الأفكار والتعاليم الغريبة عن الفكر الكنسي الأرثوذكسي، ومن المنتظر أن يفصل التقرير الذي أعدته اللجنة بهذا الشأن.

ويعود أمر انتشار مجموعات « التلمذة أو كنيسة العهد الجديد»، لمحافظة أسيوط، بدأت الظهور أواخر الثمانينات من قبل الدكتور عاطف عزيز خليل، والذي كان خادمًا وشماسا بالكنيسة القبطية هناك، وضم إليه تابعين، وفي التسعينيات خضع للجنة كنسية للمعاقبة وأبدى تعهد بالتوبة واتباع التعاليم الصحيحة.

وما عاد لطريقه زاعمًا بأن كنيسته هي «الممثل الحقيقي للكنيسة المصرية، وأن الكنيسة الرسمية انقطعت علاقتها روحيًا وفكريًا بكنيسة الآباء كما يدّعون، مع وجود صلة خاصة لهم بالذات الإلهية والتحدث بالألسنة، وأنهم يتلقون وحيًا ولهم قدرة على مواجهة الشياطين».

وبعد انضمام أحد الرهبان وبعض المكرسات إلى مجموعة «عزيز» المزعومة، أصدر المجمع المقدس برئاسة البابا الراحل شنودة الثالث قرارا في 22 يونيو 2002 بحضور نحو 72 أسقفا، بأنه بعد استلام المجمع بيان تفصيل بمجموعة عاطف عزيز ومعه القس صافينيا، أحد الرهبان وبعض المكرسات تقرر حرمانهم جميعًا من الخدمة الكنيسية والأسرار، وتجريد القس الراهب وعودته لاسمه العلماني بعدما أصر على اتباع تلك المجموعة.

ونشرت مجلة الكرازة – اللسان الناطق باسم الكنيسة بعددها مطلع شهر يوليو 2002-: إن المجمع قرر منع الدكتور عاطف عزيز ميخائيل وكل من يتبعها من التناول من الأسرار المقدسة وبتجريد القس الراهب صفانيا وعودته للاسم الأصلي مدحت كامل فهمي.

وزاد قرار المجمع منعه من الخدمة وأي نوع من الخدمة بأي إيبارشية، وتم إخطاره رسميا من خلال الأنبا موسى وحال استمراره في الارتباط بمجموعة «عاطف» ورفض الاستجابة وسبق وجُرد من قبل الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل.

وحرم من الأسرار الكنيسة أو الخدمة كل من «الدكتور نبيل عدلي كامل، والمهندس صلاح فايق، وميراندا كامل فهمي -تاسونى انسطاسيا سابق، وجالينا لبيب، وسامية صادق، وعواطف أديب، وإيزيس رفقى، وسوزى كامل، وسوسن سعد، ومنال وليم، وهالة وليم»، وهم أحد التابعين للمجموعة.

وعكف «صفنيا» على سبل للحشد واستقطاب البعض لتوسع نشاط المجموعة، واستأجروا منازل وباتوا يعقدون اجتماعات سرية، واتبعوا ترويج فكرهم بشرائط تسجيلية وما شابه.

وبعدما توارت تلك الجماعات التي تزعم بأنها الممثل الحقيقي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وصدور قرار معلن من الكنيسة بمنع التعامل مع تلك المجموعات، عادوا للظهور مجددا، لتكون أمريكا قبلة الحياة لهم، فظهر مؤسس تلك الجماعة الطبيب على أحد المواقع الإلكترونية المخصصة له، زاعمًا بأنه قس بإحدى الكنائس دون الإشارة لها.

وبعدها باتت هناك أفكار مشابهة لهم في الانتشار بين البعض هناك، ولاسيما الشبهات التي تحوم حول الاستقالة غير المبررة بصورة واضحة لكاهن كنيسة مارمرقس واشنطن.

ومن جهتة قال الأنبا سرابيون، أسقف لويس أنجلوس: إن أمر الكاهن المتقدم باستقالته ينتظر تقرير اللجنة المكلفة من قبل البابا ليفصل فيها.

اللتورجية
وأضاف، في مداخله هاتفية لقناة الكنيسة القبطية «لوجوس»، خلال الأيام الماضية، أن هناك أفكارا منتشرة تعود جذورها لأسيوط وبدأت تنتشر بأمريكا، وتحاول تتخذ من اللتورجية والصلوات القبطية ستار لتغير فيها وفقا لأفكارها.

وعن مزاعم حديث تلك المجموعات بأنهم يتحدثون بوحي أو الروح، أوضح «سرابيون»، أن الكنيسة القبطية بها إرشاد روحي مبني على تعاليم الرسل، أما الزاعمون بأنهم ملهمون بالروح ويعتقدون بما ينادوا به ويرفضون التوجيه والإرشاد الصحيح أمر غير مقبول.

وأكد، أن عمل الله يكون في النور وليس بفكرة المجموعات الخاصة والعمل السري.
الجريدة الرسمية