رئيس التحرير
عصام كامل

«ثورة 25 يناير» لا أحد على خطأ.. لا أحد على صواب

فيتو

الواقع يرصد انقسام الشعب!! البعض يرى مؤيدي ثورة يناير على خطأ، والبعض الآخر يرى حكم الرئيس السابق مبارك كان لابد أن يستمر، البعض يرى شرعية حكم الرئيس المعزول محمد مرسي ويسخط من ثورة 30 يونيو، البعض على العكس يرى فشل محمد مرسي والإخوان المسلمين في حكم مصر.


 في البداية، وقبل قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، لا ينكر أحد سوء الأوضاع على كل النواحي، فالاقتصاد مُدمر، والبطالة تغزو مصر، فشبابها على القهاوي، وبناتها يعانين العنوسة، مصانعها أغلبها مغلقة، الأسرة تحصل بالكاد على قوت يومها، تعليمها في أدنى المستويات، صحة مواطنيها في النازل، أمراضهم خطيره ولا يقوون على شراء العلاج، فكبراؤها "حاميها حراميها"!! ومواطنوها أقل حاجة فيها!!

 ولكن إلى متى؟! فقد نفد صبر الشعب، وانتفض في الخامس والعشرين من يناير من أجل الحصول على أبسط حقوقه في الحياة من "العيش والحرية"، انتفض على مجموعة لصوص نسوا أنهم خدام الشعب وليسوا أسياده!! ورئيس العصابة الذي من المفترض أن يوفر للشعب لقمة عيش لا أن يسرق قوتهم هو!! لتنتصر في النهاية إرادة الشعب، ويغرب مبارك عن حكم مصر، وتصبح مصر في يد المجلس العسكري.

 لتُجرَى انتخابات رئاسية، ليرى الشعب بعدها أن تعاطفه مع الإخوان المسلمين لم يكن إلا "وهم"، فلم ولن يكن أحد ليقنع الشعب بأصل الإخوان المسلمين، إلى أن جاءوا إلى حكم مصر؛ ليقرر الشعب المصري بنفسه عدم ملاءمتهم لحكم مصر، ويثور، ويخرج للمرة الثانية في الثلاثين من يونيو مطالبًا برحيل محمد مرسي؛ ليخرج هو بخطاباته المتعنتة، ويعلن تمسكه بالشرعية، وينسى أن الشعب الذي ثار في المرة الأولى على الفساد والظلم من السهل عليه أن يخرج مرة أخرى إذا كان الوضع سيستمر كما هو عليه! وينسى أيضًا أن بمجرد أن يقول الشعب للحاكم "لا" سقطت أي شرعية، فالديمقراطية حكم الشعب لنفسه بنفسه، فإذا قال الشعب "لا" أصبحت الشرعية "صفر"، يستطيع أن "يبلَّها ويشرب ماءها"، ثم يترك باب الحكم دون كلام.

 ليحل الاشتباك بين الشعب ورئيس "قد فقد شرعيته" وزير دفاع مصر، والذي إذا قامت حرب سيتصدى ليحمي ويدافع عن مصر، فكيف به إذا رأى مصر على شفا الخراب والدمار؟ ليخرج بقرار عزل "مرسي"، وتعطيل الدستور، وتُجرى الانتخابات للمرة الثانية.

 ولا أحد على خطأ، ولا أحد على صواب، فلولا ثورة يناير لما تخلَّصت مصر من رأس الفساد ودخول مرحلة جديدة من إعادة البناء، ولولا ثورة 30 يونيو لظلت مصر تحت براثن الإخوان تُنهَب ويُلعَب بها لمصلحة جماعة وليس شعبًا، أما الآن فمصر تجني ثمار ثورتين؛ فالواقع الآن يتحدث عن طبيب مصر الذي يُداوى جراحها، فهي مازالت متألمة، ولكنها في سبيلها للشفاء.
الجريدة الرسمية