رئيس التحرير
عصام كامل

عن المشاريع الكبري.. الجاهل «يخرس» !


إن اهتمت الدولة بالمشاريع الصغرى ستجدهم يقولون إن المشاريع الصغرى تكرس النزعة الفردية، وأنه لا توجد بلد تقدمت بالمشاريع الصغيرة وحدها، وأننا في حاجة إلى مشروع قومي كبير!


إن اهتمت الدولة بالمشاريع الكبرى ستجدهم هم أنفسهم من يقولون إن المشاريع الكبرى يتأخر عائدها ومن الخطأ إنفاق مليارات فيها لأن ظروف البلد تحتاج عائدا سريعا يعطي الأمل للناس!

نفس الفرقة التي تغني هنا، هي التي تغني هناك والهدف الأساسي في الخلاصة يعني إفشال كلا الفكرتين.. فهناك من لا يريد في مصر مشاريع من أي نوع لا صغرى ولا كبرى ولا متوسطة.. المطلوب وضع هؤلاء بكتاباتهم في طريق أي عمل كبير وناجح ومبشر لاستخراج أي عيوب ومشاكل به والتشكيك في جدواه، ويتحول التشكيك إلى حذر ثم يتحول إلى توقف للتأمل، ثم تشاؤم يتحول إلى إحباط، يتحول منه جزء عند الشباب إلى عنف وإدمان، وجزء منه يتحول إلى ضغوط على صاحب القرار تدفعه بفعل الضغوط للتراجع فعلا حتى في مشاريع أو قوانين مهمة.. وبالطبع ليس بالضرورة كل من ينتقد مشروع هنا أو فكرة هناك يكون متآمرا، إنما نتحدث دائما عن "ضربات البداية" ضد أي مشروع أو أي تحرك إيجابي، وسنجدها غامضة ومريبة، والأبرياء أو الأغبياء أحيانا يتلقفونها وينشدون خلف المنشد الأول، والذي هو لهو خفي في أغلب الأحوال!

عموما.. المشاريع الكبرى هي قاطرة الاقتصاد كله.. العاصمة الجديدة مثلا وغير العمالة المباشرة التي ستعمل بها لكن انطلاق العمل بها من شأنة إعادة الحياة لمشاريع كبرى ومتوسطة بل وصغرى أيضا.. حيث ستحتاج المدينة إلى أسمنت وبويات وحديد وأسلاك كهرباء وزجاج وأخشاب ولمبات كهربائية ومسامير وطوب وسيراميك وبلاط ومازوت وعشرات الصناعات الأخرى!

وبمثال بسيط عن مدينة الإسماعيلية الجديدة التي يجري الانتهاء منها الآن، فحجم العمالة المباشرة بها لإنجازها في زمن قياسي يصل إلى 80 ألف عامل! جاءوا من أين؟ من رصيد البطالة الذي يلعنه اللاعنون ونلعنه معهم.. ورغم العدد الكبير الذي ستستوعبه المدينة ويصل إلى 314 ألف نسمه بالتمام والكمال، لكن عليكم أن تعرفوا أن المدينة تؤسس الآن على مساحة تقدر برقم نحفظه جيدا هو 2828 فدانا، وهذا الرقم هو أيضا أقل من ثلث مساحة المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة الذي يبلغ 10 آلاف فدان!

قبل أن أتركك عزيزي القارئ ربما ستفاجأ أن قلت لك إن المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة هو واحد على 17 من المساحة الإجمالية لها، والتي تقدر بـ 170 ألف فدان!!

سنفاجئكم أكثر.. العمل بالإسماعيلية الجديدة سينتهي في أبريل، والعمل بالعاصمة الجديدة بدأ بالفعل ومعها العمل بالعلمين الجديدة ومعها العمل في الضبعة وما حولها، والعمل أوشك على الانتهاء في قرية الأمل.. أما سحارة سرابيوم أسفل قناة السويس، فهذه ملحمة أخرى تحتاج حديثا منفردا هي والمشروعات الصغيرة التي تلقى اهتماما كبيرا أيضا، تجلعنا وبصدق نقول لمن لا يعرف اخرس وليس اسكت فقط !
الجريدة الرسمية