رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. 5 أعوام على ثورات الربيع العربي و«القناص» مجهول

فيتو

تمر، هذه الأيام، 5 سنوات على اندلاع ثورات الربيع العربي، التي بدأت في تونس وانتقلت إلى اليمن وتدحرجت إلى ليبيا، وامتدت لتعبر شمال أفريقيا ضاربة سوريا واليمن.

بالرغم من تسجيل كتاب التاريخ، على مدى الأعوام الخمسة، العديد من الحقائق المكشوفة، ومروره باستحياء على الممنوع من النشر، تظل ظاهرة "القنص" التي امتدت إلى دول الربيع العربي بشكل مريب اللغز الخفي وسط أحلام الثورة وحقائق المؤامرة.


الكتاب الأسود

ظاهرة القناص لم تقتصر على مصر، وتجرعت تونس مرارته، وخلال عام 2013، في عهد الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي سعت الرئاسة التونسية إلى إصدار "الكتاب الأسود"، لفضح أمر الجهة المتورطة في قنص المتظاهرين، الذين نسبتهم إلى أنصار "بن علي" بحسب التسريبات، وتم إغلاق الملف إلى الآن، ولم يتم الكشف عن أي جهة ولم يتخطَّ الحديث الشائك حيز "الفرقعة الإعلامية".

ولا تزال قضية القناصة إلى حدّ الآن تثير جدلا واسعا في تونس، بسبب الغموض الذي يشوبها، وهو ما أعاق عملية الكشف عن المتورّطين في قتل الكثير من الذين قضوا أثناء الثورة قنصا بالرصاص الحي في الرأس والصدر.


اتهام القذافي

الاتهام الجاهز الذي أعدته قناة "الجزيرة" القطرية، لنظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي، في ملف القنص الذي امتد ليشمل جميع المدن الليبية، فضحته التقارير الغربية فيما بعد، بتأكيدها على خلو سجلات النظام الليبي التسليحية من الحصول على بنادق قنص.

علاوة على استمرار ظاهرة القناص الخفي، خلال الأعوام الخمسة الماضية، عقب تفكيك الجيش اللييبي ونهب مخازن أسلحته على يد الميلشيات الإرهابية المنتشرة في ربوع الدولة.


فاعل مجهول

بدورها نالت مصر نصيب الأسد من حوادث القتل العشوائي للشباب، بميدان التحرير وعبدالمنعم رياض، بسبب ارتفاع المباني المحيطة بهما، والتكدس الهائل للأعداد، وسقط عشرات القتلى ما بين قتيل وجريح برصاص قناصة مجهولين.

وبالرغم من توجيه الاتهام لبعض ضباط الشرطة، لم تستطع أي جهة تقديم أدلة مقنعة تقدم الجاني الحقيقي إلى العدالة مع تقديم وزارة الداخلية أدلة عدم امتلاكها لأسلحة قنص أو عناصر مدربة على التنفيذ.


سوريا تحل اللغز

مع دخول سوريا على خط الثورات السلمية، والتي تدحرجت إلى صدام مسلح بين النظام وميليشيات إسلامية، بعضها ينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي، والآخر موالٍ للقاعدة متمثل فيما يسمى بـ"جبهة النصرة"، كشفت الأحداث هناك إلى حد كبير تورط الجماعات الإسلامية في هذا الملف المغلق، حيث رصدت عدة مواقع إخبارية محلية ودولية قيام عناصر إرهابية بامتلاك بنادق "قنص" متطورة، وأظهرت هذه العناصر قدرة  هائلة، وتدريبا عاليا على استخدامها.


قنص اليمن السعيد

اليمن هي الأخرى، بمجرد وصول إرهاصات الثورات الشعبية إلى هناك، وثقت مقاطع مصورة عدة عمليات قنص تمت بصفوف الثوار، وبالرغم من تحقيق المطلب الثوري بتنحي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، تفشت الظاهرة وانتشرت عمليات الاغتيال السياسي بواسطة قناصة محترفين بهدف الوقيعة بين جميع الفرقاء السياسيين.

وإلى الآن تتقاذف القوى السياسية الاتهمات، ويقدم كل فصيل أدلة على تورط الآخر في جرائم القنص المجهول التي تفرقت بين الإخوان والحوثيين وأنصار الرئيس السابق.

الجريدة الرسمية