رئيس التحرير
عصام كامل

الرياضة في «الأوفسايد» 5 سنين.. مذبحة بورسعيد «كارثة تاريخية».. والدفاع الجوى تكمل رحلة الدماء.. فشل التأهل إلى 3 أمم أفريقية.. ضياع حلم مونديال 2014.. إهدار تذكرة المرور للأوليمبي

احداث الدفاع الجوى
احداث الدفاع الجوى - صورة ارشيفية

«كان فيه وخلص» عبارة تجسد الحال الذي وصلت إليه الرياضة المصرية في السنوات الخمس الأخيرة وتحديدًا منذ اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ويمكن القول هنا أيضا إن الحدث الثورى الذي شهدته البلاد كان بمثابة الإشارة الأولى لانهيار الكرة المصرية ووصولها إلى نفق مظلم لم تتمكن من الخروج منه حتى الآن على جميع الأصعدة بالشكل الذي منع الجميع من التعلق بـ«قشة» الأمل استنادًا إلى الأحداث المتعاقبة في تلك السنوات والتي أدت في النهاية إلى الحال الذي وصلت إليه الرياضة المصرية.


بعد أيام قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011 صدر قرار إيقاف بطولة الدوري وتجميد النشاط في ظل حالة الانفلات الأمني التي ضربت القاهرة وجميع محافظات مصر حتى عاد النشاط من جديد واحتفظ الأهلي بدرع الدوري للمرة السابعة على التوالى حيث نادت بعض الأندية ومنها سموحة والجونة والمقاولون والاتحاد السكندرى والمصرى ووادى دجلة بتحديد موعد لاستئناف النشاط أو الغائه وأقيمت البطولة في أجواء صعبة للغاية.

2011 شهد أيضا فشل المنتخب الوطنى بقيادة حسن شحاتة في الوصول لأمم أفريقيا 2012 بعد أن سبق وقاد المعلم الفراعنة للفوز بالبطولة 3 مرات متتالية أعوام 2006 – 2008 – 2010 قبل أن تبدا اللعنة الأول بحرمان الفراعنة من الوصول إلى «الكان الأفريقية بعد فشل حجز تذكرة الصعود إلى المونديال الأفريقى ليرحل المعلم عن قيادة المنتخب بعد تجربة ناجحة بدأت منذ العام 2005 واستمرت حتى فشل المعلم ومساعده شوقى غريب في الصعود إلى الأمم الأفريقية.

موسم 2012 شهد حادثًا دمويًا يبقى الأصعب في تاريخ الرياضة المصرية على مر التاريخ ممثلًا في مجزرة بورسعيد التي اندلعت عقب انتهاء مباراة الأهلي والمصرى على ملعب بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 من أنصار النادي الأهلي ليتم إلغاء النشاط في هذا العام وإنقاذ العديد من الأندية من الهبوط للدرجة الثانية ولعل أبرزها الداخلية والمقاولون والإنتاج الحربى وغزل المحلة.
في الأول من يناير 2013 قرر اتحاد الكرة إقامة بطولة الدوري من مجموعتين قبل أن يصدر حكم الإعدام على 21 متهمًا في أحداث مذبحة بورسعيد في حين يوافق الأهلي على احتراف أبو تريكة نهاية يناير من هذا العام في صفوف بنى ياس الإماراتى بعد سلسلة من الاعتراضات السابقة على احتراف اللاعب ورحيله عن القلعة الحمراء.

بعد أشهر قليلة من قرار «دوري المجموعتين» تعرض مبنى اتحاد الكرة لحادث مأسوى وتحديدا في مارس 2013 عندما تم حرقه في اعقاب الحكم النهائى في مذبحة بورسعيد بجانب سرقة بعض الكؤوس والدروع من داخل مقر اتحاد الكرة مع حرق نادي الشرطة المجاور للجبلاية قبل أن تبدأ عملية إعادة تاسيس مبنى جديد لاتحاد الكرة الذي تم افتتاحه في ولاية جمال علام الرئيس الحالى لاتحاد الكرة الذي وصل إلى مقعد الرئاسة في عام 2012.

الموسم ذاته بداية رحلة الامريكى بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب الوطنى مع الفراعنة حيث قاد الفراعنة لخروج جديد من تصفيات أمم أفريقيا ليغب الفراعنة عن البطولة الأفريقية للمرة الثانية على التوالى وتبدا رحلة الأمل من جديد في الصعود لمونديال العالم بالبرازيل 2014 قبل أن يفشل أيضًا الفراعنة في الوصول لكأس العالم بعد الخسارة بسداسية تاريخية أمام المنتخب الغانى في كوماسى ليتبخر حلم ملايين المصريين في الوصول إلى كأس العالم الذي لم نضع أقدامنا بملاعبه منذ مونديال ايطاليا 90.

موسم 2012 – 2013 شهد انطلاق بطولة الدوري من جديد بعد أحداث بورسعيد لكن دون جماهير حيث تحولت المسابقة المحلية إلى ما يشبه دوري المدارس وتم إلغاؤه من جديد قبل انطلاق الدورة الرباعية المحددة لبطل الدوري في الوقت الذي تم استكمال فيه بطولة كأس مصر التي توج بها الزمالك على حساب وادى دجلة في ملعب الجونة بالغردقة بعد أن شهدت البلاد وقتها أحداثا سياسية عنيفة قادت إلى عدم استكمال البطولة خاصة بعد ارتفاع ضحايا التظاهرات وأصحاب المطالب الفئوية والمختلفين مع المجلس العسكري الذي كان يقود البلاد وقتها بعد ثورة 25 يناير.

وشهد عام 2012 علامة مضيئة في تاريخ الرياضة المصرية عندما نجح المنتخب الوطنى للشباب بقيادة ربيع ياسين في التتويج بأمم أفريقيا في الجزائر والصعود إلى كأس العالم بتركيا في صيف 2016 قبل الخروج منه وإقالة ربيع ياسين والتعاقد مع حسام البدرى المدير الفنى السابق وقتها للأهلي.

رغم حالة الحزن التي طاردت الكرة المصرية والرياضة بشكل عام في السنوات الأخيرة إلا أن هذا لم يمنع النادي الأهلي من الاحتفاظ بلقب «تاجر السعادة» للرياضة المصرية بعد أن صال وجال أفريقيا في السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير ومجزرة بورسعيد الدموية في 2012 حيث نجح المارد الأحمر في حصد بطولة دوري أبطال أفريقيا 2012 امام الترجى التونسى بعد التعادل معه بالإسكندرية في الذهاب بنتيجة 1-1 والفوز عليه في رادس وسط ملعبه وجماهيره بنتيجة 2-1 ليحصد الأهلي بطولته المفضلة رغم تجميد النشاط في الدوري ويصعد المارد الأحمر للمشاركة في كأس العالم للأندية الذي اقيم هذا العام في اليابان.

وفى عام 2013 وسط أحداث متصاعدة على الصعيد السياسي ينجح الأهلي في الاحتفاظ ببطولة دوري أبطال أفريقيا رغم استمرار تجميد النشاط بفوز درامى على أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقى تحت قيادة محمد يوسف على ملعب المقاولون العرب بالجيل الأخضر حيث توج الأهلي بالبطولة رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق المتعلقة بعدم وجود بطولة دوري مع تعذر إقامة مباريات ودية بسبب الظروف الأمنية التي حرمت الفريق من أبسط حقوقه في خوض مباريات ودية على ملعب التتش بالجزيرة.
منتخبات الناشئين في السنوات الخمس الماضية فشلت أيضًا في الصعود لأمم أفريقيا حيث ودعت جميعها التصفيات الأفريقية المؤهلة لأمم أفريقيا بداية من منتخب ياسر رضوان الذي خرج من التصفيات وسبقه منتخب الناشئين مع جمال محمد على.

في الوقت الذي نجح فيه منتخبنا الأوليمبي تحت قيادة هانى رمزى في الصعود إلى أوليمبياد لندن 2012 بعد غياب 10 سنوات عن آخر مشاركة بأوليمبياد برشلونة 92 حيث استعان وقتها هانى رمزى بثلاثى الأهلي أحمد فتحى ومحمد أبو تريكة وعماد متعب للتواجد مع جيل المنتخب الأوليمبي الذي لم يحقق نتائج جيدة في الاولمبياد التي كانت تقام في رمضان 2012.
منتخبنا الوطنى الأول يبدأ رحلته مع شوقى غريب من أجل الوصول إلى أمم أفريقيا 2015 بغينيا الاستوائية إلا أن تذيل مجموعته وفشل للمرة الثالثة في الوصول إلى امم أفريقيا لتستمر عقدة الكان مع الفراعنة بعد أن سبق وحصد الفريق القومى البطولة 3 مرات متتالية ليعود ويحقق رقمًا قياسيًا جديدًا بفشل الصعود إلى تلك البطولة 3 مرات متتالية.

مذبحة ملعب الدفاع الجوى فبراير 2015 تبقى أحد أبرز الأحداث المؤثرة في مسيرة الرياضة المصرية بتاريخها الحديث حيث تم إصدار قرار عودة الجماهير بمباراة الزمالك وإنبى على ملعب الدفاع الجوى ولكن التزاحم وحضور أعداد أكبر من المسموح بها يقود في النهاية إلى وفاة 22 من أنصار الوايت نايتس الزملكاوى ليتم إيقاف بطولة الدوري وحرمان الجماهير بعد ذلك من حضور المباريات باستثناء بعض مواجهات المنتخب الوطنى التي شهدت حضورًا جماهيريًا وقبلها مباراة السوبر الإفريقى العام الماضى أمام بطل تونس في استاد القاهرة تلك المباراة التي اعقبها اشتباكات دامية بين الأمن وألتراس أهلاوى أدى في النهاية إلى «تكسير» مدرجات الدرجة الثالثة التي يتواجد بها أنصار النادي الأهلي «الألتراس».

غياب «شمس النجوم»
الأعوام الخمسة الماضية شهدت إسدال الستار على العديد من اساطير الكرة المصرية ولعل أبرزهم محمد ابوتريكة الذي أعلن اعتزاله 18 ديسمبر 2013 بعد مشاركته مع الأهلي في مونديال العالم للاندية بالمغرب حيث ودع ساحر الكرة المصرية جماهير ناديه في ملعب المقاولون العرب بنهائى دوري ابطال أفريقيا امام اورلاندو بايرتس الجنوب افريقى.
كما أعلن أحمد حسن اعتزاله الكرة في عام 2013 وسبقه محمد بركات الذي أعلن اعتزاله قبل اعتزال محمد أبو تريكة وتحديدا عقب قرار عدم استكمال مسابقة الدوري العام وكان «بركات» قد أعلن اعتزاله الدولى بعد فشل الصعود إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 بعد احداث مباراة المنتخب الوطنى والجزائر الشهيرة في ام درمان.

عبد الواحد السيد حارس مرمى المنتخب الوطنى والزمالك أحد النجوم التي أعلنت اعتزالها أيضا في السنوات الأخيرة وتحديدًا هذا العام بعد محطته الأخيرة في مصر المقاصة عقب رحيله عن البيت الأبيض.
كما أعلن وائل جمعة مدافع المنتخب الوطنى والأهلي اعتزاله في عام 2014 بعد أن رفض استكمال بطولة الدوري مع الأهلي في ولاية فتحى مبروك وفضل السفر إلى البرازيل لتقديم برنامج فهمى جمعة المرتبط بكأس العالم 2014 والذي اقيم في البرازيل.
العام ذاته شهد إعلان عمرو زكى مهاجم المنتخب الوطنى والأهلي اعتزاله الكرة بعد مشوار حافل بالإنجازات مع المنتخبات الوطنية والزمالك وتجربة احترافية ناجحة لم تكتمل بالدوري الانجليزى.

يبقى تأكيد أن أحمد حسام ميدو «العالمى» نجم مصر والزمالك الأسبق وأحد أشهر نجوم الكرة المصرية الذين سطروا مجدًا تاريخيًا مع الاندية الأوربية أعلن اعتزاله في عام 2013 بعد أن تمسك بإسدال الستار على مشواره الكروى بعد فشله في استعادة لياقته الفنية والبدنية بسبب الزيادة المفرطة في وزنه.
كما أعلن محمد حمص اسطورة الكرة الإسماعيلاوية اعتزاله هذا العام وصار على ضربه محمد عبد الواحد نجم الزمالك الأسبق ومحمد حليم قائد حرس الحدود.
عام 2014 شهدت فوز الأهلي ببطولة الكونفيدرالية بهدف درامى لعماد متعب قناص الفريق في الثوانى الأخيرة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع ليحصد الأهلي اللقب كأول ناد مصرى يفوز به بعد التعديل الذي شهدته البطولة بعد أن تحولت من البطولة الأفريقية للأندية أبطال الكئوس إلى الكونفيدرالية.

محمد صلاح أحد الجواهر المضيئة وسط «عتمة» الكرة المصرية في السنوات الخمس العجاف الأخيرة حيث ينتقل نجم المقاولون إلى بازل السويسرى في عام 2012 ليبدأ مشوار النجومية ويحقق نجاحات ولا أروع مع النادي السويسرى حتى انتقل العام الماضى إلى نادي تشيلسى الانجليزى في صفقة تاريخية لأول لاعب مصرى يحترف بصفوف النادي اللندنى الشهير ليبدأ «صلاح» رحلته مع البلوز تحت قيادة الداهية البرتغالى جوزيه مورينيو الذي يبقى على صلاح خارج الحسابات ويدفع به من الحين لآخر حتى يتراجع أداء اللاعب ويرحل على سبيل الإعارة إلى نادي فيورنتينا الإيطالى الذي يحقق معه نجاحات كبيرة قبل أن يرحل عنه إلى روما الإيطالى الذي يواصل معه رحلة التألق ليبقى «صلاح» بمثابة كلمة السر في رسم البسمة على وجوه ملايين المصرية في آخر 5 سنوات.

من الأحداث الدرامية في الرياضة المصرية أزمة بند الـ 8 سنوات التي أطاحت بمجلس حسن حمدى من إدارة النادي الأهلي بعد أن سبق وأعلن طاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق قرار حل مجلس حسن حمدى وتعيين عادل هيكل رئيسا مؤقتا للأهلي ليبدأ وزير الدفاع الأهلاوى اتصالاته مع الحكومة برئاسة حازم الببلاوى وقتها ليعود حمدى ومجلسه إلى إدارة الأهلي حتى رحل المجلس في نهاية مارس من العام الماضى وتولى المهمة مجلس محمود طاهر الذي اكتسح الانتخابات بعد معركة ضعيفة مع جبهة إبراهيم المعلم التي لم ينجح أحد بها ليبدأ طاهر ولاية جديدة في إدارة النادي الأهلي.

رئيس الزمالك تولى هو الآخر المهمة مطلع فبراير من العام الماضى ونجح في تحويل البيت الأبيض إلى ناد اجتماعى رياضى على اعلى مستوى بعد الطفرة الإنشائية التي تحققت في عهده بجانب نجاحه في تشكيل فريق كرة قوى جدًا حصد به بطولتى الدوري وكأس مصر لأول مرة منذ سنوات طويلة بل ونجح في كسر عقدة الأهلي هذا العام بالفوز عليه بعد غياب استمر 8 أعوام لم يتمكن الزمالك من الفوز على الأهلي.

العام الحالى شهد فشل التأهل إلى أوليمبياد ريو دى جانيرو بجانب إلغاء بند الـ 8 سنوات الذي تسبب في رحيل مجلس حسن حمدى بالإضافة إلى انهيار فريق الكرة بالأهلي بعد إهدار 5 بطولات في 10 شهور بالإضافة إلى حملة الإقالات التي ضربت القلعة الحمراء ومنها اقالة جاريدو وفتحى مبروك ووائل جمعة وهيثم عرابى وعلاء عبد الصادق بالإضافة إلى الفوز بكأس السوبر المصرى في أكتوبر الماضى على حساب الزمالك بثلاثية مقابل هدفين.
الجريدة الرسمية