صحفي أمريكي يفضح الغرب: «الإرهاب» وسيلة لتبرير جرائمه بالشرق الأوسط.. تمويل متشددين لتشويه الإسلام.. الإطاحة بقادة دول إسلامية لمساندة حكام يرعون أفكارا متطرفة.. وحشية «داعش» مستمد
للإرهاب أوجه وأشكال كثيرة، ولكن أفظعها هي الوحشية الباردة التي يغفلها الكثيرون منا لتركيزنا على المفهوم الأشهر وهو استخدام مجموعة من المتطرفين القنابل، والرشاشات والأحزمة الناسفة لخطف أرواح الأبرياء.
الإرهاب الأبيض
وبحسب تقرير المحقق الصحفي «أندريه فلتشك»، في موقع «جلوبال ريسيرش» الكندي، فإن الإرهاب لا يقتصر على أصحاب البشرة السمراء والملتحين، إذ عاشت أوربا أثناء الحرب الباردة الإرهاب بعينه من اليساريين المنتمين للخلايا الثورية في إيطاليا وأوربا بأكملها.
واكتشف المواطنون بعد ذلك أن هذا الإرهاب تخطيط الحكومات اليمينية الأوربية وأجهزة الاستخبارات.
استغلال القدرات العسكرية
أصبح مصطلحًا مشهورًا عند الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والكتل الشيوعية جراء الدعاية العسكرية والاقتصادية، بحسب "أندريه"، منوهًا بأن دول الغرب شعرت فجأة بأنها بلا عدو تقاتله وتبرر من خلاله سياساتها القمعية والوحشية في أفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا.
وأكد الصحفي الأمريكي، أن الغرب ساعد على صعود الإرهاب في المنطقة لاستغلال ميزانياتها العسكرية والاستخباراتية، خاصةً وأن مواجهة مثيري الشغب في الغابة الكولومبية أو أيرلندا الشمالية أو كورسيكا أمره سهل وغير مكلف.
واستشهد «أندريه» بإطاحة الغرب بالقادة العلمانيين والاشتراكيين في دول إسلامية مثل مصر، وإيران، وإندونيسيا، ليتولى الحكم قادة يرعون الإرهاب والأفكار المتطرفة.
استهداف الإسلام
ولم يكتفِ الغرب بذلك، بل عمل على تصوير الإسلام بشكل عدائي أكثر من خلال تضليل الحركات والمنظمات الإسلامية، وتأسيس منظمات جديدة، وتدريبها، وتسليحها وتمويلها لتبدو مخيفة بما فيه الكفاية.
وهناك بالتأكيد سبب آخر لاختيار الدين الإسلامي وربطه بالإرهاب، وهو الحفاظ على المذاهب الغربية والديكتاتروية العالمية، وفقًا لـ "أندريه".
جذور الإرهاب
وأبرز الصحفي الأمريكي، عدم مناقشة الإرهاب الغربي بالرغم من كونه أخطر وأعنف أشكال التطرف في العالم أجمع وأسفر عن مقتل مئات الملايين من البشر، موضحًا أن وحشية تنظيم داعش، الإرهابي المتمثلة في قطع رءوس الضحايا مستمدة من إمبراطوريات أوربا التي كانت تقتل وتعذب وتغتصب البشر في جميع قارات العالم منذ قرون.
وأشار "أندريه" إلى الملك البلجيكي "ليوبولد الثاني" الذي تمكن من إبادة 10 ملايين شخص غرب ووسط أفريقيا التي تعرف حاليًا باسم "الكونغو"، إذ كان يصطاد البشر مثل الحيوانات ويجبرهم على العمل في مزارع المطاط، وعند شعوره بعدم تحقيق أي مكاسب، لم يتردد في قطع أيديهم وحرق سكان القرى بالكامل داخل أكواخهم.